قالت الرئاسة الروسية «الكرملين» أمس، إن إقدام حلف شمال الأطلسي «ناتو» على خفض حجم البعثة الروسية قوض بالكامل تقريبا آمال عودة العلاقات إلى طبيعتها واستئناف الحوار مع الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحافيين: «هناك تناقض واضح بين تصريحات ممثلي الحلف بشأن رغبتهم في تطبيع العلاقات مع بلادنا وبين تصرفاتهم الفعلية». وأضاف: ان تصرفات الحلف لا تشير إلى إمكانية تطبيع العلاقات واستئناف الحوار. وتابع: «في الواقع هذه الاحتمالات تم تقويضها بالكامل تقريبا».
في المقابل، أوضح ينس ستولتنبرغ الأمين العام للحلف امس ان طرد الديبلوماسيين الروس الـ 8 غير مرتبط بحدث معين لكن الحلف يحتاج لليقظة لأنشطة روسيا «الخبيثة».
وقال في مؤتمر صحافي: «القرار غير مرتبط بأي حدث بعينه، لكننا شهدنا على مدى فترة زمنية زيادة في أنشطة روسيا الخبيثة لذلك يتعين علينا أن نكون يقظين». وأضاف: إن أفعال الديبلوماسيين الـ 8 لم تكن متفقة مع أوراق اعتمادهم، ووصف العلاقات مع روسيا بأنها عند أدنى مستوياتها منذ نهاية الحرب الباردة.
وقال: «السبب هو السلوك الروسي. رأينا تحركاتهم العدائية»، مشيرا إلى التعزيزات العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية، وإلى ما قال إنها انتهاكات لاتفاقية القوى النووية المتوسطة المدى.
وأعلن ستولتنبرغ أنه اقترح على موسكو عقد اجتماع لمجلس الحلف الأطلسي - روسيا «لمناقشة» الموضوع، لكن السلطات الروسية رفضت ذلك.
وقال: «التقيت وزير الخارجية سيرغي لافروف في نيويورك خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكننا لم نتمكن من التوافق على جمع مجلس الحلف الأطلسي - روسيا». وهذا المجلس الذي أنشئ في 2002 هو هيئة للاستشارات والتعاون بين الحلف وروسيا.
وندد أعضاء الحلف في أبريل بـ «الأعمال المزعزعة للاستقرار» التي تقوم بها روسيا في بعض دول الحلف، وأعلنت دراسة اتخاذ تدابير للرد.
وقرر الحلف الأطلسي في مارس 2018 سحب اعتمادات 7 أفراد من البعثة الروسية وطردهم من بلجيكا بعد تسميم سيرغي سكريبال العميل الروسي السابق وابنته في بريطانيا، وتم آنذاك تقليص عدد أفراد البعثة الروسية المعتمدين في بروكسل من 30 إلى 20، وكذلك تم تقليصه امس الأول إلى 10 على أن يبدأ تطبيق هذا الإجراء نهاية أكتوبر.
وذكرت شبكة سكاي نيوز أن بعثة موسكو في مقر الحلف في بروكسل ستخفض إلى النصف «ردا على ما يشتبه بأنها أنشطة روسية خبيثة منها القتل والتجسس».