قدم المحقق الخاص روبرت مولر تقريره الذي طال انتظاره إثر تحقيقات استمرت طيلة عامين حول التدخل الروسي المفترض في الانتخابات الرئاسية عام 2016، دون ان يتضمن إدانة للرئيس دونالد ترامب أو التوصية بذلك.
وظل مضمون التقرير سريا، لكن المدعي العام بيل بار كتب في رسالة إلى الكونغرس أنه قد يكون قادرا على تلخيص «استنتاجاته الأساسية» وعرضها على المجلس التشريعي خلال أيام.
قضت هذه القضية حكم ترامب منذ توليه السلطة لما تحفل به من ادعاءات غير مسبوقة بالتواطؤ أو حتى الخيانة من قبل رئيس أميركي بالتعاون مع موسكو، بعد هزيمة هيلاري كلينتون المفاجئة في الانتخابات.
وظل ترامب يؤكد طوال الوقت أنه ضحية حملة «مطاردة» بينما تقول المعارضة الديموقراطية التي باتت تسيطر على مجلس النواب إن ترامب لم يقدم شرحا وافيا لطبيعة صلاته مع روسيا.
ومع اختتام مولر مهمته كمحقق خاص، بات الأمر متروكا الآن للمدعي العام بار الذي عينه ترامب، لتحديد مقدار ما سيتم نشره من محتوى التقرير.
وأمام الضغوط العامة والسياسية للكشف عن كامل محتوى التقرير، قال بار إنه «ملتزم بأكبر قدر ممكن من الشفافية».
وهناك معلومة رئيسية واحدة أكدتها بالفعل وزارة العدل وهي أن مولر لا يوصي بتوجيه اتهامات أخرى.
ولم يعلق ترامب على الأمر، بينما كان ينتظر التقرير، وقالت المتحدثة باسمه سارة ساندرز إن البيت الأبيض يتطلع الآن إلى أن «تمضي العملية قدما».
وخلال التحقيق الذي أجراه، وجه مولر اتهامات إلى نحو 30 من الأفراد والكيانات، بما في ذلك 25 من الروس و6 من مساعدي ترامب السابقين.
لكن الأخبار التي تفيد بعدم التخطيط لتوجيه مزيد من الاتهامات تعني أن شخصيات قريبة من الرئيس بمن في ذلك ابنه دونالد ترامب جونيور وصهره القوي جاريد كوشنر يمكن أن ينعما براحة البال.
ويقول الخبراء القانونيون إن مولر ربما نبش معلومات حول وجود صلات بين ترامب وروسيا لكن ليس بما يكفي كعناصر إثبات أمام القضاء.
وهذا لا يعني، مع ذلك، أن القضايا ستزول. إذ يمكن أن يظل بعضها موضوع تحقيقات قسم الاستخبارات التابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي، وقد تولى بالفعل بعض المدعين الاتحاديين التحقيق في بعض الجرائم المزعومة.
ومن بين العديد من الأسئلة التي لم تلق إجابة، حجم تعاملات ترامب التجارية مع روسيا والتي تشمل مسعى لم يكشف عنه سابقا لبناء برج ترامب في موسكو، مع استمرار المحادثات حتى عام 2016.
لكن الرئيس الأميركي قد يكون قادرا على القول إنه كان بريئا منذ البداية لأن مولر لم يثبت أي تواطؤ.
وتدور المعركة الآن حول مقدار ما سينشر من التقرير ومن يمكنه الاطلاع على ذلك، حيث دعا الديموقراطيون على الفور إلى نشر محتواه، وقالت رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر في بيان مشترك «من الضروري أن ينشر بار التقرير كاملا وتقديم الوثائق والنتائج الأساسية للكونغرس».
وأضاف البيان أنه يجب على بار ألا «يعطي الرئيس ترامب أو محاميه أو موظفيه الحق بأي معاينة سريعة للنتائج والأدلة التي توصل إليها المحقق الخاص مولر، ويجب ألا يسمح أيضا للبيت الأبيض بالتدخل في القرارات حول الأجزاء التي يجب نشرها».
كيليان بين دونالد وزوجها جورج
وكالات: الملاسنة التي تضج بها أجهزة الإعلام الأميركية حاليا بين الرئيس دونالد ترامب وجورج كونواي كانت ستعتبر أمرا عاديا في سياق رئاسة ترامب التي كثيرا ما اتسمت بغرائب لم تعرفها اي رئاسة أميركية سابقة. ولكن كونواي ليس شخصية عادية، فهو من جهة ليس موظفا حاليا او حتى سابقا في إدارة ترامب، ولكن ما هو غير عادي ان تكون زوجته كيليان موظفة في البيت الأبيض كمساعدة للرئيس.
وبينما سبق ان نقل عن كثيرين من المقربين من ترامب تصريحات مهينة له إلا انه لم يحدث ان تحدث زوج مساعدة لترامب علنا عن ان الرئيس يعاني من تردي صحته العقيلة وعن انه مضطرب ومصاب بمرض الكذب.
ترامب سارع الى الرد على كونواي بقسوته المعهودة واصفا إياه بأنه غيور من نجاح زوجته وساخط لأن ترامب لم يمنحه وظيفة في إدارته وبأنه بالكاد يعرفه، ناعتا إياه بأنه «زوج من الجحيم».
كل هذا وضع الزوجة كيليان في موقف لا تحسد عليه. ويبدو انها توصلت الى مخرج ينقذ ماء الوجه أو ربما ينقذ بالأحرى وظيفتها وزواجها في آن واحد. فقد تحدثت في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» عن ان هجوم زوجها على الرئيس كان غريبا وفي الوقت ذاته توجهت بالشكر لترامب لدفاعه عنها.
ولكن كيليان صححت رواية الرئيس عن عدم إعطائه وظيفة لزوجها بقولها ان جورج هو الذي وضع نفسه خارج المنافسة على منصب رفيع في وزارة العدل لأنهما ارتأيا معا ان الوقت ليس مناسبا لكي يشغل كلاهما وظيفة رفيعة في الإدارة.
وردا على سؤال حول ما اذا كان زوجها يريد منها ان تستقيل قالت: «بالتأكيد، ولكن ما الرسالة التي سيوجهها ذلك؟».