كثير منا سمع عن بلفور أو وعد بلفور، ومنذ أن فتحنا أعيننا على قضية فلسطين نسمع عن دور بلفور في هذه القضية وكيف انه قد وعد اليهود بوطن يعطي لهم في فلسطين مشاركة مع أهل فلسطين الأصليين أي انه وعد شعبا بلا ارض، ارضا يسكنها أهلها الفلسطينيون.
ومنذ أن بدأت القضية وتوعى العرب والفلسطينيين علموا بأن هناك مخاطر مبيتة ونوايا خبيثة تظهر من الانجليز أثناء انتدابهم على فلسطين. وكنا نحن غافلين ولم نعط هذه القضية اهتماما كبيرا وانتهينا منها عندما عرض الأمر على الأمم المتحدة فوجئنا مما هو مبيت للفلسطينيين حقيقة. لقد كانت هناك مؤامرة لمنح اليهود جزءا من فلسطين وفتحوا الهجرة اليهودية لفلسطين من كل صوب، وبدأوا تدريب اليهود في الحرب العالمية الثانية ليستعدوا للمعركة مع الفلسطينيين. وعندما هدأت المعركة مع اليهود تدخل العرب وليتهم لم يتدخلوا.
وأنا على يقين لو أن الأمر ترك بيد الفلسطينيين لكان وضعهم افضل مما هم عليه الآن. لقد اصبح مصيرهم الآن بيد إنسان حاقد على الإسلام، حيث وعد اليهود في حملته الانتخابية بعاصمة لهم في القدس وغير ذلك من الإجراءات التي اتخذها ضد المسلمين. ولقد قوبل بالرفض في كثير من أنحاء العالم حتى المحاكم الفيدرالية الأميركية رفضت قراراته الجائرة بالنسبة للمسلمين في أميركا.
نعم انه متبنٍ لقضية اليهود اكثر من اليهود انفسهم حيث ان هناك الكثير من اليهود الذين يرفضون ان توجد إسرائيل، لأن ذلك في نظرهم مخالف للعقيدة اليهودية، ولكن صاحبنا ترامب تمادى اكثر من ذلك وسمعته في التلفزيون يصرح وبأعلى صوت وبكل فخر يعلن ان القدس قد أصبحت العاصمة الابدية لإسرائيل، ومثل هذا الكلام اكبر منكر يتفوه به هذا الرجل لأنه ليس يهوديا بل من الواضح انه صهيوني ومؤيد لإسرائيل اكثر من اليهود انفسهم.
الواقع المأساوي الحالي ان هذا الرجل الصهيوني قد اعطى لليهود صكا لفلسطين كلها ووعدوه بأن يبنوا له محطة قطار تحت الحرم القدسي. عجيب هذا الانسان يجب ان ينظر اليه بعد هذا التصرف الأرعن ودون التزام الحكومة الأميركية به وانفراده بالأمر وكأنه المعطي الكريم لليهود بلا مقابل لدرجة ان إسرائيل قد تمادت وأصبحت تهود جميع المناطق بما فيها الضفة الغربية!
لقد تحقق حلم نتنياهو، ذلك الحلم الذي سعى له على مدى الأربع سنوات الماضية بان إسرائيل ستصبح وطنا لليهود.
مثل هذا التصرف من هذا الإنسان لا يمكن أن تجيب عليه الحكومات، الأمر الذي يحتاج الى وعي من شعوب الامة الإسلامية، وحتى نكون أمة إسلامية يجب التحرك ضد اغتصابه لبقعة تعد من أقدس البقع الإسلامية في العالم الإسلامي.
وللتعبير عن ذلك، يجب البدء بمسيرة من المسلمين تضم جميع الاعمار تمتد من المغرب وحتى ماليزيا شاملة جميع المسلمين بلا استثناء للإعلان عن غضبنا، ولعل ترامب يسمع غضب المسلمين. ويجب ان يتخذوا جميع الاجراءات لمقاطعة البضائع الأميركية وإصدار الفتاوى بتحريمها لان مثل هذا الظلم لم يقع على الأمة الإسلامية في السابق، وعسى ان يسمع هذا التحرك جميع أفراد هذه الأمة وأن يتحركوا شعبيا لردع مثل هذا التصرف من قبل زعيم متهور لأكبر دولة في العالم.
فعيب ان نصمت على هذه الجريمة ونسكت عن ازالة بقعة من وطننا من مكانها ومن التاريخ وكان الله في عون الجميع. الأمر ليس بالسهل ولكن الله سبحانه وتعالى سينتصر لكل من ينتصر لدينه ووطنه وارضه وشرفه.
وأتمنى من الله التوفيق.