عواصم ـ وكالات: تصريحات.. دعوات.. تنديدات، من الدول العربية والغربية للقمع الذي يشنه النظام السوري ضد معارضيه يقابلها تمسك روسيا بمواقفها الداعمة له، تلك هي صورة الحراك السياسي حيال الازمة السورية فيما تستمر القوات الحكومة في ملاحقة واعتقال المعارضين وقصف القرى والبلدات التي يلجأ اليها الجنود المنشقون.
فقد دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس الى فتح «فوري» لممرات انسانية للمدنيين من ضحايا العنف في سورية.
وقال اردوغان في البرلمان امام نواب حزب العدالة والتنمية ان «الممرات لنقل المساعدة الانسانية يجب ان تفتح فورا»، داعيا الاسرة الدولية الى ممارسة ضغوط على دمشق في هذا الشأن.
ولم يوضح ما اذا كانت هذه الممرات يفترض ان تبدأ في تركيا التي تتقاسم مع سورية حدودا طويلة. وأدان اردوغان صمت و«تردد» بعض الدول التي لم يسمها حيال «الفظائع» التي ترتكب في سورية، ورأى ان هذا الموقف «يشجع» النظام السوري على التحرك بوحشية اكبر ضد المعارضة. وقال «نحن، تركيا، سنواصل العمل لابقاء الفظائع في سورية على جدول اعمال العالم بأسره»، مذكرا بان انقرة تنوي تنظيم دورة ثانية لمؤتمر «اصدقاء دمشق» في اسطنبول منتصف مارس. وحذر اردوغان، الرئيس السوري بشار الاسد من مواصلة استخدام العنف ونقلت وكالة انباء «اناضول» التركية عنه قوله ان «الاسد سيدفع ثمن هذا العنف فيما بعد، ان اراقة الدماء في المدن لن تمر بدون حساب، ان والده لم يحاسب على افعاله في هذا العالم، ولكن نجله سيحاسب على هذه المذبحة». وأكد رئيس الوزراء التركي على ان الشعب السوري «ليس وحده ولن نتخلى عنه في محنته». كما انتقد اردوغان عدم وجود تحرك دولي بشأن سورية، في اشارة على ما يبدو الى روسيا والصين اللتين استخدمتا حق النقض في مجلس الامن الدولي ضد قرار يدعو الاسد للتنحي عن السلطة. بدوره، قال البيت الابيض امس ان الرئيس الاميركي باراك اوباما مازال ملتزما ببذل الجهود الديبلوماسية لانهاء العنف في سورية، وجاء ذلك على ما يبدو ردا على دعوة العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ جون ماكين، لاتخاذ اجراء عسكري ضد قوات الرئيس السوري بشار الاسد. وأضاف تومي فيتور المتحدث باسم البيت الابيض «دعا الرئيس مرارا الى وقف فوري لاعمال العنف في سورية، حاليا تركز الادارة )الاميركية) على التوجهات الديبلوماسية والسياسية وليس التدخل العسكري».
واستطرد «أفضل فرصة لتحقيق ذلك وبدء انتقال سياسي هو مواصلة عزل النظام وقطع مصادر الدخل الرئيسية ودفع المعارضة الى التوحد في اطار خطة انتقال واضحة تضم السوريين من كل العقائد والاعراق».
في المقابل، نصحت موسكو الدول الغربية الا تتوقع تغيرا في الموقف من الازمة في سورية، وحذر نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ليل امس الاول من مشروع القرار الجديد حول سورية الذي اعدته على ما يبدو الولايات المتحدة حيث تراه روسيا «ليس متوازنا». ودعت روسيا الدول الغربية الى عدم توقع تغيير في موقفها من الأزمة في سورية بعد فوز فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية الروسية، واثر دعوات بهذا الصدد الى موسكو صدرت من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان «نريد تذكير شركائنا الأميركيين والأوروبيين بان عليهم ألا يأخذوا رغباتهم على انها حقائق. ان الموقف الروسي من تسوية النزاع في سورية لم يكن يوما مرتبطا بأحداث جانبية، وهو لا يتقرر بناء على دورات انتخابية، خلافا لما يفعل بعض شركائنا الغربيين».
واضاف البيان «لا ينبغي قياس كل شيء بمعيار شخصي»، مكررا رفض موسكو لأي تدخل في النزاع السوري.
وتابعت وزارة الخارجية الروسية في بيانها «ان هذا النزاع لا يمكن حله إلا من خلال حوار بين كل الأطراف، يتخذ السوريون ـ وحدهم في اطاره القرارات المتعلقة بمستقبل دولتهم».
من جانبه، دعا رئيس الوزراء الفرنسي فرانسيو فيون، موسكو الى «العمل» مع باريس من اجل «تسوية المأساة السورية»، وذلك في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لتهنئته بانتخابه رئيسا. وكشف رئيس الحكومة الفرنسية ايضا ان فرنسا تأمل «في ان تعمل روسيا معها في التوصل الى تسوية المأساة السورية».