عندما أصاب الكويت هذه الأيام هذا الوباء (كورونا) وقبل الكويت أصاب العالم هذا الوباء القاتل، لم تتردد ديرتنا الحبيبة للحظة واحدة في تقديم يد العون والمساعدة للعالم مع أنها في نفس الوقت هي مصابة بهذا الوباء اللعين.
ونقول لكم خطاكم السو يأهل الكويت وإن شاء الله يغدي الشر عن قريب جدا عن الديرة كلها، ونقول مثل ما قال صاحب السمو ايدنا معاك يا شيخ باسل وأنتم يا أهل الكويت لا تحاتون الديرة مدام نوخذانا الشيخ صباح الله يحفظه.
ومع هذا نقول أيضا ومع ما أصاب الكويت بهذا الوباء فإنها لم تتردد في مد يد المساعدة للمحتاج، فالكويت دائما فزاعة للخير ويدها بالكرم ممدودة وعطاؤها مغطي أهلها والعالم كله وذلك من تاريخ نشوء الكويت إلى يومنا هذا وأعمال الخير لم تنقطع ابدأ عن هذه الديرة، ولا أعرف ما السبب الذي جعلني منذ أن أصاب الكويت هذا البلاء وأنا كثيرا ما أردد بيني وبين نفسي الأغنية الوطنية القديمة التي كتبها الأخ زميل الدراسة بدر بورسلي والتي غنتها طالبات مدارس وزارة التربية والأغنية التي تقول «احنا عشقناها وايد عشقناها من يوم فتحنا على الدنيا.. الله يخليها لنا الكويت ديرتنا.. ويحفظها من كل شر آمين.. آمين» أقول فعلا احنا عشقناه وايد وصح لسانك يا أخ بدر.
ولكن قد تتساءل عزيزي القارئ عن السبب الذي دعاني لأن أشير إلى هذه الأغنية القديمة وأتذكرها الآن وفي الوقت الراهن وهو وقت ليس وقت أغنيات وطنية ووقت فرح أو مرح ولكن الذي دعاني للكتابة هو ما رأيته يوم أول من أمس الاثنين الموافق 23/3/2020 فالذي رأيته في بلدي الكويت جعلني أقف فترة طويلة مشدوها أفكر أصحيح الذي أراه أمامي أم أنا في حلم؟! فالذي رأيته لم أره في أي بلد ولم أسمع أنه حدث في أي بقعة في العالم.
دعني عزيزي القارئ أبين لك ما حصل لي مع مرض السكري الذي أصابني منذ فترة طويلة.
ففي عام 1981 اكتشفت وعن طريق الصدفة أنني مصاب بمرض السكر وأحسست بأن أبواب الحياة أغلقت في وجهي، وأن الدنيا أصبحت سوداء عندما ذهبت إلى مستوصف الفيحاء واحكي لكم ما جرى لي في ذلك اليوم الذي لا يمكن أن أنساه أبدا ما حييت وكأنه حدث لي بالأمس القريب.
وأقول لكم عندما دخلت مستوصف الفيحاء وراجعت الدكتور وهو من الأطباء العرب الذين يعملون في وزارة الصحة الذي وأنا ادعو الله أن يقول لي «أنت ما فيك شيء» ولكن أخبرني هذا الطبيب بعد الفحص بأنني من المحتمل أن أكون مصابا بمرض السكر وأنه ليس في مستوصف الفيحاء في ذلك الوقت عيادة للسكر وأنه سوف يحولني إلى المستشفى الأميري وتحديدا إلى عيادة مرض السكر التي ستحدد هل فعلا أنا مصاب بمرض السكر أم لا. وطلب مني هذا الطبيب أن أذهب في الغد الى عيادة السكر وأنا صائم حتى يُعمل لي فحص في نفس اليوم بدلا من تأجيله على يوم الغد.
وفعلا ذهبت إلى المستشفى الأميري في اليوم التالي وأنا صائم وأحمل بيدي كتاب التحويل إلى عيادة مرض السكر وتم تحويلي الى الطبيب المختص بمرض السكر الذي أجرى لي فحصا سريعا للدم فقال أحب أتأكد أكثر راح أحولك للمختبر خل يسوون لك فحصا شاملا، فأعطاني تحويلا للمختبر، هذا التحويل للمختبر والذي أجرى لي فحصا شاملا فظهرت نتائجه بعد أسبوع واحد حيث كشف هذا الفحص عن عطب كبير وان السكر لعب لعبته بل وتمكن باقتدار وقلت في نفسي وانا عند الطبيب وكلي أمل أن يقول لي الطبيب أنت موسوس وايد ولكن الكلام الذي سمعته من الطبيب المختص جعلني أقول بيني وبين نفسي (ليتني ما فكيت غبق المكينة ومخلي المكينة تشتغل على عماها) فقال الطبيب أنت فيك سكر وهذا ما فيه شك ولكن الحمد لله أنه سكر من النوع الثاني الذي يمكن أن نسيطر عليه بالحبوب والأدوية ولكن هذا السكر سبب لك زيادة نسبة الكوليسترول في الدم وهي نسبة الدهون في الدم وكذلك زيادة الأملاح وخمولا في وظائف الكلى وتلفا بسيطا في العصب مع زيادة في إفرازات الغدة الدرقية.
فقلت له دكتور الحين أنت قلت لي إن فيني سكر ودهن وملح ليش ما قلت إن فيني دار كيل وفكيت نفسك من الأذية المهم أن الدكتور قال لي إن مرض السكر إذا حافظت على علاجه بانتظام فهو من الأمراض التي تطيل العمر والمهم أن تعيش حياتك طبيعية وتنسى انك مريض بالسكر ولكن تحافظ على تناول الدواء بشكل منتظم.
في المساء عندما قابلت الوالد، رحمه الله، في الديوانية وكان كذلك خالي مرزوق، الله يحفظه ويطول عمره، أشارا علي بقولهما «لا تهمل بنفسك واطلع سافر الخارج عالج نفسك»، وفعلا فعلت ذلك وظللت فترة طويلة أتردد على العلاج بالخارج على نفقتي الخاصة وأنقل التقارير الطبية من أطباء الخارج الى أطباء عيادة سكر في المستشفى الأميري وضللت على هذا الوضع أكثر من (14) سنة وعلاجي بين عيادة السكر في المستشفى الأميري والعلاج في الخارج متنقلا بين عدة دول بريطانيا وأمريكا وسويسرا.
وفي إحدى مراجعاتي لعيادة السكر في المستشفى الأميري في عام 2008 فوجئت بعدم وجود ملف لي في عيادة السكر عندما قالت موظفة الملفات بأنه لا يوجد لي ملف فقلت لها: يستحيل أنا عندكم أتعالج من سنة 1981 والملف عندكم يعني شنو ضاع الملف وأخرجت لها بطاقة المواعيد وفيها رقم الملف ومحدد تاريخ المراجعة فأخذت مني البطاقة ودخلت داخل لفترة بسيطة ثم رجعت وقالت لي حجي ملفك تم نقله الى معهد دسمان للسكري روح لهم الحين شوف شنو يقولون لك وفعلا خرجت من المستشفى الأميري وتوجهت الى معهد دسمان للسكري.
عندما دخلت معهد دسمان للسكري وإذا الطبيب فحصني فحصا شاملا من مختبر وأشعة سينية وأشعة الرنين المغناطيسي وتحويلي إلى أطباء أخصائيين بجميع التخصصات من قمة الرأس إلى اخمص القدمين من أطباء العيون والأسنان وانف وأذن وحنجرة وأمراض جلدية أمراض الكلى وغيرها من فحوصات لم أرها في مستشفى في أي دولة في العالم الأمر الذي دعاني إلى ترك العلاج في الخارج والاكتفاء بما حصلت عليه من علاج لكل الأمراض التي جاءت لي بفعل مرض السكر المقيت ولكن الذي حصل لي اليوم لم أره في حياتي كلها ولم اسمع به في أي مستشفى آخر في العالم.
فمنذ حوالي خمسة أيام اتصل بي معهد دسمان للسكري هاتفيا وإذا الأخت الموظفة على الطرف الآخر تسألني هل الأدوية التي عندك تكفيك خلال الفترة القادمة فقلت لها وانا غير مصدق لما اسمع والله كأنكم تقرأون أفكاري لأنني كنت أفكر في الحضور الى معهد دسمان لأخذ الدواء فردت هذه الموظفة فقالت لا تتعب حالك احنا راح نبعث لك الدواء بس اعطني عنوان منزلك وفعلا أعطيتهم العنوان وأنا اشك في هذا الكلام فهو غير معقول أن المستشفى يسألك عن مدى كمية الدواء التي عندك ويرسل لك الدواء إلى منزلك فانا استغربت من المكالمة فما بالك وأنت تتسلم الدواء في منزلك.
واليوم فعلا تسلمت الدواء المخصص لي وأنا أردد الله يخليها لنا الكويت ديرتنا. ويحفظها من كل شر آمين.. آمين.
فهل تجد مستشفى في العالم يرسل لك الدواء مجانا من دون تكلفه ومن دون أجور نقل الى البيت، وأقسم بالله العظيم أنه لن تجد هذا الأمر في أي بلد في العالم يصنع ما تصنعه الكويت. الكويت منذ تأسيسها هي بلد الخير، فحافظوا عليها وعضوا عليها يا أهلها بالنواجذ.
الكويت هي أم الخير وهي أم الجميع والله خيرها ما ينسى وفعلا الله يخلي الكويت لنا ويخلي لنا قائد الإنسانية ويحفظه لنا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد صاحب الأيادي البيضاء.