- سلام يكرر: وضع الحكومة غير سليم
- أوساط سياسية لـ «الأنباء»: زيارة الحريري إلى قائد الجيش شغلت بال فرنجية وبعض الحلفاء
بيروت ـ عمر حبنجر
بدأ أمس جمع النفايات في شوارع وحقول اللبنانيين تحت جنح الظلام بعد 8 أشهر من التريث والانتظار وسط القمامة المتراكمة وبيئتها الوبائية.
ويأمل اللبنانيون ألا يقتصر الأمر على جمع النفايات وطمرها، دون الحقائق لمعرفة كيف وصلت الأمور الى ما وصلت اليه، ومن تغاضى ومن غطى ومن سمسر او شارك او لعب دور الملاك الحارس في السلطة لشركات النفايات، التي تحولت الى مناجم للمعادن الثمينة.
لقد غرقت شوارع اللبنانيين وبيوتهم بسيول النفايات وعصائرها الجالبة للأمراض دون ان يرف جفن لدى الطبقة السياسية المستثمرة لهذا الوضع.
المشكلة تتكرر مع اكتشاف وزارة الصحة العامة مواد مسرطنة في القمح الذي يأكل اللبنانيين دقيقه، في حين تنفي وزارة الاقتصاد معلومات «الصحة» جملة وتفصيلا.
ويخشى ان يكون وراء هذه المشكلة، صفقة او تغطية لصفقة، وفق ما يرى اللبنانيون في خلفية أزمة النفايات، التي أعادت شركة «سوكلين» الى هذا الميدان مع من وراءها من سياسيين ورجال أعمال، ومنظومة فساد سياسي وإداري تتنقل من ملف إلى آخر.
النفايات السياسية، هي جوهر مشكلة اللبنانيين مع زعمائهم، هم يختلقون المشكلة ليقبضوا بدل أتعاب الحل، واللبنانيون يدركون كل ذلك بالسليقة او الاعتياد، لكن اهتمامهم سرعان ما يتحول الى معالجة المشكلة، مع نسيان اسبابها.
المشكلة الجديدة هي في نوعية القمح الذي هو خبز اللبنانيين ولقمة عيشهم، مسرطن او غير مسرطن، وزير الصحة يقول ان بعضه مسرطن، ووزير الاقتصاد ينفي ويؤكد العكس.
والظاهر ان الكلمة الفصل هنا ستكون لوكلاء القمح في الاسواق اللبنانية، وليس للمختبرات العلمية، وقد يغدو المهرب الوحيد للبنانيين من هذه المحنة الجديدة، الاستعاضة عن الخبز بالبسكويت، عملا بنصيحة ماري أنطوانيت الشهيرة، ولكن أليس البسكويت من منتجات القمح أيضا؟
أوساط سياسية معنية ردت الحسم الذي اقترن به ملف النفايات المزمن، الى جدية تهديد رئيس الحكومة تمام سلام بالاستقالة، وبالتالي خشية القوى السياسية من تداعيات هذه الاستقالة بغياب رئيس الجمهورية.
ونقل عن سلام امس اعترافه بأن وضع حكومته ليس سليما، وان انهيارها يعني انهيار لبنان في ظل الشغور الرئاسي والشلل اللبناني، معتبرا انه اذا انهار لبنان هذه المرة فلن يجد من ينقذه كما حصل عام 2008، في الدوحة.
كاشفا عن انه كتب استقالته ذات يوم بعدما شعر بأنه وصل الى حائط مسدود، مقرا بأن لبنان أخطأ وقصر بحق دول الخليج العربي، مؤكدا انه سيعمل على إصلاح هذا الخطأ ومتعهدا بالتزام الإجماع العربي في كل الاستحقاقات المقبلة، وقال: ان الحل الوحيد لمواجهة حزب الله بقوته العسكرية والسياسية سيكون باعتماد خيار الدولة.
وتضيف الأوساط ان الرئيس سعد الحريري قاد التحرك لمعالجة ملف النفايات، بالتنسيق والتعاون مع النائب وليد جنبلاط، تحت عنوان المحافظة على الاستقرار الحكومي.
رئاسيا، تقول الأوساط ان زيارة سعد الحريري الى قائد الجيش العماد جان قهوجي وعقده خلوة معه قبل وصول وزير الدفاع سمير مقبل، تركت علامات استفهام عدة، لدى المرشح الرئاسي سليمان فرنجية؟