- محللون: الاتفاقات هي الأهم منذ بداية الحرب
ساد الهدوء شوارع مدينة الحديدة غرب اليمن منذ صباح امس، بعد اشتباكات عنيفة اندلعت اثر دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، في وقت تستعد فيه لجنة مشتركة مكلفة بمراقبة الاتفاق لبدء عملها.
وكانت الأمم المتحدة حددت منتصف امس، موعدا لبدء سريان الهدنة بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين، رغم أن اتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه في السويد نص على وقف فوري لإطلاق النار.
وكانت أصوات إطلاق نار قد دوت في بعض مناطق جنوب وشرق المدينة، قبل وقت قصير من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منتصف الليلة قبل الماضية.
وقالت المصادر الأممية، بحسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، «وفقا للتقارير الواردة إلينا من على الأرض، فإن وقف إطلاق النار صامد»، مضيفة أن تنفيذ الاتفاق «يمضي على المسار الصحيح».
ووفقا للاتفاق، فإن لجنة ترأسها الأمم المتحدة، وتضم الجانبين، ستشرف على تنفيذ وقف إطلاق النار.
وقال سكان إن المواجهات توقفت عند الثالثة فجرا بالتوقيت المحلي وأكد مسؤول في القوات الحكومية بحسب «فرانس برس» ان «هناك هدوءا تاما في مدينة الحديدة».
كما أعربوا عن أملهم في أن يتحول اطلاق النار إلى سلام دائم، وقالوا إن وقف إطلاق النار يعني عودة الحياة في الحديدة إلى ما كانت عليه في السابق.
وأضافوا «نحن متفائلون بوقف إطلاق النار، لا يوجد عدوان ولا يوجد قصف ويوجد أمان».
وقال اخرون «متفائلون أن يحل الأمن والأمان على هذه البلاد وأن يتوقف الرصاص والدمار والخراب».
وفي السياق يرى محللون أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها هي الأهم منذ بداية الحرب لوضع البلد الفقير على سكة السلام، لكن تنفيذها على الأرض تعترضه صعوبات كبيرة.
وينص اتفاق الحديدة على إنشاء لجنة مشتركة برئاسة الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار وعملية الانسحاب من المدينة وموانئها.
وأكد مصدر في الأمم المتحدة امس أن «لجنة تنسيق إعادة الانتشار» المؤلفة من ممثلين عن طرفي النزاع اليمني، ستبدأ عملها في مراقبة وقف اطلاق النار في الحديدة (غرب) خلال ساعات.
وبموجب الاتفاق، ستشرف اللجنة على «عمليات إعادة الانتشار والمراقبة، وستشرف أيضا على عملية إزالة الألغام من مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى» في المحافظة الواقعة في غرب اليمن.
ومن المفترض أن يقوم رئيس اللجنة بتقديم تقارير أسبوعية حول امتثال الأطراف بالتزاماتها.
وقبل وقت قصير من بدء سريان الهدنة، طلبت وزارة الدفاع في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا من عسكرييها أن «يتم إيقاف إطلاق النار في محافظة الحديدة ومدينة الحديدة».
بدورهم، تعهد الحوثيون وقف إطلاق النار، وكتب المسؤول السياسي في صفوف الحوثيين محمد عبد السلام على حسابه على تويتر «نؤكد الالتزام بالاتفاق ووقف العمليات العسكرية في محافظة الحديدة».
وكان مصدر في التحالف الذي تقوده السعودية، أكد ان التحالف «لا نية لديه لخرق الاتفاق، وسيقوم بكل ما بوسعه لاحترامه».