أدخلت «عملية الكوماندوس» الفاشلة لقوات النخبة والتي تلاها تصعيد متبادل انتهى بهدنة في قطاع غزة، إسرائيل في أزمة سياسية لا يبدو انها ستقف عند استقالة وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان التي اعلنها أمس، بل ستطول حكومة بنيامين نتنياهو وقد تؤدي الى انتخابات مبكرة.
في مبررات الاستقالة، قال ليبرمان انها جاءت احتجاجا على وقف اطلاق النار بعد خلاف حاد مع رئيس الوزراء.
وأضاف في مؤتمر صحافي امس «ما حدث من إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار والتهدئة هو بمنزلة خضوع واستسلام للإرهاب»، على حد وصفه.
وأضاف «ما نفعله هو شراء الهدوء على المدى القصير، لكننا سندفع على المدى البعيد ثمنا ونتكبد ضررا بالغا» على مستوى الأمن القومي.
وقال ليبرمان إن استقالته، التي تصبح سارية بعد 48 ساعة من تقديم خطاب رسمي لنتنياهو، تعني أيضا انسحاب حزبه «إسرائيل بيتنا»، المنتمي لليمين المتطرف، من الائتلاف الحكومي.
وبذلك سيصبح نتنياهو مسيطرا على 61 مقعدا فقط في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا قبل عام من الانتخابات المقبلة.
وتوقع مراقبون إسرائيليون أن نتنياهو، الذي تلاحقه تحقيقات فساد، قد يجري انتخابات مبكرة.
لكن متحدثا باسم حزبه الليكود قلل من هذا الاحتمال قائلا إن نتنياهو سيتولى وزارة الدفاع، وكتب المتحدث يوناتان يوريتش على تويتر «لا داعي للذهاب إلى انتخابات في فترة تعتبر حساسة للأمن القومي.
يمكن لهذه الحكومة أن تكمل حتى نهاية مدتها».
من ناحيتها، اعتبرت حركة «حماس» استقالة ليبرمان «انتصارا سياسيا» للمقاومة في غزة.
وقال سامي أبو زهري القيادي في الحركة، في بيان ان «استقالة ليبرمان هي اعتراف بالهزيمة والعجز في مواجهة المقاومة الفلسطينية.
وهو انتصار سياسي لغزة التي نجحت بصمودها في إحداث هزة سياسية في ساحة الاحتلال».
في السياق، قتل صياد أسماك فلسطيني أمس برصاص بحرية الاحتلال خلال عمله في البحر قبالة ساحل قطاع غزة بحسب مصادر فلسطينية.
وذكرت المصادر أن الصياد (23 عاما) قتل جراء إصابته بعيار ناري في البطن أطلقته قوات البحرية الإسرائيلية خلال عمله قبالة ساحل بحر شمال غزة. كما أصيب شاب آخر في العشرينيات من عمره، صباح امس برصاص الاحتلال لدى اقترابه من السياج الحدودي شمال غزة.
وأفاد شهود عيان، بأن جنود الاحتلال قاموا بإطلاق الرصاص الحي على شاب لحظة اقترابه من السياج الحدودي، وأصابوه بجروح في قدمه، واعتقلوه.
من ناحية أخرى، منع عشرات اليهود المتطرفين من سكان مستوطنات غلاف غزة وصول الشاحنات المحملة بالبضائع والمحروقات من الوصول إلى معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب شرقي القطاع.
وأغلق المستوطنون الطرق الرئيسة المؤدية للمعبر، ومنعوا وصول الشاحنات المحملة بالبضائع، والمواد الغذائية، والمحملة بالوقود، وغاز الطهي، ومواد البناء إلى غزة.
إلى ذلك، أعلنت السفارة الفلسطينية لدى مصر أنه تقرر عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين اليوم، لبحث العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة.
وقالت السفارة في بيان امس إنه تقرر عقد الاجتماع الطارئ بناء على طلب فلسطين وتأييد عدد كبير من الدول العربية.
وأوضحت أن الاجتماع يبحث تطورات الاعتداء العسكري الإسرائيلي المتكرر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومؤسساته وبناه التحتية، وعموم الأراضي الفلسطينية، والذي أودى بحياة عدد من الشهداء وعشرات الجرحى، بالإضافة إلى تدمير عدد كبير من البنايات السكنية، ومؤسسات إعلامية وأكاديمية وغيرها.
وتوقع سفير دولة فلسطين لدى القاهرة ومندوبها لدى الجامعة العربية دياب اللوح أن ينتج عن الاجتماع قرارات عملية ترتقي إلى مستوى هذا العدوان والجرائم الاسرائيلية.
وكان مجلس الأمن الدولي قد فشل في إصدار بيان رئاسي بشأن الأوضاع في غزة، وذلك خلال الاجتماع المغلق الذي عقد امس الاول بحث خلاله التصعيد العسكري الذي شهده القطاع في الأيام الأخيرة.
والاجتماع الذي استمر 50 دقيقة، انتهى إلى «الفشل»، بحسب ما أعلن السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور.
وقال منصور إن مجلس الأمن «مشلول» و«فشل في تحمل مسؤولياته» ووقف أعمال العنف، مشددا على أن «هناك دولة أغلقت الباب أمام الحوار»، في إشارة إلى الولايات المتحدة.