سعدت كثيرا وأنا أقرأ جزءا من مذكراتك التي نشرتها الصحافة مؤخرا، وحمدت الله أن لدينا قائدا إسلاميا مازال متمسكا بمبادئه رغم الصراع الطويل مع أعدائه وأصدقائه. حقا لقد ضربت كبد الحقيقة، وكشفت الظلاميين الذين يعيشون بيننا، الذين يسيطرون على ثروات الأمة. وهنيئا لماليزيا التي أعادتك إلى سدة الحكم رغم عمرك المديد الذي زاد على التسعين عاما. وهذا أمر غريب جدا ويثلج الصدر لأن من بين قادة هذه الأمة رجلا فذا مؤمنا بوطنه وحريصا على سمعته ومترفعا عن كل الرذائل التي تنسب إلى بعض زعماء هذه الأمة وتجارها.
وخيرا عملت، فمصادرة أموال هؤلاء حق حلال لهذه الأمة، وبالإضافة إلى ما فعلته بهم هناك الحساب الأخروي عند الله الذي سيقابلونه بعد رحيلهم من هذه الدنيا ويستقرون في دار الآخرة.
العم الكبير مهاتير: إنك تستحق هذا اللقب، يا ليتكم تبلغون هذه الرسالة العظيمة إلى من غوتهم هذه الدنيا وصاروا ينهبون أموالها وخيراتها ويتركون معظم عموم الشعب الفقير يعاني من الفقر وشظف العيش. ويكفيك فخرا أنك استطعت أثناء فترة حكمك الطويل لماليزيا أن تخلق من ماليزيا نموذجا لدولة إسلامية تستطيع أن تتعامل مع جميع التغيرات في هذه الأمة التي تعيش في هدوء وسلام، ولكن مع الأسف الشديد مازال الكثير من مصاصي دماء الشعوب ماضين في جشعهم ونهبهم لثروات الأمة.
هذا أمل لإنسان معجب بك ومفتخر بإنجازاتك، إنسان أحيا الروح في آمالنا على الأقل، لأنك لن تستطيع أن تغير ما في النفوس المريضة التي تتربص لكل عمل صالح. ومن واجب كل رجل مخلص في هذه الأمة أن يدعو لك ليل نهار بطول العمر مصحوبا بالصحة والعافية، لكي تتمكن من تجاوز هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها بلدكم. لا فض فوك يا مهاتير، وجعلك رمزا لكفاح هذه الأمة في وقت نحن في أشد الحاجة إلى قيادة حكيمة لإنقاذ هذه الأمة بعد أن اختفت أغلب قيادات الأمة دون أن تغير الواقع الى الأحسن والبداية بتغيير ما بأنفسهم.
وفقكم الله وجعل طريقكم الإصلاح ووهبكم القدرة على التغلب على جميع الشوائب التي تعيش فيها هذه الأمة. وجعل الله أمثالكم من المخلصين لهذه الأمة موفقين في كفاحهم الطويل لتعيش هذه الأمة من جديد أمة مبنية على العقيدة السليمة وعلى مخافة الله،
داعين الله أن يتقبل دعاءنا في هذا الشهر الفضيل.