لا شك أن الابتعاث الدراسي إلى الخارج يشكل عمودا فقريا للتنمية الوطنية في مختلف المجالات، كما أن عدد الطلاب الذين يرغبون في الدراسة بالخارج في ازدياد لأسباب مختلفة، حيت تعتبر الدراسة الأكاديمية من أهم الوسائل التي يتجه إليها الطالب، لذا يلجأ بعض الطلبة للبحث عن العديد من التخصصات التي من شأنها أن تحسن من سوق العمل وكذلك تطويره.
ولا شك أيضا بأن أبناءنا هم عمود هذا الوطن، وهم الثمرة الحقيقية والمشروع المستقبلي الذي يستثمر فيه كل مواطن ومواطنة، لذلك تقوم الدولة بابتعاث هؤلاء الطلبة ودعمهم حسب القوانين والمخصصات المتاحة.
إلا أن هناك الكثير من الطلبة يعانون تجاهل بعض مكاتب الملحقيات الثقافية، وعشوائية بعض القرارات الفردية، إضافة إلى أن المخصصات المالية الحالية لم تحظ بالزيادة المطلوبة منذ فترة، بل وتم إيقافها عن البعض دون مراعاة لظروفهم ودراستهم، ولم يعد باستطاعة الطالب الكويتي التكيف بالشكل المطلوب مع المخصصات المالية الحالية فضلا عن انقطاعها، دون اللجوء إلى العائلة أو مصادر أخرى لتحمل الالتزامات المالية.
المشكلة هنا ليست في القوانين ذاتها، أو في بعض اللوائح التي بالطبع تحتاج إلى العناية والتغيير تبعا لمتغيرات الوقت وظروف الدراسة بالخارج بين الحين والآخر، بل المشكلة تكمن في بعض الأشخاص ممن يعشقون الظلم، ويحبون الفساد، ولا تخفق قلوبهم لهذا البلد الذي احتضن كل من أتى وعاش على أرضه.
هؤلاء المفسدون تجرأوا على القوانين، وتخطوا الأعراف، وتعدوا على المال العام ونهبوا خيرات وثروات البلاد، ولم يكتفوا بذلك، بل تجاسروا على شباب الكويت، وكان منهم هؤلاء الدارسون في الخارج، فحرموهم من لذة تحصيل العلم، ومتعة المعرفة والثقافة، ووقفوا حجر عثرة بينهم وبين ذلك الطريق الذي يريدون من خلاله خدمة الوطن.
وللأسف الشديد باتت وزارة التعليم العالي يتحكم بها بعض الأشخاص بقرارات فردية، وأصبحت في بعض الأحيان سيفا مُسلطا على رقاب الدارسين في الخارج، فلم يعد هناك استماع لمشاكلهم، أو تفاعل لمتطلباتهم، أو العمل على تعديل أوضاعهم.
لذلك لابد من وقف القرارات التعسفية التي تصدر بين الحين والآخر من قبل بعض قُساة القلوب، عُماة العيون، وعلينا أن نلبي نداء أبنائنا وننقذهم قبل أن يتدمروا ويُقضى على مستقبلهم.
يا وطني أنت الرافد والملاذ بعد الله سبحانه وتعالى، ونتمنى من مسؤولي الدولة حماية الشعب والوطن من هؤلاء الذين تطاولوا على بلادنا وعلى شعبنا. ولنستذكر هذه الآية (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين).
[email protected]