طلبت فرنسا اول من امس من السلطات المصرية اجراء «تحقيق شامل وشفاف حول دوافع ومسؤوليات» الخراب الذي لحق بالمجمع العلمي المصري خلال اخماد حريق الاسبوع الماضي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو خلال تصريح صحافي ان هذا الخراب الذي حصل على هامش مواجهات بين متظاهرين وقوات الامن «مأساة للثقافة العالمية ويظهر، فيما لو كان ثمة من حاجة لذلك، المخاطر الكبيرة التي تتهدد التراث الانساني الذي تحتضنه مصر».
واضاف «من الضروري والملح ان تتخذ السلطات المصرية كل الاجراءات اللازمة لحماية هذا التراث التاريخي الاستثنائي والمحافظة عليه».
وتابع المتحدث ان «هذه الكارثة الثقافية تضاف الى المأساة المتمثلة بالوفيات الناتجة عن مواجهات الايام الاخيرة، ما يدفعنا الى الطلب بالحاح من السلطات المصرية تسهيل عودة الحوار بأسرع وقت وتوفير الظروف الطبيعية لممارسة حرية التعبير والتظاهر السلمي».
واوضح فاليرو ان فرنسا مستعدة لدرس اي طلب دعم من الحكومة المصرية لاعادة تأهيل المجمع العلمي المصري.
من جانبه، ابدى وزير الثقافة الفرنسي الاثنين الماضي فريديريك ميتران «حزنه» لحريق المجمع المصري، وهو مبنى «يشكل جزءا من الذاكرة الحية لمصر» و«يجسد الصلات الثقافية القوية جدا بين هذا البلد وفرنسا».
واعرب ميتران في بيان عن «حزنه الكبير لخسارة جزء كبير من وثائق الارشيف والاعمال التاريخية ذات القيمة التراثية التي لا يمكن تقديرها» نتيجة هذا الحريق.
واعلن ان وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة الخارجية «مستعدة لتجنيد طاقاتها في المكتبة الوطنية الفرنسية» حيث سبق ان ساعدت معهد الآداب العربية في تونس بعد حريق في يناير 2010.
وبات المجمع العلمي المصري الذي انشأه نابوليون بونابرت عام 1798 مجرد انقاض بعد احتراق وثائق من الارشيف واعمال تاريخية نادرة، وكان يضم 200 الف قطعة تاريخية بعضها نادر، ترتبط بتاريخ مصر وجغرافيتها.