افاد وزير الداخلية الجزائري يزيد زرهوني ومصادر طبية وامنية ان اعتداءين بسيارتين مفخختين (كان انتحاري يقود احداهما)، اسفرا عن سقوط أكثر من 22 قتيلا على الاقل واصابة العديد من الاجانب بجروح خطيرة.
وافادت مصادر طبية وامنية ان الاعتداء، الاول وقع قرب المحكمة العليا والثاني امام مقر المفوضية العليا للاجئين للامم المتحدة في حي حيدرة الراقي.
وذكر شهود عيان أن الانفجار الأول استهدف مقر المجلس الدستوري الذي يقع قرب المحكمة العليا ومقر اقامة القضاة بحي الأبيار مما أوقع قتلى غالبيتهم من قوات الشرطة والأمن، مضيفا أن حافلة لنقل الطلبة الجامعيين كانت بالقرب من الانفجار وتضررت كثيرا لكن لم يسجل جرحى بين صفوف ركابها.
واوضح الزرهوني للصحافيين ان «السيارة المفخخة الاولى انفجرت امام المجلس الدستوري في بن عكنون (على مرتفعات الجزائر قرب المحكمة العليا) والثانية امام مقر المفوضية العليا للاجئين للامم المتحدة في حيدرة».
وأكد ان «اعتداء حيدرة نفذه انتحاري حسب الشهادات الاولى»، مضيفا ان «الحصيلة مرتفعة جدا».
وقال مدير الدفاع الوطني لولاية العاصمة الجزائرية محمد تيغرستين «ان من بين القتلى موظفين يعملون في ممثلية منظمة الأمم المتحدة في الجزائر ومن السكان المجاورين والمارة».
ولم يحدد المسؤول الجزائري عدد قتلى الموظفين الدوليين، الا ان بعض المعلومات اشارت الى سقوط 10 قتلى من موظفي مكتب الأمم المتحدة.
من جهتها، اعلنت الحكومة الجزائرية تأجيل اجتماعها الأسبوعي الذي كان مقررا عقده اليوم على خلفية تدهور الوضع الأمني بعد الانفجارين اللذين لم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عنهما، غير ان تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» المرتبط بتنظيم القاعدة كان قد نفذ تفجيرات دموية مماثلة في الجزائر منذ مطلع العام الجاري.
وكان هذا التنظيم يعرف سابقــا باســـم الجماعــة السلفية للدعوة والقتال قبل ان ينضم لتنظيم القاعدة في يناير.
الى ذلك افادت الرئاسة الفرنسية ان الرئيس نيكولا ساركوزي الذي قام بزيارة الاسبوع الماضي دان «بحزم» في مكالمة هاتفية مع نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الاعتداءين اللذين هزا العاصمة الجزائرية الثلاثاء ووصفهما بانهما «اعمال همجية»، بالاضافة الى المفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو التي ادانت في بيان الاعتداءين اللذين شهدتهما الجزائر امس ووصفتهما بـ «العمل الشنيع الذي استهدف مدنيين».
وفي السياق نفسه أدانت سورية بشدة العمل الارهابى والذى أسفر عن مقتل وجرح العشرات من المواطنين الجزائريين الأبرياء.
وقد أعلن البيت الابيض ادانته للاعتداءين واعتبرهما من اعمال «العنف الأعمى»، مؤكدا تضامنه مع الجزائريين والأمم المتحدة التي يوجد العديد من موظفيها ضمن الضحايا، والاستمرار في التعاون مع الحكومة الجزائرية لمحاربة الارهاب.
وفي سياق الاستنكار، تلقى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة تعازي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس معبرا عن «تضامنه مع الشعب الجزائري وتعاطفه الأخوي ضد هذا العمل الشنيع».
الصفحة في ملف ( pdf )