عاد مشهد معاناة عشرات آلاف السوريين النازحين في الشمال الذي يتكرر كل عام، مع العاصفة المطرية القوية التي ضربت سورية في الأيام الأخيرة وألقت بثقلها على النازحين قاطني المخيمات العشوائية بمناطق ريف إدلب الشمالي والغربي وريف حلب، حيث أفاد نشطاء عن غرق العديد من المخيمات وتهدم في خيم أخرى رغم أنها مدعمة بالإسمنت.
وقال نشطاء إن العديد من المخيمات في منطقة كفرعروق بريف إدلب الشمالي، وأخرى في مخيمات حارم، غرقت بسبب العاصفة المطرية التي تضرب المنطقة، في وقت وجه نشطاء والأهالي نداء للمنظمات المعنية لمساعدة النازحين وإغاثتهم.
وحذر نشطاء ومنظمات اغاثة محلية، من أن الأوضاع المأساوية للنازحين مرشحة للتفاقم مع توقع المزيد من العواصف المطرية والثلجية في الأيام المقبلة.
وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي فيديو بثه مارك كاتس منسق شؤون المساعدات الإنسانية الإقليمي الخاص بسورية في الأمم المتحدة، ويظهر فيه أطفال من عمر الحرب من دون جوازات سفر أو أوراق ثبوتية، يحاولون رد المياه عن الخيم الغارقة وسط الطين والوحل، وذلك في وقت دمرت فيه الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة خيمهم مما جعلهم مشردين في العراء.
وقال كاتس على صفحته بـ«تويتر»: «تعاسة المطر تزيد معاناة الحرب». وأضاف تعليقا على فيديو آخر لمخيمات قيد الإنشاء «الحل ليس ببناء مخيمات جديدة، ما يريده الناس هو إنهاء الحرب وأن يمكنهم العودة إلى منازلهم الأصلية».
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن سكان مخيمات حربنوش وتجمع الفردوس والشيخ بحر بريف إدلب قد أطلقوا نداء استغاثة إلى المنظمات الإنسانية والإغاثية، بعدما أغرقت السيول عددا من خيامهم وألحقت الضرر بالعديد منها وتشرد سكانها.
وذكرت مصادر أن أكثر من 20 مخيما تعرضت للضرر وتشريد قاطنيها وتهدم أجزاء من جدرانها واقتلاع عدد من خيامها بفعل الأمطار الغزيرة، وتتركز تلك المخيمات المتضررة في دير حسان وقاح وسرمدا والدانا وكفر يحمول والشيخ بحر ومناطق أخرى تضم مخيمات عشوائية متفرقة، وسط تشرد عشرات العائلات النازحة إلى أماكن قريبة وخيام أخرى لم تصلها السيول.