فيما ذكرت قناة العربية الاخبارية أمس أن مذكرة اعتقال بحق نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي قد صدرت بتهمة ضلوعه في محاولة تفجير البرلمان، أعلن المتحدث باسم القائمة العراقية حيدر الملا ان وزراء القائمة وكتلتها البرلمانية في مجلس النواب وضعوا استقالاتهم تحت تصرف قادة «العراقية» لاتخاذ ما يرونه مناسبا فيما علقت كتلتها النيابية عضويتها في مجلس النواب العراقي.
وقال الملا لـ «كونا» أمس: «ان اجتماع القائمة العراقية الذي عقد الليلة قبل الماضية أفضى الى ان الكتلة النيابية في مجلس النواب والكتلة الوزارية ونائب رئيس الجمهورية ونائب رئيس مجلس الوزراء وقعوا على استقالات ووضعوها تحت تصرف ائتلاف العراقية من اجل اتخاذ القرار الذي يجدونه مناسبا».
وأكد الملا «ان العراقية اتخذت قرارا بتعليق عضويتها في مجلس النواب حتى اشعار آخر اعتبارا من جلسة الأمس ودعوة الكتل السياسية الى عقد حوار حول طاولة لوضع حد للازمة السياسية الخانقة التي تمر بها البلاد».
وأشار الملا الى ان من بين المسؤولين في «العراقية» ضمن تشكيلة الحكومة العراقية الذين سلموا استقالاتهم الى القيادة السياسية في ائتلاف العراقية، نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك.
وعزا الملا أسباب القرارات التي اتخذتها «العراقية» الى ما اعتبرته «منهجية رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي في ادارة البلاد» التي قال الملا انها تتصف بالتفرد في اتخاذ القرارات.
وأكد عزم ائتلافه على «اصلاح العملية السياسية والوضع الراهن من سياسات التفرد والنهج الديكتاتوري الذي بدأ ينمو داخل العملية السياسية». وكانت القائمة العراقية عقدت سلسلة من الاجتماعات خلال اليومين الماضيين تدارست فيها المستجدات السياسية وفي مقدمتها الوضع السياسي المتأزم بسبب ما أسمتها سياسة الاقصاء والتهميش التي تنتهجها الحكومة. إلى ذلك، قالت وزارة العدل الأميركية إن عراقيا يعيش في الولايات المتحدة اعترف بأنه مذنب إثر اتهامه بمحاولة قتل جنود أميركيين في العراق ومساعدة نشطاء تنظيم القاعدة هناك وتدريبهم على كيفية صنع قنابل محليا. وأقر وعد رمضان علوان امس الأول بانه مذنب أمام محكمة اتحادية في كنتاكي، وكانت القضية قد أثارت انتقادات قاسية من اعضاء جمهوريين في الكونغرس طالبوا بمحاكمة المشتبه بانهم ارهابيون أمام محاكم عسكرية في القاعدة الأميركية في خليج غوانتانامو في كوبا. في سياق آخر، أعلن البيت الأبيض ان الولايات المتحدة سلمت أمس الأول آخر محتجز لديها في العراق الى السلطات العراقية بعد شهور من جهود أميركية غير ناجحة لإقناع بغداد بتسليمه بسبب دوره المشتبه به في قتل أميركيين.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض تومي فيتور لـ «رويترز» ان واشنطن حصلت على تأكيدات بأن علي موسى دقدوق ـ المشتبه بأنه يعمل لصالح حزب الله ـ سيحاكم على جرائمه.
ولكن رد الفعل الاولي من الكونغرس كان عنيفا، ويخشى نواب من ان العراق سيعجز او سيكون غير مستعد لاحتجاز دقدوق لفترة طويلة واستخدم العديد منهم كلمات مثل «مشين» لوصف عملية التسليم.
البرلمان العراقي يعتزم التصويت على اختيار نشيد وطني جديد
أعلن رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار في البرلمان العراقي علي الشلاه أن مجلس النواب يعتزم التصويت لاختيار نص من بين ثلاثة نصوص، واعتماده نشيدا وطنيا جديدا للبلاد.
ورجح الشلاه، في تصريح لراديو «سوا» الأميركي امس الاول إجراء التصويت قبل نهاية الشهر الجاري، مشيرا إلى أن النصوص الثلاثة تعود إلى الشعراء الراحلين محمد الجواهري ومحمد البصير وبدر شاكر السياب.
وأوضح أن مجلس النواب يعتزم العودة لمناقشة مشروع تغيير العلم العراقي أيضا، بعد الانتهاء من موضوع النشيد الوطني. ومن المقرر تشكيل لجنة جديدة تضم فنانين عراقيين لوضع لحن خاص بالنشيد الوطني حال اختيار النص الشعري، ويعد النشيد الوطني الجديد في حال إقراره، الأول في تاريخ العراق الذي يعتمد نصا لشاعر عراقي.
سجناء أبوغريب: عذابنا النفسي لا تمحوه السنون
رغم مرور سبع سنوات على اعتقاله في سجن أبوغريب، لا يزال أبومصطفى يعاني من حالات نفسية «غريبة» يتذكر خلالها كيف كان الجنود الأميركيون يضعونه في «صندوق حديدي ويبثون فيه أصوات مرعبة». وأمضى أبومصطفى (33 عاما) الذي يعمل اليوم مدرسا في مدرسة ابتدائية في النجف، اربعة أعوام في الاعتقال عندما كان عنصرا في جيش المهدي الشيعي، بينها نحو عام في أبوغريب بدءا من سبتمبر 2004. ويقول لوكالة «فرانس برس» ان «الجنود الأميركيين كانوا يعاملوننا بعنف وشدة ويمارسون معنا حربا نفسية مؤلمة باستمرار». ويوضح أبومصطفى «كانوا يعاقبوننا في بعض الأحيان عبر وضعنا في صناديق حديدية ويبثون أصواتا مرعبة تسبب ما يشبه الارتجاج في الدماغ». ويؤكد ان «المواقف المرعبة في أبوغريب لا تفارقني أبدا. أتخيل نفسي أحيانا مقيدا بسلاسل ويقودني جنود أميركيون قذرون الى الغرفة المعدنية الصغيرة حيث الأصوات المرعبة». وتحدث السجين السابق وهو أب لطفلين عن اصابته بحالات نفسية «غريبة»، موضحا ان «عائلتي تسألني مرارا عن سبب انفعالاتي المفاجئة وصراخي من دون داع او جلوسي على انفراد لساعات طويلة». وبرر ذلك قائلا «لا أستطيع ان أنسى أيام أبوغريب، لقد كانت اكثر قسوة مما يمكن ان توصف». وعرف سجن أبوغريب حول العالم بعد نشر صور عام 2004 تظهر تعرض سجناء عراقيين للاهانة وسوء المعاملة على أيدي سجانيهم الأميركيين، ما أثار فضيحة أدت الى أحكام بحق 11 جنديا أميركيا تصل الى السجن لعشرة أعوام. ويظهر في احدى الصور سجين عار مهدد بكلاب حراسة يمسك بها جنود أميركيون وهو ملتصق الى بوابة زنزانة، فيما تكشف أخرى عن مجموعة سجناء عراة غطت رؤوسهم بأكياس بلاستيكية فيما تقوم جندية أميركية بالإشارة بسخرية الى أعضائهم التناسلية. ودفعت الفضيحة الى اغلاق السجن في سبتمبر 2006 حتى فبراير 2009. وفي مدينة الفلوجة ينقل محمود علي حسين (35 عاما) نظره بين أطرافه الأربعة التي بترت بانفجار عبوة استهدفت دورية أميركية كانت تقله الى سجن أبوغريب عام 2005، قبل ان يستجمع قواه ويقول «لن أنسى ما حدث لي بسببهم. سأعلم أطفالي ان يقاتلوا الأميركيين». ومن على كرسيه المتحرك والبسيط في منزله في المدينة التي شهدت معركتين كبيرتين مع القوات الأميركية عام 2004، يروي حسين بتأثر وصعوبة بالغة بعضا من تفاصيل حالات التعذيب التي يقول عنها انه شهدها في السجن سيئ الصيت غرب بغداد. ويوضح محمود الذي اصبح اليوم أبا لثلاثة اطفال ان «الجنود الأميركيين في سجن أبوغريب كانوا يتعاملون بقسوة كبيرة حتى مع المرضى وكبار السن والأحداث».