أظهرت لنا أزمة «كورونا» العديد من نقاط القوة والضعف، فعلى الرغم من أننا علمنا قدر أنفسنا في التعامل مع الأزمات خير معاملة في غالبية الجوانب، لكننا اكتشفنا نقاط ضعف كانت غائبة عن أعيننا لسنوات، عمدا أو عن دون قصد، أبرزها منطقة «جليب الشيوخ» التي تعاني من الإهمال وغياب التنظيم والنظافة والرقابة لسنوات، حتى أصبحت مكانا لا يليق أبدا بدولة بحجم واسم الكويت.
تلك المنطقة التي تعد من أقدم مناطق الكويت، ولكن سرعان ما تحولت إلى بؤرة مشاكل للمواطنين أصحاب البيوت والعمالة الوافدة التي تقطنها، فعلى مدار سنوات كان هناك عدم مراعاة لأصحاب البيوت من المواطنين الذين من بينهم كبار سن وأيتام وقصر يعتمدون على الدخل الذي يأتي منها، ولا يستطيعون التصرف فيها بسبب وقف البيع والتصرف في البيوت من قبل مجلس الوزراء منذ العام 2007 حتى الآن.
وعلى الجانب الآخر يعاني القاطنون فيها من العمالة وبعض الأسر من الآثار السلبية المترتبة على ذلك، وأحيانا التعسف من قبل البعض وعدم المراعاة لظروفهم ووضعهم المادي والحالات الإنسانية منهم، دون النظر إلى حاجة سوق العمل لها ودورها المهم فيه، خاصة أن الكثير منهم لم يرتكب أي جرم سوى أنه اختار سكنا رخيصا يتناسب مع دخله اليومي.
الآن وبعد المعاناة التي عاشها أصحاب البيوت من المواطنين والعمالة الوافدة التي تسكن في هذه المنطقة لسنوات، وبعد الصعوبات التي واجهتنا في التعامل مع المنطقة خلال أزمة كورونا، واستشعارنا جميعا مدى القلق والخطر الذي قد تسببه المنطقة اجتماعيا وصحيا وأمنيا، بات من الضروري أن يتم تصحيح أوضاعها، فالفرصة سانحة الآن أكثر من أي وقت مضى للتخلص المخالفات التي تفشت فيها لسنوات.
على مدار سنوات، طرحت العديد من المشاريع التي تستهدف تطوير المنطقة أو إعادة تنظيمها أو اجتثاث المشاكل منها، أبرزها مشروع «المثلث الذهبي» الذي صدر قرار به من مجلس الوزراء عام 2011، والإعلان عن تخصيص ملايين لتطوير البنية التحتية في المنطقة، ومشروع تحويل جزء منها لمنطقة سياحية تخدم على مطار الكويت الدولي، وغيرها من الحلول، ولكنها وللأسف لم تر النور.
ختاما: الحل هو أن يعاد إحياء هذه المشاريع، وأن يتم تصحيح المسار ويكون هناك تعامل جاد وسليم ودعم ومساندة المواطنين ملاك البيوت فيها، وأيضا العمالة الملتزمة التي تحترم قوانين وقرارات الدولة، مع ضرورة الوقوف بحزم في وجه المخربين والمخالفين للقوانين، حتى يقف الجميع احتراما للمجتمع والدولة التي يعيشون فيها، فجميعنا نتمنى أن تتغير «الجليب» إلى الأفضل، ولم يعد مقبولا ما يحدث فيها من إهمال ومخالفة للقانون وتعد على الممتلكات والمال العام، وآن للجهات الحكومية المختصة اتخاذ خطوات جادة لتصحيحها.
[email protected]