أسامة أبوالسعود
مطالبات بالجملة وجهها المصريون في الكويت لرئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب المصري د.عصام العريان خلال اللقاء المفتوح الذي نظمه السفير المصري عبالكريم سليمان مساء امس الاول بمبنى السفارة بالدعية، علها تجد آذانا صاغية في عهد الثورة فتحسمها وتركزت معظمها حول اقامة مدرسة مصرية في الكويت وحل مجلس الجالية واعادة انتخاب اعضائه وتخفيض الرسوم القنصلية وبناء مدن للمغتربين في ام الدنيا اسوة بالنقابات المهنية وغيرها.
بدأ العريان حديثه وسط حضور كبير بالتأكيد على ان مصر هي القاطرة التي اذا تحركت في الاتجاه الصحيح تبعها العالم العربي كله، مؤكدا ان الجميع يعلق آمالا كبيرة على مصر المستقبل وشعبها، مشددا على اهمية العلاقات المستقبلية مع الدول العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص، حيث ان مصر ستبقى العمق الاستراتيجي والامني للعالم العربي وخاصة الخليج.
ودعا العريان كل من لديه اي مشكلة ان يتقدم بها الى لجنة العلاقات الخارجية وسيتم استدعاء المسؤول عنها لحلها فورا مشددا على ان كل صاحب حق سيأخذ حقه اذا كان له حق، اما لو كان ارتكب خطأ فليتحمل نتيجة خطئه، مشددا على ضرورة الالتزام بالقوانين المعمول بها في الكويت واحترام عادات وتقاليد الشعب الكويتي.
واضاف نحن لا نصدر الثورات فنحن عانينا من حكم فاسد مستبد ولذلك كان لابد من تطهير البلد الذي نهبت ثرواته وعانى من فساد مالي واداري رهيب، متمنيا الا يعاقب المصريون العاملون في الخارج بسبب ثورتهم، متابعا القول نحن على ثقة بأن العمالة المصرية ستعامل بشكل افضل من السابق.
واشار الى اهمية ان يتكاتف الجميع داخل وخارج مصر من اجل بناء مصر المستقبل، قائلا نحن نخطو اولى خطواتنا نحن بناء دولة مصرية حديثة، دولة ديموقراطية ودستورية ومدنية، دولة الحق والعدل والقانون، دولة المواطنة وتكافؤ الفرص، بعد ان شهدت مصر انتخابات نزيهة وحرة، شارك فيها لاول مرة المصريون في الخارج، وتم تشكيل مجلس الشعب والشورى، اللذين شهدا تنوعا كبيرا وتضمنا 23 حزبا بنسب مختلفة، ويحملان توجها مختلفا في الرأي.
واضاف «نحن في طريقنا لانتخاب رئيس جديد وتشكيل الجمعية التأسيسية لوضع دستور جديدة»، مشيرا الى ان المصريين بالخارج سيكون لهم ممثلان في هذه الجمعية التأسيسية احدهما من المنطقة العربية والآخر من اوروبا واميركا، كما سيكون لها موقع للتواصل مع كل من له مساهمة في شكل ومضمون الدستور، ليخرج معبرا عن جموع الشعب المختلفة.
وشدد على ان مصر تضع قدمها على بداية الطريق الصحيح، بالرغم من محاولات البعض عرقلة مسيرتها، وابعادها عن غاياتها، ولكن مصر قوية برجالها وشبابها ونسائها، وروحها المتسامحة التي تجعلها تعلو فوق الجميع، وعلينا ان نتحمل مسؤوليتنا كشعب وبرلمان ورئيس منتخب لنعيد لمصر مكانتها وتعويض ما فاتها خلال السنوات الماضية.
وأكد ان مصر ينتظرها مستقبل مشرق خلال السنوات المقبلة، وبالرغم من سوء الادارة والفساد والسرقات التي عانت منها على مدى سنوات طويلة، مازالت قادرة على ان تقف على قدميها وتتخطى الصعاب وهذه هي مصر الشامخة على مر العصور القادرة على استيعاب الجميع المؤثرة في كل من حولها، مشيرا الى ثقته بأن مصر ستصبح خلال السنوات العشر المقبلة في مصاف الدول الكبرى.
وأكد ان الاخوان ليس لهم مرشح للرئاسة وانهم لم يدعموا البرادعي في يوم من الايام كمرشح للرئاسة، وحول محاكمة مبارك قال ليس منطقيا ان يحاكم على ما ارتكبه بعد 25 يناير، يجب محاكمته على كل جرائمه السابقة، مشددا ليس هدفنا الانتقام او التشفي لكن هدفنا بناء وطن، ولذلك يجب اعادة النظر في كل التشريعات والقوانين التي عفى عليها الزمن ومن ايام نابليون بونابرت.
وحول استرداد الاموال المهربة اكد ان هناك لجنة تعمل على قدم وساق من اجل ذلك وانهم يريدون قوانين وتشريعات لحفظ حق مصر ولا يريدون قوانين ثورية، لافتا الى تأييدهم استقلال القضاء.
واشار الى مناقشة قانون جديد لجمعيات النفع العام والمنظمات الاهلية يضمن استقلالها ورقابتها في آن واحد، وطالب المصريين بالخارج بتسجيل انفسهم في السفارات والقنصليات وذلك لضمان حقوقهم، لافتا الى اهمية تغيير النظرة السابقة لها، ومحو حالة النفور والتخوفات التي عانى منها المصريون وفتح صفحة جديدة.
من ناحيته اكد محمد السعيد ادريس رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب ان المصري خارج بلده يجب ان يكون جزءا مما يحدث داخلها ويمارس حقه في المواطنة بشكل كامل، وان السفارة في الخارج هي بيت كل المصريين، ولها دور مختلف بعد الثورة في المحافظة على كرامة المصريين والدفاع عن حقوقهم، مشيرا الى ان الجالية المصرية في الكويت هي جالية مميزة وكبيرة العدد ومحط تقدير واحترام من الجميع.
واشار الى ان لجنة حقوق الانسان في المجلس ستقوم بزيارات لتقصي الحقائق حول اوضاع المصريين بالخارج ودراسة القوى العاملة ومشاكلها، ومحاول تقديم كل مساعدة ممكنة.
واوضح ان هناك قوى متعددة داخل وخارج مصر تسعى لعرقلة مسيرتها وتحجيم قدراتها لانهم يعلمون ان مصر مارد عملاق اذا انطلقت قدراته فسيبلغ عنان السماء، وطالب الجميع بالمحافظة على ثورتهم التي ضحوا من اجلها بالارواح الذكية وخيرة الشباب وان يتكاتفوا من اجل مصر.
وقد ناقش د.العريان وادريس مع الحاضرين عددا من المشاكل التي يواجهونها ومنها عدم وجود مدرسة مصرية تدرس المناهج المصرية حتى لا يتعرض الطلاب لنسبة مكتب التنسيق التي تعيق الكثيرين من الالتحاق بالجامعات المصرية ويتوجهون الى الجامعات الخاصة. كما طرح خلال اللقاء القيمة المبالغ فيها لسعر بيع الاراضي للعاملين في الخارج بما يفوق طاقتهم، والمطالبة بالتمثيل في المجالس النيابية في الانتخابات المقبلة.
وطالب عدد من ابناء الجالية المصرية بأن يكون للمصريين بالخارج وزارة او هيئة مستقلة، كما طالبت بتمثيل بنيابي للعاملين بالخارج حيث انهم يمثلون 10% من الشعب المصري ومن حقهم 50 مقعدا في البرلمان، ووعد النائبان بدراسة جميع المقترحات وحل العاجل منها.
كما اقترح السفير المصري عبدالكريم سليمان ان يخصص شهران لتسجيل المصريين في الكويت اسماءهم لدى السفارة او القنصلية لإتاحة الفرصة لانتخاب مجلس جالية جديد من الاسماء التي سجلت نفسها لدى السفارة المصرية.