رفض الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري طلبا مباشرا من الرئيس الأميركي باراك أوباما بتسريع توسيع العمليات العسكرية في المناطق القبلية ودعا الولايات المتحدة إلى المسارعة إلى تقديم الدعم العسكري للقوات الباكستانية والتدخل بقوة أكثر مع الهند.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية امس عن مصادر مطلعة ان زرداري وجه رسالة خطية إلى أوباما في أواخر الشهر الماضي قال فيها ان حكومته مصممة على التحرك ضد القاعدة وطالبان والمجموعات المتمردة المتحالفة معها والتي تهاجم القوات الأميركية في أفغانستان من المناطق الحدودية في باكستان.
إلا ان زرداري أكد في رسالته التي تقع في ثلاث صفحات إلى أوباما ان جهود باكستان الداخلية لمحاربة التمرد تقوم على تقييمها الخاص للخطر وجدولها الزمني الخاص وحاجاتها العملية.
وذكر ان العملية العسكرية في وادي سوات وحدها كلفت بلاده 2.5 مليار دولار لافتا إلى ان باكستان تتوقع من الولايات المتحدة أن تمدها بالدعم المادي.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية ان قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني قال كلاما مماثلا لقائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال ديڤيد بترايوس أثناء زيارة الأخير إلى إسلام آباد حيث قال كياني ان على الولايات المتحدة ألا تتوقع «عملية واسعة في شمال وزيرستان» في الأشهر المقبلة.
من جانبه قال مسؤول استخباراتي باكستاني للصحيفة «نحن ملتزمون بهذه الحرب ولكننا سنخوضها وفقا لشروطنا وسنحدد أولوياتنا من حيث الأهداف استنادا إلى مصالحنا. لا نريدهم (الأميركيين) أن يملوا علينا ما نفعله».
وبالنسبة إلى الهند، أوضحت الصحيفة ان زرداري لم يذكرها بالاسم في رسالته بل ذكر أكثر من مرة المصالح الباكستانية الرئيسية والنزاعات التاريخية وطلب من أوباما الضغط على جيران باكستان لتحقيق تقارب ديبلوماسي معها في إشارة واضحة إلى الهند.
وفي نفس السياق حذرت باكستان إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما من ارتفاع وتيرة اعتماد استراتيجية الغارات الجوية التي تنفذها طائرات من دون طيار في منطقة كويتا بإقليم بلوشستان الباكستاني.
ونقلت قناة «جيو» الباكستانية عن المتحدث باسم مكتب وزارة الخارجية الباكستانية عبد الباسط أن باكستان تسعى إلى استقرار أفغانستان لأن السلام والأمن في باكستان يعتمدان على الاستقرار الأفغاني.