- نتنياهو يأمر بإرسال تعزيزات من حرس الحدود والمعارضة الإسرائيلية تنتقد ضعفه
بين الفرح بالعودة للصلاة في المسجد الأقصى المبارك بعد أسبوعين من الاعتصام على أسواره، والغضب الذي خلفه اعتداء الاحتلال على المصلين داخل الحرم، اختلطت مشاعر الفلسطينيين أمس ومن خلفهم ملايين العرب والمسلمين.
وفيما بدا انتقاما من الانتصار الذي حققه المرابطون وإجبارهم لسلطات الاحتلال على رفع كل الإجراءات الأمنية وفتح جميع المداخل، اقتحم جنود إسرائيليون ساحات المسجد الأقصى وحولوها الى ما يشبه ساحة حرب واعتدوا على المصلين بالضرب والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي. وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن الاعتداءات أوقعت نحو مائة إصابة بينها كسور وجروح وحالات اختناق. وامتدت المواجهات الى خارج المسجد وفي شوارع القدس القديمة.
ووقعت المواجهات بعد دخول عشرات الآلاف عصر امس الى المسجد الأقصى لأداء الصلاة. وذلك بعد ان رضخت إسرائيل لمطالب الفلسطينيين المرابطين منذ اسبوعين عند مداخل الأقصى وأسواره، وأزالت كل الإجراءات الأمنية التي أقامتها منذ 14 الجاري.
وجاءت عائلات مع أطفالها للاحتفال داخل المسجد مرتدين ملابس العيد بحسب فرانس برس، لكن قوات الاحتلال فاجأتهم برفض فتح جميع الأبواب وخاصة باب الحطة الذي شهد عملية قتل فلسطيني لثلاثة من جنود الاحتلال. فخرج حراس المسجد والمصلون مهددين باستئناف الاعتصام قبل ان ترضخ مرة ثانية وتفتح البوابة. اثر ذلك دخل عشرات آلاف المصلين مهللين مكبرين بتكبيرات العيد.
لكن العشرات من عناصر الوحدات الخاصة وشرطة الشغب الإسرائيلية اقتحمت المسجد واعتدت على المصلين بعد أدائهم صلاة العصر.
وقال مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في بيان انه بسبب الحساسية الأمنية والأحداث التي وقعت بعد ظهر امس، أوعز بتعزيز قوات الشرطة العاملة في القدس بقوات تابعة لحرس الحدود.
وعادت السلطات الإسرائيلية وفرضت، إجراءات وقيودا جديدة وسط القدس المحتلة. وأغلقت جميع الشوارع والطرق لمنع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى، بحواجز حديدية حسب شهود عيان. ومنها شوارع منطقة «باب العامود»، و«باب الساهرة» و«شارع صلاح الدين» وسط القدس، بهدف منع المصلين من الوصول إلى «الأقصى».
وجاء دخول المصلين الحرم، بعد اعلان المرجعيات الإسلامية المسؤولة عن القدس رضاها عن تراجع السلطات الإسرائيلية عن إجراءات الأمن الجديدة والعودة لما كان عليه الحال قبل 14 يوليو، اثر ضغوط عربية وإسلامية.
وقال الديوان الملكي السعودي إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «أجرى خلال الأيام الماضية الاتصالات اللازمة بالعديد من زعماء دول العالم، كما أجرت حكومة المملكة العربية السعودية اتصالات بحكومة الولايات المتحدة الأميركية، لبذل مساعيهم لعدم إغلاق المسجد الأقصى في وجه المسلمين وعدم منعهم من أداء فرائضهم وصلواتهم فيه، وإلغاء القيود المفروضة على الدخول للمسجد».
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بيانا عن الديوان الملكي ان هذه الجهود «تكللت بالنجاح اليوم وبالشكل الذي يسهم في إعادة الاستقرار والطمأنينة للمصلين والحفاظ على كرامتهم وأمنهم».
واعتبرت عمان تراجع السلطات الإسرائيلية عن إجراءاتها المرفوضة حول المسجد الأقصى المبارك خطوة أساسية كان لابد منها لتهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لاسيما في الأراضي المقدسة.
وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية د.محمد المومني في بيان إن تفكيك البوابات الإلكترونية وإزالة ممرات التفتيش وإلغاء كاميرات المراقبة وإزالة قواعدها هي خطوات لابد منها في سبيل الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس.
وأشار الى الجهود الحثيثة التي قام بها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بالتنسيق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
بدورها، سارعت الفصائل السياسية الفلسطينية بإلقاء الضوء على ما اعتبرته انتصارا لها على إسرائيل وتراجع نتنياهو عن موقفه. ورفض متحدث باسم نتنياهو التعليق على القرار لكن التيار اليميني انتقده.
وقال وزير التعليم نفتالي بينيت الذي يشارك تياره اليميني في الائتلاف الحاكم ويعتبر منافسا محتملا على زعامة الحزب إن «إسرائيل خرجت ضعيفة من هذه الأزمة مع الأسف». وأضاف: «يتعين قول الحقيقة. بدلا من ترسيخ سيادتنا في القدس، جرى توجيه رسالة تفيد بأن سيادتنا يمكن أن تهتز».
ملك الأردن ينتقد موقف نتنياهو ويطلب محاكمة «قاتل السفارة»
عمان - أ.ف.پ: انتقد عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني موقف رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو «الاستعراضي» لدى استقباله مطلق النار العامل في سفارة إسرائيل بعمان والذي قتل أردنيين مؤخرا، طالبا محاكمته.
وطالب العاهل الأردني خلال اجتماع مع كبار المسؤولين الأردنيين امس، رئيس الوزراء الإسرائيلي «بالالتزام بمسؤولياته واتخاذ إجراءات قانونية تضمن محاكمة القاتل وتحقيق العدالة بدلا من التعامل مع هذه الجريمة بأسلوب الاستعراض السياسي بغية تحقيق مكاسب سياسية شخصية».
واستقبل نتنياهو حارس الأمن «زيف» لدى عودته الى إسرائيل، وحضنه، وأبدى تضامن حكومته معه، قائلا: «سعيد برؤيتك وبأن الأمور انتهت بهذا الشكل. تصرفت بشكل جيد، وكان لزاما علينا إخراجك من هناك. لم يكن ذلك قابلا للنقاش ولكن كانت مسألة وقت فقط».
إقرأ ايضاً