بالأمس، أخذت أتفحص بعض المواقع من السوشيال ميديا لمطالعة آخر تطورات الأزمة الراهنة ويا ليتني لم أفعل، فقد صعقت ببعض الهامات المعروفة على الصعيد السياسي والاجتماعي والفني وقد انحدرت لمنحنى فكري وإنساني يتنافى مع ما قدموا لنا من أعمال قيمة أثرت ومازلنا نتأثر بدورها الفعال في المجتمع، المصيبة الكبرى في كم التعليقات والسب واللعن من مرتادي برامج السوشيال ميديا والتوك شو، ترتب على ذلك حدوث وقيعة وفتنة وكلام خطير شحن القلوب ضد بعضها ونشر الكره والبغض والعنصرية في مجتمعنا الطيب.
أيها الناس اتقوا الله في أنفسكم وأوطانكم والمسلمين، أيها الناس انتبهوا لألسنتكم وانتقوا ألفاظكم فقد علمنا معلم البشرية أدب التخاطب وعفة اللسان فقال صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء»، أيها الناس أميتوا الباطل بالسكوت عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت».
أيها الناس لسنا ملائكة تطير بجناحين..! ليس معنى أن أحدهم أخطأ أو خانه التعبير أو زل لسانه أننا نرجمه بالسب والقذف واللعن!، وننسى تاريخه الطيب كله ونلقي به في اليم، فمن منا لا يخطئ؟!
أيها الناس تغافلوا وتسامحوا ولا تنفخوا في الفتن فتحرقنا جميعا، قال الله تعالى: (فمن عفا وأصلح فأجره على الله)، كما صح في الحديث: «وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا».
ما يحدث الآن في العالم يحتاج ترابطنا وتعاونا جميعا، أطلقوا العنان لعقولكم لتفكر، لتخترع، لتقترح مشاريع وعلاجات وطرقا لحل الأزمة الراهنة، نحتاج لسواعدنا وطاقتنا كي تنقذنا من محنتنا، ونجتاز ذلك البلاء الذي يحصد الأرواح حصدا، ولا يفرق بين كبير وصغير مواطن ومقيم، عامل بسيط ورئيس وزراء، أيها الناس: أنتم أحفاد العرب الذين خرجت من أرحامهم علماء ومخترعين ومفكرين ومؤلفين وقادة أفادوا البشرية جميعها إلى يومنا هذا، أيها الناس، ادعوا الله وتضرعوا إليه كي تنكشف تلك الغمة، أشغلوا أوقاتكم بما يفيد وينفع، هذه ليست أخلاقنا ارتقوا يا أمة محمد وتعاملوا بمنهاج ديننا الحنيف، بلادكم تحتاجكم الآن أكثر من أي وقت مضى، بدلا من ان تبثوا الفتن والخلافات وإقحام مؤسسات الدولة (المشغولة) في فراغكم وتطاولكم على بعض!، وبدلا من أن نكون ثقلا عليها، دعونا نكن لها في تلك المحنة العصيبة عونا، وإن لم تستطع المساعدة فالزم الصمت، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه»، لا تعلم متى ستكون ساعتك دعونا نفارقها بسيرة حسنة ودعاء الناس لنا بدلا من أن يدعوا علينا.
[email protected]