مع استمرار ارتفاع الاصابات بفيروس كورونا المستجد بشكل متسارع، وتجاوزها 18 مليونا ونحو 560 ألفا وتجاوز عدد الوفيات الـ 700 ألف، وبانتظار اللقاح البعيد المنال على المدى القريب تلوذ العديد من دول العالم بتشديد الاجراءات الاحترازية وعلى الأخص فرض ارتداء الكمامات والإغلاق من جديد للحد ما أمكن من تفشي الجائحة.
و كشف إحصاء لرويترز أن إجمالي الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا تجاوز 700 ألف شخص على مستوى العالم أمس، وكانت الولايات المتحدة والبرازيل والهند والمكسيك من أعلى الدول تسجيلا للوفيات.
ووفقا لحسابات رويترز التي استندت إلى بيانات من الأسبوعين الماضيين يتوفى 5900 شخص في المتوسط كل أربع وعشرين ساعة نتيجة الإصابة بمرض كوفيد-19. ويعني ذلك وفاة 247 شخصا كل ساعة أو شخص كل 15 ثانية.
ومع ذلك مازال الرئيس الأميركي دونالد ترامب يؤكد أن تفشي فيروس كورونا تحت السيطرة في الولايات المتحدة التي تجاوز عدد الوفيات فيها 157 ألف شخص في ظل استجابة غير منظمة لأزمة صحة عامة عجزت عن الحد من ارتفاع عدد الحالات.
ومثله الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، الذي يقلل من خطورة الوباء وعارض إجراءات الإغلاق على الرغم من إصابته وعدد من وزراء حكومته بالفيروس.
وتعاني بلدان في أنحاء أخرى من العالم، تم فيها الحد من انتشار الموجة الأولى، من زيادات يومية قياسية في الحالات الجديدة مما يشير إلى أن المعركة لم تنته بعد.
ورصدت اليابان وهونغ كونغ وبوليفيا والسودان وإثيوبيا وبلغاريا وبلجيكا وأوزبكستان وإسرائيــل ارتفاعات قياسية في حالات الإصابة في الآونة الأخيرة. كما أعلنت أستراليا عددا قياسيا من الوفيات الجديدة أمس.
ومع هذه الارتفاعات، يزداد فرض وضع الكمامة بسرعة خاصة في المدن الأوروبية للحد من انتشار الفيروس، لاسيما في فرنسا، المهددة بعودة غير خاضعة للسيطرة للوباء.
وأصبح وضع الكمامة إلزاميا، اعتبارا من أمس، حتى في الهواء الطلق في أكثر المناطق ازدحاما في مدينة تولوز، الواقعة في جنوب غرب فرنسا. كما سيفرض هذا التدبير قريبا في باريس ومدن أخرى، بحسب السلطات.
كما فرضت هولندا وضع الكمامات في الأحياء التجارية في روتردام.
ويتصاعد التوتر لدى الحكومة الفرنسية مع تحذير المجلس العلمي، الذي يقدم النصائح للسلطات في التعامل مع الأزمة من احتمال «عودة انتشار الفيروس بدرجة عالية» بحلول الخريف.
وقـــررت الحكومــــة الايرلندية، من جانبها، تأجيل المرحلة الأخيرة من فك الإغلاق، والتي تشمل إعادة فتح جميع الحانات والفنادق.
وقررت ايرلندا أيضا جعل وضع الكمامة إلزاميا في المتاجر ومراكز التسوق اعتبارا من 10 أغسطس.
عربيا، أعلن وزير الصحة التونسية أمس فرض وضع الكمامات في كامل البلاد للحد من انتشار الفيروس على أن يتم إقرار عقوبات للمخالفين.
وقال وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال محمد الحبيب الكشو في مؤتمر صحافي «وضع وسائل الحماية وخاصة الكمامات إجباري وسيتم إقرار عقوبات (للمخالفين) وغدا سيكون هناك مجلس وزاري لإقرار نوعية العقوبات».
وسيتم تطبيق القرار في الأماكن العامة داخل البلاد وفقا لوزارة الصحة.
ومنذ 27 يونيو سجلت السلطات الصحية في البلاد 346 حالة مستوردة و66 حالة محلية.
وفي آسيا، قال وزير الصحة الأفغاني خلال مؤتمر صحافي أمس إن نحو 10 ملايين مواطن أصيبوا بالفيروس في أفغانستان.
وأضاف الوزير أنه وفقا لدراسة جديدة، أصيب 31.5% من تعداد السكان البالغ أكثر من 30 مليون نسمة.
وأوضح أن العاصمة كابول سجلت أعلى نسبة إصابات في البلاد، حيث أصيب 53% من المواطنين بالفيروس.
من جهته، أكدت السلطات الصحية في كوريا الجنوبية أمس أنه ثبتت إصابة ستة أشخاص، شاركوا في صلاة عيد الأضحى في مدينة تشونغ جو جنوب شرق سيئول، بكورونا.
ولفتت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية إلى أنه من المعروف أن حوالي 340 شخصا أجنبيا مقيمين في كوريا الجنوبية حضروا هذا التجمع الديني الإسلامي الذي نظمه المركز الثقافي الإسلامي في المدينة،
ما يثير مخاوف من انتشار فيروس كورونا على نطاق واسع في المجتمع. وأوضحت السلطات الصحية أن المصابين الستة أوزبكيون.
وفي القارة السمراء، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن نشر فريق من خبرائها عددهم 43 خبيرا، في دولة جنوب افريقيا يمثلون مختلف المجالات الصحية، وذلك لدعم إدارة الاستجابة لانتشار فيروس كورونا هناك حيث تعتبر جنوب افريقيا الآن من بين الدول الخمس الأولى الأكثر تضررا في العالم وتسجل نحو نصف مليون إصابة، أي ما يزيد على 50% من الإصابات في عموم افريقيا.