المنفوحي شكرا.. بل ألف شكر لأنك أصدرت القرار الصواب وكأنك كنت تقرأ ما يجول بخاطري لكنك كنت أشجع مني فقررت وأعلنت وأنا كتبت وامتنعت عن النشر خوفا من الرجم.
اليوم أستمد من قرارك الجريء جرأة البوح علنا ونشرا فاقرأ معي ما كتبته منذ أسابيع ولك كل الشكر.
ثقافة عمال النظافة
أبدأ بالقول لست ضدهم، لست ضد الكادحين فلا ترمونني بسكاكين لسانكم ولا حجارة أفكاركم. ببساطة لست أرى أي إنسانية في مشهد المتسولين ذوي الثياب الصفراء الموحدة.
هو مشهد أقرب للابتزاز والقرف منه للحس الإنساني. الساعة تجاوزت الحادية عشرة صباحا في هذا الحر الذي يشوي الأمخاخ وعند كل مفترق طريق وكل شارع رئيسي يتوقف أفراد العصابة بلونهم الأصفر الكئيب حاملين أسلحتهم الفتاكة من مكنسة ومغرفة يكنسون ويغرفون فيهما الهواء أو ورقة عقدوا معها عقدا لتكرار المشهد عند مشاهدة سيارة مقبلة ليتعاطف معه صاحب السيارة ويكسر خاطره ابتداء من ربع دينار إلى عشرة والسلام عليكم بابا والله يخليك ماما!
وتعال معي تفرج على أصحاب البدلات الصفراء قبيل الأعياد عند الجمعيات التعاونية: انتشروا كالجراد بين السيارات والسلام عليكم وعيد مبارك تطلع المحفظة وتأخذون المقسوم!
أكرر لست ضد الفقراء والمساكين لكن التسول بقوانين بلدي ممنوع وجهات أخذ الخيرات كثيرة.
والأهم هذا يسيء للشكل الحضاري للبلد!
كيف لبعض شركات النصب والاحتيال المسماة النظافة أن تدفع عمالها للعمل بهذه الساعات اللاهبة ان كان انتشارهم فعلا عملا بهذا التوقيت! أليس من المفترض أن يبدأوا العمل مع شقشقة نور الصباح ويتوقفوا قبل سطوع شمسنا الحارقة رحمة بإنسانيتهم أم هو عمل مبرمج ليريحوا الشركة من أي مطالبات أو عدم دفع أجورهم؟ أم هم نصابون لا علاقة لهم بهذه الشركات؟
البلدية والداخلية ما دورهما مع هذه الطرارة المنظمة كل يوم في فرجاننا وبين بيوتنا وفي شوارعنا وأمام أعيننا وأعين أطفالنا؟
أوقفوا هذا التلاعب بمشاعرنا وعواطفنا واحترموا البلد، كفانا استغلالا وشتما لنا.
****
بعد تنفيذ القرار
مازالت عصابة البدلات الصفراء تمارس نشاطها رغم القرار ورغم التهديد بالإبعاد، فأي احترام بقي لوطن ما عاد أحد يخشى قراراته وقوانينه؟!