دأبت الكويت منذ اندلاع أزمة الخليج بالعمل سرا وجهارا لرأب الصدع الخليجي من خلال إعلاء صوت الحق والحكمة والعقل! ولم تكن طرفا في نزاع أو شقاق أو اصطفاف يعكر صفو هذا أو ذاك!
فأميرنا الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، لم يتوانى قيد أنملة في توجيه أذرعته السياسية للتخفيف من وطأة (المشاحنات الأخوية) التي تتقلب على صفيح ساخن وربما حارق في بعض الأحيان! وعلى هامش هذا التحرك المحمود بزغت رائحة (ليبرالية غريبة) من أروقة بعض الكتاب الخليجيين المعلبين تقلل من تحرك الوساطة الكويتية وتدعو بشكل مبطن نحو الميل لفريق دون فريق، بل وتم التلويح بأوراق ضاغطة تذكر الكويت بالغزو العراقي والتحرير وسرد تفاصيل الموقف الحربي والديبلوماسي وذكر مواطن الفضل والإحسان والعون إبان هذه الفترة الحرجة! في محاولة لزج الموقف الكويتي نحو التراجع في كل خطوة نحو ترتيب البيت الخليجي وعودة المياه لمجاريها!
من هنا وبرغم الإعلام المضاد لم تلتفت المبادرات الكويتية لهذه الأصوات النشاز، بل وقفزت بشكل حيوي ومبهر لتكون في الموقع الذي يمكنها لخلق أرضية صلبة للتحرك عبر كل الأطر المتاحة خليجيا وإقليميا. إن الكويت لم ولن تنسى موقف دول المنطقة قاطبة في تحرير أراضيها من براثن العدو، بل وفي رقبتها قلائد من الشكر والامتنان والحب والإكبار، وستبقى عاطرة بالسلام والوئام وعاصمة وقبلة لكل الهائمين بالحرية. إن الجرح الكويتي عام 1990 م شكل لدى المجتمع الداخلي روحا خفاقة ونفسا تواقة للنصرة والمجد والألفة والمحبة!
ولا يمكن أن تتمزق اللحمة الكويتية بتصريحات فضفاضة غير مسؤولة! المراد منها تمييع المواقف وجعلها في مهب الميول والانطباع! إن السياسة الكويتية سياسة متينة رصينة تستمد قوتها من دستورها وأميرها وولي عهدها ومجلس أمتها (المنتخب من رحم الشعب) والقانون الذي ينظم العلاقة بين المؤسسات والقطاعات الرسمية والأهلية، هذه الحالة خلقت من التحرك الديبلوماسي (الاحترافي) لياقة متناهية، جعلتها في عمق الحقيقة والواقع والمنطق دون الالتفات للأقلام العشوائية التي لا تريد (عمدا) أن تترجم الأزمة الخليجية والموقف الكويتي بشكل مقنع ومتزن وواع!
وللحديث بقية..
@m_alenezikw