بيروت ـ عمر حبنجر
زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الى واشنطن لازالت في طليعة المتابعات اللبنانية، هناك من يعتبرها مفصلية على مستوى الوضع اللبناني، وهناك من يراها عابرة في جوانبها السياسية، كونها زيارة خاصة في الاساس، كما يقول مستشاره الاقتصادي د.نديم المنلا، والمراهنون على الزيارة لا يستبعدون لقاءه الرئيس دونالد ترامب بعلامة هبوط طائرته الخاصة في قاعة اندروز الجوية حيث مهبط كبار الضيوف، وفي ضوء مثل هذا اللقاء يتحدد مسار العلاقات بين الدولة وحزب الله.
لقاءات الحريري الرسمية تبدأ غدا وتنتهي بعد غد الجمعة، وقد انجز البرنامج الرسمي للزيارة التي ستبدأ بلقاء وزير الخارجية مايك بومبيو.
لقاء «سيدة الجبل» في لبنان اعتبر في بيان له امس ان مهمة الرئيس الحريري في واشنطن لن تكون سهلة، وخصوصا في سعيه لاقناع الاميركيين بأن الدولة في لبنان شيء وحزب الله شيء آخر، بعدما ازيلت كل الحدود الفاصلة بين الكيان اللبناني ومصالح الحزب على مختلف المستويات.
وجاء في البيان ان معالجة قضية قبرشمون عززت اعتقاد الكثيرين من ان الحزب هو الآمر الناهي في لبنان، وان ما حصل كان كمينا سياسيا لإنهاء وضعية وليد جنبلاط الذي رفض، ولا يزال، الالتحاق بحلف الاقليات الطائفية الذي ترعاه ايران في المنطقة.
وسيلتقي الحريري حكماً طاقم وزارتي الخارجية والخزانة الاميركيتين وعلى رأسهم ديفيد شانكر الذي حل محل ديفيد ساترفيلد في موقع مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط والذي سيتابع الملفات التي تعني لبنان، وابرزها ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان واسرائيل.
مصادر متابعة اعتبرت ان ممارسة واشنطن الضغوط على الحريري بشأن حزب الله لن تعطي ثمارا في ظل الوضع السياسي المعقد في لبنان والناجم عن وجود حزب الله في مجلس النواب والحكومة في مختلف مجالات السلطة، لكن يبدو ان واشنطن ليست في وارد اخذ هذا الواقع بعين الاعتبار بصرف النظر عن النتائج، كون برنامج الحصار الاميركي لإيران يمر في لبنان وتحديدا في حزب الله.
في غضون ذلك، تابع الرئيس ميشال عون مسار مصالحة الجبل من خلال اتصاله بكل من وليد جنبلاط وطلال ارسلان وشيخ عقل الطائفة الدرزية نعيم حسن والشيخ نصرالدين الغريب معايدا بالاضحى.
بيد ان العلاقات التي اعاد لقاء بعبدا الخماسي اطلاقها لم تصل الى مقاربة ملف التعيينات المتروك في الدرج، وقد نفت مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي الحديث عن قسمة ثلثين لجنبلاط وثلث لارسلان في وظائف الموحدين الدروز.