دعت حركة 6 أبريل الجبهة الديموقراطية الى محاكمة اعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة مثلما يحاكم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك على قتل المتظاهرين لأنهم يقتلون مثلما كان يفعل مبارك ويستحقون ان يدخلوا القفص مثله. وأضافوا ان التاريخ سيحكم على المجلس العسكري بأنه لوّث يده بدماء المصريين كما تلوثت يد مبارك.
وقالت الحركة في بيان أصدرته صباح امس انه أصبح جليا للعالم بأكمله من يريد اسقاط مصر بعدما قام مجلس مبارك ـ على حد وصفهم ـ باستباحة دماء وأعراض المصريين وجعل من جنود مصر يوجهون أسلحتهم تجاه العزل بدلا من أن توجه تجاه العدو الذي يتفنن في اذلالهم تارة بالقتل وتارة بالمعونة. ووصفت الحركة البيان الذي اصدره المجلس العسكري امس بانه «كذب مسيلمة» حيث انكر المجلس وجود اي جنود فوق الأسطح في القصر العيني وكأن الجنود الذين ألقوا الحجارة على الثوار من «كوكب آخر». وتساءلوا: أين د.كمال الجنزوري الذي ملأ الدنيا ضجيجا بصلاحياته الواسعة؟ وأين تصريحاته بأنه لن يفض اي اعتصام بالقوة؟ ام ان الصلاحيات الواسعة هي التي فضت الاعتصام؟ وهاجمت الحركة القوى السياسية التي لم تقف في وجه العسكري وتمنعه من قتل الشباب وقالوا من يصمت اليوم عن قول الحق لا تتوقع ان يقولها في البرلمان ومن لا يقوم بأفضل الجهاد وهو قول الحق عند سلطان جائر لا تتوقع منه ان يطبق الشرع. الى ذلك، ندد عمرو موسى، المرشح المحتمل لرئاسة الجهورية، باستخدام القوة في فض اعتصام مجلس الوزراء.
وقال عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «ان العنف ضد المتظاهرين لم يعد مقبولا مطلقا»، مطالبا بفتح تحقيق قضائي سريع في الأحداث وان تعرض نتائجه على الرأي العام في موعد أقصاه أسبوع من اليوم. وختم «ان دماء أبنائنا ليست رخيصة».
«فيسبوك»: كلنا علاء عبدالهادي
«لما أنزل أشوف ايه اللي بيحصل.. استرها معانا يا رب»، كانت هذه آخر كلمات الشهيد علاء عبدالهادي ذي الـ 23 عاما، طالب في السنة الخامسة كلية طب جامعة عين شمس، قبل ان يقرر نزول اعتصام مجلس الوزراء رغبة في معالجة المصابين بالمستشفى الميداني!
فور ان تم نشر خبر مقتل علاء حيث أصيب بطلق ناري في رأسه خلال أحداث اعتصام مجلس الوزراء، انتشرت على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» عدة صفحات بعنوان «كلنا علاء عبدالهادي.. شهيد طب عين شمس» التي يتزايد عدد أعضائها بشكل ملحوظ من أمس الأول وحتى اللحظة. بينما اتشحت جميع صفحات الشباب المصري بالسواد، وفي المقابل غيّر جميع طلاب كلية الطب صورة صفحاتهم الشخصية على «فيسبوك» الى صورة علاء عبدالهادي، ليصبح التساؤل الآن من القادم؟ ومن سيسبق اسمه لقب «كلنا» فلان الفلاني بعد قليل!
كما نشرت الصفحة نقلا عن كريم اخي علاء عبدالهادي: «اخويا عمر دمه ما هيروح هدر».
بينما قال احد اصدقائه في رثائه: «كان مره فيه واحد اسمه علاء، حلم بأنه يكون دكتور، وربنا كرمه ودخل كلية الطب، علشان يبقى دكتور ويفيد بلده.. كان بطل من أبطال الثورة لما قام بدوره في المستشفى الميداني، برضه علشان بلده.. كان نشيط في كليته وبيساهم في نشر الخير والثقافة بين شباب بلده، برضه علشان بلده.. وفي يوم 16/12، نزل علشان يعرف ايه اللي بيحصل عند مجلس الوزرا، بس مرجعش لبيته، طلع الجنة ان شاء الله.. ما يهمنيش مين اللي كان الصح ومين اللي كان الغلط، أنا يهمني ان اخويا مات، بدون اي ذنب، يمكن يكون ذنبه انه عايش علشان بلده، الله أعلم».
وقال صديقه محمود قادس بشأن ما تردد حول معتصمي مجلس الوزراء انهم مأجورون وبلطجية: «علاء عبدالهادي اللي كان غير مسيس من حزب او جماعة كان بينزل التحرير لأنه عايز مصر تبقى أحسن.. طلبت منه مرة اننا نشترك في حزب سياسي عشان نتعلم سياسة.. رفض وقال أنا لو في حزب هشتغل للحزب وأنا مشتغلش غير لمصلحة مصر.. علاء أول مصاب اتسحل في يوم 25 يناير.. علاء يا صاحبي انت ابن موت لأن اللي زيك انقياء جدا ومن الظلم انهم يعيشوا في دنيا قبيحة. كل سنة وانت طيب وانت بتقضي سنتك الجديدة في الجنة.. ومتقلقش دمك يا صاحبي والله مهيضيع هدر».