-
الجنزوري: ما يحدث ليس ثورة بل انقلاب على الثورة والعناصر المدسوسة هي التي أطلقت الرصاص على المتظاهرين
-
تشييع جثمان مدير إدارة الفتوى الذي سقط في اشتباكات مجلس الوزراء
أكدت مصادر متعددة من بينها وزارة الصحة والسكان المصرية ارتفاع عدد الوفيات جراء أحداث فض اعتصام مجلس الوزراء إلى 9 والمصابين الى اكثر من 200 مصاب، فيما نفى المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يكون الجيش استهدفت «ثوار مصر».
ونقل التلفزيون المصري عن مساعد وزير الصحة للطب العلاجي عادل عدوي قوله «تم تسجيل 44 إصابة جديدة امس فقط من بينهم 38 مصابا تم نقلهم إلى مستشفيات قصر العيني والهلال والمنيرة، فيما تم إسعاف 6 مصابين في مكان الحدث».
في سياق متصل، أمّ مفتي الديار المصرية د.علي جمعة صلاة الجنازة في الجامع الأزهر على جثمان «مدير إدارة الفتوى المكتوبة» بدار الإفتاء الشيخ عماد عفت الذي قتل في أحداث مجلس الوزراء في ساعة متأخرة من مساء اول من امس.
وشارك في صلاة الجنازة أعداد ضخمة رافقت الجثمان حتى ووري الثرى في مدافن عائلته بمنطقة «السيدة عائشة» في القاهرة القديمة مرددين خلال مسيرة التشييع هتافات «قول ما تخافشي.. المجلس لازم يمشي» في إشارة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد حاليا و«الشعب يريد محاكمة المشير» و«يا شهيد نام وارتاح.. واحنا نكمل الكفاح».
وشارك بمراسم تشييع الجثمان أعداد كبيرة من المسيحيين يتقدمهم الأنبا فيلوباتير جميل.
في المقابل، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مصدر بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة قوله ان «القوات المسلحة المصرية لم ولن تستهدف ثوار مصر وإن العناصر التي استمرت في الاحتكاك بالقوات المسلحة امس والتي شاهدناها جميعا على شاشات التلفزيون لم تقابل إلا بضبط النفس حتى تم التصعيد الأخير والذي استوجب إيقاف هؤلاء الخارجين عن القانون».
وأضاف المصدر أن «ما حدث في شارع قصر العيني من مطاردة عناصر القوات المسلحة لمجموعة من البلطجية داخل ميدان التحرير تم بعد إطلاق الرصاص على القوات المسلحة وإحداث العديد من الإصابات وإلقاء زجاجات المولوتوف ما أدى إلى اشتعال النيران في مبنى المجمع العلمي»، مشيرا إلى أن النيابة العامة تتولى التحقيقات في الأحداث وأن «القضاء المصري العادل سيقول كلمته».
الى ذلك، منعت عناصر الجيش امس مسيرة جمعت طلابا وعددا من أعضاء هيئة التدريس في جامعة عين شمس من التقدم باتجاه مبنى وزارة الدفاع في حي «كوبري القبة» احتجاجا على مقتل الشاب علاء عبدالهادي الطالب بالفرقة الخامسة بكلية طب عين شمس.
وقال أمير عبدالرحمن أحد سكان حي «العباسية» لـ «يونايتد برس انترناشونال» عبر الهاتف ان عناصر الجيش مدعومة بآليات مدرعة انتشرت بطول المسافة ما بين جامعة عين شمس في العباسية وحي «كوبري القبة» لمنع المسيرة وحرفها إلى شوارع جانبية، فيما ظلت المسيرة متقدمة حتى توقفت بفعل تمركز الآليات العسكرية قبل نحو 300 متر من مقر وزارة الدفاع.
وأكد عبدالرحمن أن المشاركين في المسيرة رفضوا التحدث إلى اللواء حسن الرويني قائد المنطقة المركزية العسكرية وأعطوه ظهورهم مرددين هتافات «علاء دكتور رفض حكم الديكتاتور»، و«يا علاء نام وارتاح واحنا نكمل الكفاح».
وكانت اشتباكات عنيفة بين عناصر الجيش والأمن المصري وأعداد كبيرة من المتظاهرين قد وقعت في وقت سابق امس في الشوارع المحيطة بميدان التحرير وسط القاهرة.
وقامت عناصر من قوات الشرطة العسكرية وقوات سلاح المظلات بتوقيف العشرات من المتظاهرين واقتادتهم إلى جهات غير معلومة.
وحمل رئيس مجلس الوزراء كمال الجنزوري في بيان ألقاه في وقت سابق عبر التلفزيون المصري من سماهم بـ «عناصر مدسوسة» مسؤولية تدهور الأوضاع جراء قيامها «بضرب الرصاص على المتظاهرين»، معتبرا أن من تم القبض عليهم بالأمس حولوا إلى النيابة العامة ولم يتم تحويلهم إلى النيابة العسكرية.
وأضاف الجنزوري أن ما حدث يشير إلى أن هناك أطرافا لا تريد تحسن الأداء الأمني الذي كان بدأ يثمر خلال الأيام الماضية، معتبرا أن ما يحدث ليس ثورة بل هو «انقلاب على الثورة».
في المقابل، رفضت حركة «شباب 6 أبريل» بيان الجنزوري مشككة فيما تضمنه حول «وجود عناصر مدسوسة أطلقت الرصاص على المتظاهرين».
وقال محمود عفيفي الناطق الرسمي للحركة في تصريح للموقع الإلكتروني لصحيفة «الأهرام» ان «البيان الذي ألقاه الجنزوري عار تماما عن الصحة، خاصة فيما يتعلق بنفيه استخدام قوات الجيش العنف المفرط مع المتظاهرين»، مؤكدا أن الحركة تطالب بمناظرة إعلامية مفتوحة مع الجنزوري تذاع عبر وسائل الإعلام الرسمية لتقدم فيها الحركة ما لديها من صور وفيديوهات وشهادات عيان حول أحداث مجلس الوزراء.
وأضاف عفيفي أن «الحركة لديها أدلة تثبت استخدام قوات من الجيش للعنف المفرط في التعامل مع المتظاهرين وسحلهم».
وكانت اشتباكات عنيفة بين آلاف المتظاهرين والمعتصمين وبين عناصر الجيش وقوات الأمن وقعت في وقت سابق امس في ميدان التحرير جراء قيام عناصر من الجيش بفض الاعتصام المفتوح الذي بدأه الآلاف منذ مساء 18 نوفمبر الماضي.
وقامت عناصر من الشرطة العسكرية وسلاح المظلات بإحراق خيام المعتصمين وسط ميدان التحرير واستخدام الهراوات لتفريق المتظاهرين الذين ردوا برشقهم بالحجارة ما أدى إلى سقوط عدد من المصابين.
ودارت اشتباكات متقطعة بين الجانبين بالميدان وبالشوارع المحيطة به خاصة شارع قصر العيني وآخر شارع طلعت حرب وشارع الشيخ ريحان ومدخل ميدان التحرير ما بين بنايتي وزارة الخارجية القديمة وجامعة الدول العربية.
وكانت اشتباكات عنيفة وقعت بين الجانبين على مدار اول من امس أمام مبنى مجلس الوزراء في شارع القصر العيني لإنهاء اعتصام مفتوح قام به نحو 500 مواطن رفضوا تولي د.كمال الجنزوري رئاسة حكومة الإنقاذ الوطني في البلاد.
النيران تلتهم المجمع العلمي المصري الذي أنشأه نابليون في القاهرة
أتت النيران على محتويات المجمع العلمي المصري أحد أقدم الجهات العلمية في القاهرة والذي أنشأته الحملة الفرنسية عام 1798 بقرار من قائدها نابليون بونابرت.
واشتعلت النيران مساء اول من امس في المبنى الأثري الذي يقع في نهاية قصر العيني ويطل على ميدان التحرير الذي شهد اشتباكات بين ألوف المحتجين وقوات الجيش بعد قيام قوات الشرطة العسكرية بفض اعتصام مئات النشطاء في شارع مجلس الشعب الذي يوجد فيه مقرا مجلس الوزراء ومجلس الشعب. ويضم المجمع العلمي عشرات الآلاف من الكتب والمخطوطات والوثائق.
وحاول مراسل «رويترز» دخول المبنى فحذره مواطنون وضباط قائلين إنه معرض للانهيار في أي وقت.
ونقلت بوابة الأهرام الإلكترونية عن محمد الشرنوبي الأمين العام للمجمع قوله إن الحريق «أتلف كل محتوياته تماما التي تمثل تراث مصر القديم.. كل المؤلفات والمقتنيات منذ عام 1798 حتى اليوم أتلفت تماما جراء الحريق.. احتراق هذا المبنى العريق بهذا الشكل يعني أن جزءا كبيرا من تاريخ مصر انتهى».