شاركت باكستان العالم في احياء «يوم ملالا» امس دعما للفتاة التي اطلق عليها مسلحو طالبان النار لدعمها تعليم الفتيات لكن المخاوف الامنية في بلدتها حالت دون تمكن زملائها في المدرسة من تكريمها علنا.
وكان مسلحو طالبان اطلقوا النار على ملالا يوسف زاي وهي داخل حافلتها المدرسية قبل شهر في مينغورا بمنطقة وادي سوات شمال غرب باكستان في محاولة اغتيال بدم بارد لـ «جريمتها» بدعم حق الفتيات في التعليم.
ونجت الشابة البالغة من العمر 15 عاما بأعجوبة وكسبت لشجاعتها تعاطف الملايين حول العالم ودفعت الامم المتحدة الى اعلان امس «يوم تحرك عالمي» دعما لها.
وتقام في انحاء العالم تجمعات وتظاهرات تكريما لها وللمطالبة بحق 32 مليون فتاة محرومات من التعليم في ارتياد المدرسة.
وسارت تظاهرات في اسلام اباد وكراتشي ولاهور (شرق) ومظفر اباد في الشطر الخاضع لادارة باكستان من كشمير، وحيا رئيس الوزراء الباكستاني رجا برويز اشرف شجاعة ملالا وحض مواطنيه على الوقوف في وجه التطرف.
وقال ان «حجم التعاطف مع ملالا واستنكار العمل الجبان يظهرن تصميم المجتمع الباكستاني على عدم السماح لعدد محدود من العناصر المتطرفة بإملاء اجندتهم».
وتعهد الرئيس الافغاني حميد كرزاي تعقب مهاجمي الشابة الباكستانية، وقال من الهند التي يزورها لاربعة ايام ان «افغانستان ستطارد مهاجمي ملالا» الموجودة في مستشفى في بريطانيا.
لكن في مينغورا، تلقي المخاوف من هجمات انتقامية اخرى لطالبان بظلالها السوداء على البلدة، واجبر التلاميذ في مدرسة خوشحال الحكومية التي كانت ترتادها ملالا، على تكريمها بشكل غير علني.
وقالت مديرة المدرسة مريم خالد لوكالة فرانس برس «اقمنا صلاة خاصة من اجل ملالا اليوم (امس) واضأنا لها الشموع».
واضافت «لم ننظم اي حدث علني لان مدرستنا وتلاميذها لايزالون يواجهون تهديدات امنية». ورغم فشل محاولة قتل ملالا قالت طالبان انها ستهاجم اي امرأة تقف في وجه الحركة المتشددة والمخاوف كبيرة الى درجة قول خالد ان مجرد التحدث لوسائل الاعلام قد يعرض حياة التلاميذ للخطر. واصيبت فتاتان من رفيقات ملالا في الهجوم.
وتقول احداهما كينات رياز (16 عاما) انها لاتزال تراودها كوابيس الهجوم. وقالت لوكالة فرانس برس «ما زلت خائفة. عيناي تدمعان كلما فكرت في الحادثة. رايت ملالا في بركة دم».
وامضت شازية رمزان (13 عاما) شهرا في المستشفى بعد اصابتها في الكتف خلال الهجوم. لكنها اكدت ان ذلك زاد من تصميمها على الذهاب الى المدرسة.
ووقع نحو 100 الف شخص على عريضة الكترونية تدعو الى ترشيح ملالا لجائزة نوبل للسلام. والجمعة، قام موفد الامم المتحدة الخاص لشؤون التعليم غوردن براون بتسليم الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري عريضة وقعها مليون شخص دعما لملالا.