بيروت - عمر حبنجر
استئناف التواصل بين الموالاة والمعارضة وتحديدا بين رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة ورئيس كتلة الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون كان محور الاتصالات واللقاءات التي جرت في بعبدا او منها واليها، بدءا من الزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري الى الرئيس ميشال سليمان ليل اول من امس واستغرقت ساعتين ونصف الساعة، وصولا الى زيارة المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسن خليل ومسؤول الارتباط بالحزب الحاج وفيق صفا الى الرئيس ميشال سليمان قبل ظهر امس، مرورا بزيادة الدعم لتشكيل الحكومة التي قام بها مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني للرئيس سليمان على رأس وفد من قضاة الشرع في لبنان.
وكان الرئيس السنيورة اعلن منذ اربعة ايام قطع الاتصال مع العماد ميشال عون احتجاجا على سياسة المماطلة والمطالبة التي يعتمدها.
غير ان العماد عون ابلغ صحيفة «الدايلي ستار» الناطقة بالانجليزية امس ان «جهات خارجية لا محلية تعيق تشكيل الحكومة وتعلقها الى اشعار آخر»، دون ان يسمي هذه الجهات ونفى عون ان تكون الاقتراحات والصيغ الحكومية المتداولة عبر الاعلام قد وصلته».
الرئيس سليمان بقي على تواصله مع رئيس الحكومة المكلف وكذلك مع المعارضة والعماد عون من دون ان يتردد في وضع النقاط على الحروف بالنسبة للجهة المعرقلة، وكان لقاؤه المطول مع النائب سعد الحريري ليل اول من امس حلقة في سلسلة اتصالاته الخاصة بتسريع تشكيل الحكومة.
حيث نقل زوار القصر الرئاسي امس اصراره على انهاء الوضع الحكومي قبل سفره الى باريس في 12 الجاري، وانه لن يدخر وسيلة في سبيل التوصل الى ذلك نظرا لدقة الظروف اللبنانية.
ولمحت بعض الاوساط الى ان الرئيس سليمان قد يصرف النظر عن السفر الى باريس في حال تعذر تشكيل الحكومة، الأمر الذي من شأنه احراج القوى المحلية وغير المحليةالتي تقف وراء عرقلة التشكيل الحكومي.
مصادر رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة قالت ان اي تطور لم يحصل خلال الساعات القليلة الماضية سوى الاتصالات التي تكررت بين الرئيسين سليمان والسنيورة دون الدخول في التفاصيل.
الحريري: لا غالب ولا مغلوب
غير ان الزيارة الليلية المطولة التي قام بها رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري الى بعبدا اكد خلالها على وجوب تشكيل الحكومة في اسرع وقت ممكن وعلى اساس معادلة لا غالب ولا مغلوب، مشددا على ان اتفاق الدوحة كان واضحا بشأن الحصص والحقائب الوزارية، كاشفا انه سيجري اتصالات مع المعارضة وبينها العماد ميشال عون بهذا الشأن، وواصفا عدم التواصل بين الفرقاء بالخطأ، نافيا وجود خلافات داخل الاكثرية حول الحقائب الوزارية، ومؤكدا ان مشروع قوى 14 آذار هو مشروع الدولة ولن تحيد عنه، لانه يحافظ على لبنان والكيان.
ولفت الحريري الى ان القوى الامنية وحدها المسؤولة عن أمن المواطنين، معتبرا ان الاوضاع الامنية تشكل هاجسا لدى المواطنين.
وهكذا اعاد الحريري فتح الخطوط بين الموالاة والمعارضة، ويتوقع ان تظهر ترجمة ذلك في غضون الساعات القليلة المقبلة، باعادة التواصل بين الرئيس المكلف وبين رئيس كتلة الاصلاح والتغيير.
وفي هذا السياق ذكرت مصادر مطلعة ان احدث الصيغ التي تم التفاهم عليها في بعبدا: ابقاء وزارة الاشغال مع الوزير محمد الصفدي على ان يخصص حصة من «الزفت» الى طرقات بلاد جبيل استجابة لطلب العماد عون، واعطاء عون وزارة الاتصالات على ان يتولاها ابن شقيقه الان عون، مع وزارة الزراعة لالياس السكاف، وحقيبة ثالثة مع نيابة رئاسة الحكومة، مقابل اعطاء حركة امل وزارة الاقتصاد بدلا من وزارة الزراعة، واستمر النقاش حول لمن تعطى وزارة الشؤون الاجتماعية لحركة امل او للتيار العوني او للقوات اللبنانية.
المفتي قباني لتسريع تشكيل الحكومة
وفي غضون ذلك دعا مفتي الجمهورية الشيخ د.رشيد قباني لتسريع تشكيل الحكومة، منوها بالجهد المشترك الذي يبذله الرئيسان ميشال سليمان وفؤاد السنيورة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي تضم اللبنانيين جميعا، والا يكون بعدها موالاة ومعارضة.
المفتي قباني، زار الرئيس سليمان على رأس وفد من قضاة الشرع حيث اكد على خطاب القسم الذي يعتبر تعزيزا للدستور اللبناني في الانطلاقة التي انطلق منها خطاب القسم ليكون وثيقة مسيرة العهد الجديد للبنانيين جميعا.
وفي السياق عينه استقبل الرئيس سليمان امس المعاون السياسي للسيد حسن نصر الله، الحاج حسين خليل، يرافقه مسؤول الارتباط بالحزب الحاج وفيق صفا، حيث عرضا له اجواء المؤتمر الصحافي للسيد نصر الله وموضوع تبادل الاسرى، وركزا على موضوع تشكيل الحكومة.
واكد الخليل على ضرورة الاتصال المباشر بين الفرقاء لحلحلة عقد التأليف.
وعلى الاسراع وليس التسرع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، داعيا الى ضرورة التواصل المباشر بين الفرقاء ومتمنيا تشكيل الحكومة قبل عملية التبادل بين الاسرى.
وقال الخليل هناك نقطتان توافقنا عليهما مع الرئيس النقطة الاولى ضرورة الاسراع وليس التسرع في تشكيل الحكومة، والثانية ضرورة التواصل بين الفرقاء وليس عبر الوسطاء.
واضاف: اعتقد ان ما سمعناه بالامس (من سعد الحريري) عن الا مشكلة عند الموالاة في زيارة الرابية والتواصل المباشر مع الجنرال عون ومع بقية الاطراف.
وردا على سؤال حول امكانية التواصل بين الحريري وقيادة حزب الله قال الخليل: لا شيء بعيدا وطبعا هذا ممكن.
وبسؤاله عن مفاوضات بين الحزب وامل والعماد عون لاقناعه بالتنازل عن بعض المطالب قال الخليل: نحن نبحث عن المصلحة الوطنية ولا أحد من المعارضة يضغط على الآخر ليقنعه.. وهناك تواصل بين فرقاء المعارضة، كما ان من المفروض ان يكون هناك تواصل بين الرئيس المكلف مع كل الاطراف.
الصفحة في ملف ( pdf )