بيروت ـ عمر حبنجر ـ داود رمال
الانعطافة الايجابية للامين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطبة عيد التحرير تركت أصداء سريعة لدى قوى 14 آذار، لكنها أثارت مداخلات اقليمية متعارضة في ذات الوقت، ففي حين جدد رئيس مجلس الوزراء الايراني علي لاريجاني دعم بلاده لحزب الله ولحماس، اعلنت اسرائيل المتهيئة للمناورات الكبرى عن مخاوفها من وصول صواريخ مضادة للطائرات الى حزب الله في لبنان.
على اي حال، هذا الوضع كان محور الاجتماع الطارئ للمجلس الاعلى للدفاع اللبناني الذي انعقد عصر امس بناء على دعوة الرئيس ميشال سليمان وحضوره الى جانب رئيس الوزراء والوزراء المختصين وقادة الجيش والامن الداخلي والأمن العام، والذي صدر عنه موقف يؤكد جهوزية كل القوى اللبنانية لمواجهة اي ارتدادات للمناورات العسكرية الاسرائيلية الكبرى التي ستبدأ اول يونيو وتستمر 4 أيام، كما تناول المجتمعون الاحتياجات الامنية لليوم الانتخابي الطويل في السابع من يونيو والإجراءات الأمنية المعتمدة لتوفير انتخابات حرة ونزيهة وشفافة.
وبعد مجلس الدفاع، انعقد مجلس الوزراء وعيّن خمسة اعضاء للمجلس الدستوري هم: الدكاترة: عصام سليمان، اسعد دياب، توفيق سوبرة، سهيل عبدالصمد، وصلاح مخيبر، وبذلك اكتملت هيئة المجلس المؤلفة من عشرة حقوقيين.
المجلس ارجأ مرة اخرى اقرار الموازنة بسبب رفض الاكثرية ربطها بموازنة مجلس الجنوب، وكذلك التعيينات، وهو ما اشارت اليه «الأنباء» سابقا.
وكان مجلس الدفاع الاعلى اجتمع امس برئاسة الرئيس ميشال سليمان بحضور الوزراء المعنيين، وقادة الوحدات العسكرية والامنية واتخذ سلسلة اجراءات يحظر نشرها تتعلق بالمناورات الاسرائيلية الواسعة، وبشبكات التجسس فضلا عن الجهوزية التامة للانتخابات.
انتخابيا اجتمع اركان 14 آذار في فندق البريستول بحضور جميع مرشحي هذه القوى الى جانب الرئيس امين الجميل والشيخ سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط وسمير جعجع.
كلام الوزير ماروني
وزير السياحة ايلي ماروني قال قبل الجلسة ان كل المواضيع مطروحة على جدول الاعمال من الموازنة الى التعيينات الى المجلس الدستوري لكن بالنسبة للموازنة، سنرى ما اذا كانت ستُقر، كما اتفق عليها بين الوزراء، او سيعاد ربطها بمجلس الجنوب، كما تطالب المعارضة وبخاصة الرئيس نبيه بري، ووفقا لأي صيغةمعربا عن خشيته من ان يكون طرح الموازنة من باب رفع العتب.
وحول التحضيرات الانتخابية وكلام الوزير ماروني الذي علق عليه العماد ميشال عون امس، قال الوزير ماروني: انا أعطيت رأيي جوابا على سؤال حول ما اذا كنا مع بناء الدولة، وبالتالي فإن الجيش موجود على الأرض ليتخذ كل القرارات وينفذ كل القرارات ويكون حاسما في ذلك، وهذا رأيي الشخصي، فإذا كنا نريد بناء دولة فعلينا تسليم أمرنا الى الجيش اللبناني القادر وحده على حسم كل الأمور.
ميشال نصراليان عون!
وردا على اشادة الأمين العام لحزب الله به وبمواقفه الداعمة للمقاومة، قال عون أصبح عندي اسم مركب وهو «ميشال نصراليان عون» استنادا الى تحالفنا مع حزبي الله والطاشناق، واضاف: هذا اكليل غار على رأسي.
جعجع: ميشال طهران
لكن د.سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية، اختار اسما آخر لنده الماروني وهو «ميشال طهران».
وحذر جعجع الناخبين من التصويت لمن يريد ان «يطهّر نيعك» وهذا التعبير «تطهير الفم» هو للنائب عن حزب الله علي عمار الذي رد على نائب تناول السيد حسن نصرالله في تصريح ذات يوم فأجابه بقوله «طهّر نيعك»!
جعجع وفي لقاء انتخابي مع مرشح 14 آذار في جبيل فارس سعيد قال أريد ان أستشهد بآية قرآنية تقول (إن الله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وبالتالي قبل ان يتصدى المرء لإصلاح المجتمع عليه ان يغير ويصلح في نفسه.
وقال: جُبيل هي ميشال سليمان وليس ميشال طهران، هي جبيل ريمون اده، جبيل هي الحرية والبوليس الدولي الذي طالب به العميد الراحل ريمون اده، وحث مناصري «القوات» على التصويت للمرشح فارس سعيد.
ردود إيجابية على خطاب نصرالله
في هذا الوقت تتالت ردود الفعل الإيجابية على خطاب نصرالله الأخير الذي محى سلبيات خطب سابقة، خصوصا على الصعيد الداخلي السياسي والانتخابي.
النائب وليد جنبلاط سارع الى رد التحية للسيد نصرالله بمثلها، حيث شكره على ما توجه به اليه والى السنة في الموالاة، وقال جنبلاط ان لهذا الكلام ما بعده.
ونقل عن جنبلاط القول أيضا ان كلام دير شبيغل يشبه ذريعة اسرائيل التي اتخذتها من محاولة اغتيال سفيرها في لندن عام 1982 فاجتاحت لبنان.
من جهته نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري (تيار المستقبل) رأى ان مرافعة السيد نصرالله دفاعا عن حليفه العماد ميــــشال عون تـــؤكد ان الأخير بات بحاجة لمن ينقذه مسيحيا بعدما ابتعد عن طموحات المسيحيين وتطلعاتهم، وقد لاحظ ان هذه المرافعة الدفاعية، ثبتت الشبهة على الرجل، وكم هو تابع لحزب الله وكم هو جزء أساسي من مشروع حزب الله وبالتالي من المشروع السوري – الايراني.
وقال مكاري: اذا كان حزب الله يعتبر عون وفـيا، فإن الكثيرين من مـــؤيدي عون الـــسابقين يرون انه خان قـــضيتهم، ولم يكن وفيا لهذه القضية ولا لدماء الشباب الذين استشهدوا في سبيلها.
الى ذلك أعلن النائب عبدالله فرحات المرشح عن المقعد الماروني في دائرة بعبدا، سحب ترشحه من الانتخابات النيابية في بعبدا، واوضح فرحات في مؤتمر صحافي عقده في منزله في حمانا في حضور وكيل داخلية المتن الأعلى في الحزب «التقدمي الاشتراكي» فاروق الأعور وفاعليات. وبذلك يفسح فرحات المجال أمام مسيحيي 14 آذار للفوز بالمعركة.