وقع زعماء حزب الاتحاد الوطني الكردستاني جلال الطالباني والحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود البارزاني والحزب الإسلامي العراقي طارق الهاشمي مذكرة تفاهم لتعزيز العلاقات بينهم وتمهيد الطريق أمام تشكيل حكومة جديدة.
وقال الطالباني في مؤتمر صحافي مشترك مع البارزاني والهاشمي في محافظة السليمانية شمالي العراق امس الاول إن المذكرة تهدف إلى تحقيق ما تم الاتفاق عليه سابقا بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية، مشيرا إلى أنها وقعت بهدف تقوية العلاقات ووحدة الصف وتحقيق الخير للعراق وليست موجهة ضد أحد.
وذكر الطالباني أن توقيع المذكرة لا يعني أن الأحزاب الثلاثة ستتخلى عن تحالفاتها السابقة، في حين ذكر الهاشمي أن المذكرة «لا تمثل بديلا عن التحالف الرباعي» الذي يضم الحزبين الكرديين إلى جانب المجلس العراقي الأعلى بقيادة عبدالعزيز الحكيم وحزب الدعوة بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي.
واشارت المذكرة الى ان العراق يعيش الآن في ظروف صعبة من جرائم الإرهاب والطائفية التي ترتكب بحق ابنائه يوميا، وتطال كل الطوائف والقوميات، لكنه من اجل وضع حد لهذه الحالة التي تمزق الشعب والوطن، تأتي هذه الخطوة في مرحلة صعبة وحساسة، لذا «هي بالنسبة إلينا تمثل ضرورة ملحة وخطوة تاريخية للوصول الى حالة من التفاهم المشترك تمهد للاتفاق على عقد اجتماعي يجمع العراقيين على مشروع وطني متفق عليه يساهم في حل المعضلة العراقية ويحقق الاستقرار المنشود.
واكدت الاحزاب الثلاثة في مذكرتها العمل من اجل عراق ديموقراطي تعددي فيدرالي موحد، ودعم جهود مصالحة وطنية حقيقية ورفض التدخل الاقليمي والخارجي في شؤون العراق.
وأشار الهاشمي إلى أن مذكرة التفاهم الجديدة تحدد موقف حزبه من تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي والمتعلقة بتقرير مصير مدينة كركوك الغنية بالنفط.
ويعد الهاشمي من معارضي تطبيق المادة، إلا أنه قال في المؤتمر الصحافي إن خلافه مع الأكراد حول الموضوع كان حول «توقيت التطبيق».
وفي هذا الإطار أعرب البارزاني في المؤتمر ذاته عن ارتياحه لتأكيد وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس خلال زيارتها الأخيرة للعراق «دعم بلادها حل مشكلة كركوك وفق الدستور»، ووصف ذلك بأنه أمر إيجابي.
وشددت الاحزاب الثلاثة على انها ستعمل على تسريع اطلاق سراح المعتقلين الابرياء في جميع السجون العراقية والاجنبية وعلى مشاركة الاطراف والجهات المعارضة للوضع الحالي في العملية السياسية، اضافة الى السعي المشترك من اجل وضع المواطن المناسب في المكان المناسب، ومحاربة كل اشكال الفساد الاداري والمالي.
وقال طالباني «ان هذا الاتفاق ليس موجها ضد احد»، في اشارة الى الاطراف الشيعية، موضحا ان «هذا التحالف قديم واليوم وثقت هذه العلاقة بين الاحزاب الثلاثة». واضاف «تم التوقيع على وثيقة سبق ان تناولناها بيننا منذ سنة، وهي ليست ضد اي تحالف بل بالعكس هي تكملة للتحالفات الاخرى، ونحن ملتزمون بتحالفاتنا السابقة كما الاخوة في الحزب الاسلامي ملتزمون بتحالفاتهم الاخرى».
من جانبه، قال طارق هاشمي «الطيف السياسي والتكتلات السياسية معرضة للتغير بسبب ركود العملية السياسية اليوم».
وتوقع «ان تحصل تغييرات كثيرة في التكتلات السياسية القائمة حاليا وفي مستقبل قريب»، مضيفا ان مذكرة التفاهم التي وقعت «لا ترقى الى مستوى التكتل السياسي، ولذلك لا نريد ان نوصل رسالة مغلوطة ان هذا التفاهم الذي تحقق اليوم هو موجه ضد طرف معين».
وتابع الهاشمي «نحن كحزب اسلامي منفتحون على اي خيارات تخدم المشروع الوطني وتدفع بالعملية السياسية الى الامام وتنشط مشروع المصالحة الوطنية».
وفي نفس السياق دعت جبهة التوافق العراقية الكتل النيابية والأطراف السياسية المشاركة بالحكومة إلى تبني ميثاق شرف لإزالة العقبات التي تواجه مسار العملية السياسية في البلاد.
وأشار سليم عبدالله الجبوري المتحدث باسم الجبهة (في تصريح خاص لراديو سوا الأميركي امس) إلى رغبة كتلته النيابية في إنهاء مقاطعتها للحكومة في حال إثبات حسن النوايا من قبلها.
وأضاف «ان جبهة التوافق فتحت أبوابها للنقاش والحوار والانفتاح على الأطراف الأخرى، لكن على هذه الأطراف إثبات حسن نواياها خاصة الحكومة، وتبني ميثاق شرف لتصحيح مسار العملية السياسية وإزالة العقابات التي تواجهها».
الصفحة في ملف ( pdf )