بيروت - منصور شعبان
أصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب مذكرة بإعلان الحداد الوطني العام، وتنكيس الأعلام اللبنانية، الأحد والاثنين، لوفاة رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان عن عمر يناهز 85 عاما (مواليد 1936 ميس الجبل- جنوب لبنان). ويعتبر الشيخ قبلان أحد أهم علماء لبنان وواحدا من الركائز السياسية على مدى عقود كانت الحرب الأهلية أبرزها حيث شكل، في مرحلة الثمانينات، ثنائيا من موقعه المفتي الجعفري الممتاز مع نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، آنذاك، الشيخ الراحل محمد مهدي شمس الدين، إذ لعبا دورا وطنيا معتدلا في ظل غياب الإمام السيد موسى الصدر.
وفيما فتح المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أبوابه لاستقبال المعزين حضر الرئيس المكلف تأليف الحكومة نجيب ميقاتي لتقديم واجب العزاء.
وكان المسؤولون وقادة الأحزاب في لبنان نعوا الشيخ الراحل عبدالأمير قبلان، وأجمعوا على الإشادة بمواقفه، تقدمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي حضر إلى مستشفى الزهراء، فور علمه بالنبأ، وقد نعى ببيان مؤثر إلى اللبنانيين عامة والمسلمين خاصة رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ورئيس الهيئة الشرعية في حركة أمل سماحة الإمام الشيخ عبدالأمير قبلان.
وقال: «ننعيه الى الأمة قامة وطنية نذرت نفسها حتى الرمق الأخير دعوة دائمة للوحدة بالكلمة الطيبة والعمل الصادق». وكذلك أصدر رئيس الجمهورية ميشال عون بيانا نعاه فيه: «نفتقد داعية وئام وتضامن ووحدة ومناضلا في إرساء أسس عيش مشترك».
أما رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب فقد اعتبر في نعيه أن لبنان خسر أحد أبرز رموز الحوار والاعتدال والتعايش والوحدة».
ونعى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان الشيخ قبلان قائلا: «برحيله فقدنا عالما جليلا ومرجعية روحية دينية كبرى». وأضاف: «بوفاة الإمام الشيخ عبدالأمير قبلان، خسرت الساحة اللبنانية والعربية رجل المواقف والشخصية الفذة ورمزا من رموز الوحدة الإسلامية في لبنان. تميزت حياته بالتسامح والمحبة والانفتاح بالكلمة الساطعة ومكارم الأخلاق والحكمة والاعتدال وسعة الصدر والشجاعة والجرأة لقول الحق، داعية لوحدة اللبنانيين وعروبة لبنان، وله العديد من الإنجازات الدينية والوطنية، وبخاصة في القمم الروحية التي كانت تعقد في دار الفتوى وبكركي والمجلس الشيعي ودار الطائفة الدرزية. كان من دعاة التكامل والتلاقي بين المذاهب والطوائف، ومن أبرز الداعين إلى الحوار والتقارب خدمة للإنسانية. من قادة العيش المشترك والوحدة الوطنية والحوار ودعائمهم، وتشهد له المؤتمرات التي كان يشارك فيها في العالم، ما له من دور مميز ومكانة مرموقة في هذا الإطار، ونحن أحوج ما نكون لأمثاله في لبنان والوطن العربي والإسلامي».
وقدم البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، في بيان، باسمه وباسم الكنيسة المارونية التعازي القلبية للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بوفاة الإمام الشيخ عبدالأمير قبلان، ولعائلة الفقيد «الغالي والطائفة الشيعية العزيزة». وقال: «إذ نشارككم الصلاة لراحة نفسه، فإننا نذكر طيب علاقته ومودته تجاه الكرسي البطريركي وشخص البطريرك، ونؤكد أنه كان قيمة مضافة روحية ووطنية. عوضنا الله بأمثاله لخير لبنان وحماية أصالة العيش المشترك، مصدر وحدته ورسالته وطيب عيشه بروح الأخوة الإنسانية».
من جهته، نعى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز - رئيس المجلس المذهبي الشيخ نعيم حسن الى اللبنانيين الشيخ قبلان قائلا: «عرفناه رجل مواقف قائمة على مبادئ وطنية راسخة في ثوابت التفهم والمشاركة والعيش المشترك وتضافر الجهود ليبقى لبنان بجيشه وشعبه الصامد قادرا على مواجهة كل التحديات».
الرئيس سعد الحريري رأى «برحيل الشيخ عبد الأمير قبلان تنطوي صفحة من صفحات القيادات الروحية الوطنية التي تميزت بالطيبة والصراحة ونذرت حياتها لخدمة لبنان ووحدة أبنائه».
أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله نعاه بقوله:«مدافع قوي عن القضية الفلسطينية وعن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة ومقاومته الباسلة، كما كان سماحته سندا قويا للمقاومة في لبنان حتى النفس الأخير، داعيا وداعما ومؤيدا ومدافعا».
وتقدم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي من اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا، بأحر تعازيه بوفاة رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، ورئيس الهيئة الشرعية في حركة «أمل»، الإمام الشيخ عبدالأمير قبلان.
إلى ذلك، أعلن المجلس الشيعي الأعلى أن الصلاة على الجثمان عند الساعة الثانية، من بعد ظهر غد الثلاثاء 7 سبتمبر 2021، من مقره، ويشيع إلى مثواه الأخير في روضة الشهيدين بالضاحية الجنوبية لبيروت.