- تزايد معاناة اليمنيين لانقطاع الكهرباء وارتفاع الأسعار وانعدام النفط
دعا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح حكومته إلى التعامل بايجابية مع مبادرتين لحل الأزمة في اليمن (المبادرة الخليجية ومبادرة رئيس مجلس الأمن الدولي) عبر البدء بحوار لتنفيذ آلياتهما.
وتلا رسالة صالح وزير الخارجية اليمني د.ابوبكر القربي الذي بثها التلفزيون اليمني امس قائلا «لقد وجه الرئيس بوضوح بأن على الحكومة أن تتعامل مع هاتين المبادرتين بالإيجابية التي تستحقهما لإخراج اليمن من الأزمة وأن نبدأ حوارا جادا يهدف إلى التوافق على آلية لتنفيذ المبادرة وبدء الحوار بين الأطراف اليمنية».
ويأتي الإعلان عن رسالة صالح بعدما أمهل الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني النظام اليمني مدة أسبوع لتنفيذ المبادرة الخليجية التي تقدمت بها دول الخليج في مطلع ابريل الماضي وإلا سيتم سحبها.
الى ذلك، كشف نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن ان الرئيس علي عبدالله صالح تعرض لمحاولة اغتيال أصيب خلالها بجروح خطيرة جدا، مشيرا إلى انه لا فكرة لديه عن موعد عودته إلى اليمن بعد تلقي العلاج الطبي المناسب في السعودية.
وقال هادي في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية ان الرئيس اليمني تعرض لمحاولة اغتيال ولم يصب بقصف صاروخي استهدف مسجدا في قصره الرئاسي في اوائل يونيو فيما يعد أول إقرار رسمي يمني بالأمر.
وفي أول مقابلة له مع وسيلة إعلام غربية قال هادي وهو حاليا الرئيس بالوكالة منذ مغادرة صالح لتلقي العلاج في 3 يونيو انه رأى الرئيس اليمني مباشرة بعد إصابته وكان صدره مثقوبا بقطعة من الخشب ووجهه وذراعاه والجزء العلوي من جسمه محروقا.
وردا على سؤال عن موعد عودته قال هادي انه لا يعرف «قد يستغرق الأمر أشهرا وهذا أمر يعود إلى الأطباء.. لا فكرة لدي عن التاريخ المحدد لعودته».
إلا انه أكد ان صحة صالح تشهد تحسنا يوميا ولديه النية الكاملة للعودة إلى بلاده من السعودية.
وقال هادي ان منزله محاط بالمعارضة لكنه نفى المزاعم بأنه ليس قادرا على استخدام القصر الرئاسي، مشيرا إلى انه يتحدث هاتفيا مع ابن الرئيس اليمني وهو قائد الحرس الجمهوري في أي وقت يريد إعطاءه أي اوامر.
ورفض اتهامات المعارضة بأنه لا يملك أي سلطة قائلا انه منح السلطة الكاملة للتوقيع على أي اقتراح سلام جديد تحت رعاية الأمم المتحدة.
وتحدث هادي عن اتفاق جديد يبحث يقضي بتنحي صالح بعد انتخاب رئيس جديد فقط وهذا يختلف عن مبادرة مجلس التعاون الخليجي التي تقضي بتسليم الرئيس اليمني السلطة إلى هادي بعد 30 يوما وإجراء انتخابات جديدة بعد 60 يوما.
ودافع عن صالح بشدة رافضا وصف الرئيس اليمني بأنه جزء من المشكلة في البلاد مؤكدا انه جزء من الحل.
ولفت ان لدى صالح 3 ملايين مؤيد «وهو جزء من التوازن السياسي في اليمن فهو خبير في التعامل مع كل الاختلافات السياسية والقبلية» من جانبه، انتقد سياسي يمني كبير مطالبة بعض القوي السياسية على الساحة اليمنية بانتقال السلطة في المرحلة الحالية، وقال «إن الذين يتحدثون اليوم عن انتقال السلطة ينطلقون من غباء سياسي لأن هناك شرعية دستورية تحققت نتيجة انتخابات رئاسية نزيهة جرت عام 2006 ولابد أن تكمل فترتها حتى سبتمبر 2013».
وأضاف السياسي والمثقف اليمني الكبير ياسين عبده سعيد في حوار أجرته معه صحيفة (26 سبتمبر) اليمنية الأسبوعية امس ان ما حدث في مسجد النهدين بدار الرئاسة اليمنية من استهداف لرئيس الجمهورية وكبار المسؤولين في الدولة أسقط كل المبادرات السابقة بشأن حل أزمة اليمن ووضع البلد أمام محطة جديدة تحتم إعادة تقييم ما حدث.
وطالب السياسي اليمني ـ في الحوار الذي ينشر بشكل كامل في وقت لاحق ـ الأجهزة الأمنية وجهات التحقيق بالكشف عن هوية العناصر الإرهابية التي قامت باستهداف الرئيس صالح وقيادات الدولة لينالوا الجزاء العادل، وقال «إن مثل هؤلاء الملطخة أياديهم بالدماء لا يمكن أن يعيشوا في ظل الديموقراطية والحرية والتعددية السياسية».
الى ذلك تتزايد معاناة المواطنين اليمنيين بمعدلات مرتفعة نتيجة الأزمة الراهنة بالبلاد المستمرة منذ نحو 5 أشهر، وطالت تداعياتها مختلف مجالات الحياة اليومية، من انقطاع مستمر للكهرباء وارتفاع الأسعار وانعدام المشتقات النفطية من البنزين والديزل إلى جانب الغاز المنزلي.
ومنذ نحو أسبوعين تعيش العاصمة «صنعاء» وعدة مدن يمنية في ظلام دامس بسبب انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 20 ساعة يوميا في صنعاء، بينما يستمر الانقطاع لمدة 24 ساعة في بعض مناطق ومدن المحافظات الأخرى.
وتتهم السلطات اليمنية عناصر تابعة لتحالف اللقاء المشترك المعارض بتنفيذ عمليات تخريبية ضد محطات توليد الكهرباء الرئيسية خاصة في محافظة «مأرب» وهي المحطة التي تغذي العاصمة صنعاء بجانب عدد من المحافظة اليمنية.
ويتزامن الانقطاع المستمر في التيار الكهربائي مع أزمات حادة في المشتقات النفطية لم تشهدها البلاد منذ سنوات ـ حسب تقارير اقتصادية رسمية ـ أدت إلى صعوبة حصول المواطن اليمني على احتياجاته من هذه المشتقات خاصة البنزين والديزل والغاز المنزلي.
وأصبح من المألوف في العاصمة اليمنية أن تصطف السيارات أمام محطات الوقود بالمئات والبعض منها ينتظر يومين أو ثلاثة أيام إلى أن يأتي دوره في تموين سياراته، خاصة أن الوقود لا يصل بانتظام إلى المحطات نتيجة عمليات قطع الطريق على القاطرات المحملة بالوقود، والتي يتم اختطافها وبيعها في السوق السوداء، ما أدى إلى ارتفاع سعر الـ 20 لترا من 1500 ريال إلى 9 آلاف ريال.