القاهرة - ليلى نور
اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد امس في تصريحات نقلها التلفزيون الحكومي ان ايران ستكون مستعدة لاعادة فتح سفارتها في القاهرة في اقرب وقت.
وقال نجاد، بعد الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء في طهران، انه «اذا اعلنت مصر استعدادها، فإننا سنكون جاهزين اليوم لاعادة فتح سفارتنا في القاهرة».
وكانت ايران قد قطعت علاقتها الديبلوماسية مع مصر عام 1979 بسبب ابرام الاخيرة اتفاقية كامب ديڤيد للسلام مع اسرائيل عام 1978.
وواصل احمدي نجاد جهود خلفه بالقول انه «سيرسل سفيرا جديدا لايران في اول طائرة متجهة الى القاهرة» اذا اعلنت مصر استعدادها لاستئناف العلاقات الديبلوماسية الكاملة.
ووصف احمدي نجاد ايران ومصر بأنهما الركيزتان الرئيسيتان للعالم الاسلامي، لكنه قال انه «لا تزال هناك بعض الاعتبارات» قبل رفع التمثيل في العلاقات مع مصر الى مستوى السفراء.
يذكر ان من بين الخلافات الرئيسية في العلاقات بين البلدين كان تسمية احد شوارع طهران باسم الشخص الذي اغتال الرئيس المصري السابق انور السادات، لكن ايران وافقت فيما بعد على تغيير الاسم الى شارع «الانتفاضة» في اشارة الى المقاومة الفلسطينية في الاراضي المحتلة بالضفة الغربية وقطاع غزة.
في المقابل، تريد طهران من مصر تغيير اسم احد الشوارع في القاهرة الذي يحمل اسم شاه ايران الراحل محمد رضا بهلوي الذي دفن ايضا في مسجد الرفاعي في العاصمة المصرية.
من جهته، اشاد علي لاريجاني عضو مجلس الامن القومي وكبير المفاوضين السابق للملف النووي الايراني ومستشار الرئيس الايراني بدور مصر المهم في المنطقة وما تتمتع به من حضارة وتاريخ مشرف وكبير.
واضاف لاريجاني، في تصريح له خلال لقائه امس بمشيخة الازهر مع فضيلة الامام الاكبر د.محمد طنطاوي شيخ الازهر ان الشعب الايراني ينظر كله بكل عز وافتخار لمكانة مصر باعتبارها احدى الدعامات الكبيرة للدول الاسلامية.
وقال: نحن نقدر دور مصر ونعتبر مشيخة الازهر لها دور حضاري ومميز لما للازهر من منهج قائم على الاعتدال والوسطية.
واشار لاريجاني الى انه نقل الى فضيلة الشيخ د.طنطاوي تحيات الرئيس الايراني احمدي نجاد، مبينا اهمية التعاون بين مشيخة الازهر وايران بما يدعم ويزيد من الفكر الاصيل المستنير.
من جانبه اكد شيخ الازهر عدم وجود اي خلاف في الجوهر او الاصول بين المسلمين سنة وشيعة لأن كلاهما يؤمن باله واحد وقبلتهم واحدة ودينهم واحد ويلتزمون باركان الاسلام، مبينا ان وجود اي اجتهادات من الجانبين هي في الفروع وليست الاصول الدينية ولا تشير الى اي خلاف مذهبي.
واشار د.طنطاوي الى اهتمام الازهر بدراسة المذاهب الاربعة بكل وسطية واعتدال وبعيدا عن اي تعصب اعمى او عنصرية بلهاء إيمانا بأن المعرفة تزداد بالحوار المنطقي الايجابي والاحترام المتبادل بين طرفي الحوار لما فيه المصلحة.
كما استعرض شيخ الازهر خلال اللقاء مراحل التعليم بالازهر وجامعته، مؤكدا ان مناهجه تمتاز بالوسطية والاعتدال.
الصفحة في ملف ( pdf )