واصلت القوات السورية امس غاراتها على بلدات في ريف دمشق وقرى شمال وشمال غرب سورية، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
ففي محافظة ادلب (شمال غرب)، نفذت الطائرات الحربية ثلاث غارات جوية على قريتي تلمنس ومعرشمارين فيما دارت «اشتباكات متقطعة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة ومقاتلين من جبهة النصرة» في محيط معسكر وادي الضيف الواقع على بعد نحو كيلومترين شرق معرة النعمان.
وتعرضت قرى الجبل الوسطاني للقصف من قبل القوات النظامية رافقتها اشتباكات بين الكتائب الثائرة والقوات النظامية في المنطقة، ودارت اشتباكات قرب قرية حيش. وفي ريف العاصمة، قامت طائرات مروحية بقصف منطقة الحجر الاسود «ما ادى لسقوط جرحى» كما قصفت طائرة حربية محيط حرستا بريف دمشق بثلاث قذائف. wwwوتعرض حي السكري في حلب (شمالا) وبلدات دير حافر والسفيرة وتل حديا بريفها للقصف من قبل القوات النظامية عند منتصف ليل الاربعاء الخميس «مما ادى لسقوط جرحى» في حين شهدت عدة احياء اخرى في المدينة «اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة».
وطال القصف كذلك منطقة اللجاة وبلدات الغارة الغربية والمسيفرة في ريف درعا (جنوبا) من بعد منتصف ليل امس الاول بينما تجدد القصف من قبل القوات النظامية على بلدة داعل صباح أمس الخميس. وفي دمشق اعلن مصدر رسمي سوري ان ثلاثة انفجارات هزت منطقة المزة بدمشق في ساعة متأخرة ليلة امس الاول اسفرت عن وقوع ضحايا.
وقال المصدر في تصريح لوكالة الانباء السورية (سانا) ان مجموعات مسلحة فجرت الليلة الماضية ثلاث عبوات ناسفة في احياء سكنية من منطقة المزة بدمشق اسفرت عن وقوع ضحايا وجرحى بين المدنيين. وأضاف ان مسلحين فجروا عبوة ناسفة زرعوها قرب جامع الهدى في مزة جبل ما ادى الى مقتل مواطن واصابة اثنين آخرين بجروح احدهما اصابته خطرة، مشيرا الى ان وزن العبوة الناسفة يقدر بنحو 20 كيلوغراما من المواد المتفجرة. وأشار المصدر الى انه اصيب خمسة مواطنين بجروح خطرة جراء انفجار عبوة ناسفة فجرها مسلحون مقابل مدينة الجلاء الرياضية في المزة.
وأضاف ان عبوة ناسفة ثالثة انفجرت بالقرب من محل تجاري في حي الشيخ سعد ما اسفر عن اصابة طفل بجروح طفيفة.
في هذا الوقت قتل ما لا يقل عن 28 جنديا نظاميا سوريا امس في هجمات شنها مقاتلون معارضون على حواجز عسكرية في شمال البلاد، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد «قتل 28 عنصرا من القوات النظامية على الاقل اثر هجوم نفذه مقاتلون من عدة كتائب على ثلاثة حواجز للقوات النظامية غرب وشمال مدينة سراقب» الواقعة في محافظة ادلب في شمال غرب سورية.
واشار الى ان المقاتلين استهدفوا «حاجزي ايكاردا على طريق حلب سراقب، حيث تم الاستيلاء على عربات مدرعة من الحاجزين»، كما «تم تدمير حاجز حميشو على طريق سراقب ـ اريحا».
ونقل المرصد عن ناشطين في المنطقة انهم «شاهدوا جثث عناصر القوات النظامية على الحواجز»، وأدت هذه الهجمات ايضا الى مقتل خمسة من المقاتلين المعارضين.
وتقع مدينة سراقب على الطريق بين دمشق وحلب، وهي «خارج سيطرة القوات النظامية، وتتواجد فيها خمس كتائب ثائرة»، بحسب ما افاد مدير المرصد رامي عبدالرحمن وكالة فرانس برس.
واشار عبدالرحمن الى ان المقاتلين شنوا هجمات صباح اليوم على هذه الحواجز «التي تعرض محيطها للقصف بالطيران الحربي». من جهة اخرى قال اناتولي سرديوكوف وزير الدفاع الروسي «ان الجيش السوري بوسعه تماما مواجهة المسلحين»، معتبرا ان هناك مبالغة حين يقال ان الجيش السوري ليس بوسعه خوض الحرب.
وأضاف سرديوكوف ـ في تصريحات اوردتها قناة (روسيا اليوم) أمس ـ ان التطورات اللاحقة اكدت ان المحللين الذين توقعوا منذ نصف سنه ان القوات الحكومية السورية ليس بوسعها مواجهة المسلحين، ليسوا على حق».
ولفت الى ان النزاع في سورية اذا ظل كما هو الآن فلن يؤدي الى الخير للبلاد، موضحا «أن الرئيس بشار الاسد لن يرحل بنفسه لانه يدرك ان رحيله يعني انتحارا، ولذلك سيصمد حتى النهاية».
وحول مدى استعداد روسيا لارسال قوات حفظ السلام الى سورية، قال وزير الدفاع «ان هذه المسألة تعود الى الرئيس، وانها لم تطرح بعد وغير مطروحة الآن».