تبدأ اليوم فعاليات «احتفالية الشارع السوري»، التي تقام لمناسبة ذكرى مرور عامين على اندلاع الاحتجاجات في سورية، وتتركز في المدن الخاضعة لسيطرة المعارضة لاسيما في شمال البلاد، وتتضمن معارض للرسم والغرافيتي وعروض افلام ومسرحيات تحتفل بالخروج «من هيمنة النظام» ولا تخلو من الانتقادات لتجاوزات بعض اطراف المعارضة.
وتتوزع فعاليات الاحتفالية، التي تمتد حتى الثاني والعشرين من الشهر الجاري، في عدد من المدن والقرى السورية «المحررة» سيطرة القوات النظامية مثل الرقة وتل ابيض في محافظة الرقة (شمال)، وجرابلس ومنبج والباب في محافظة حلب (شمال)، وكفر نبل وسراقب في محافظة ادلب (شمال غرب).
ومن بين أبرز الفعاليات، حسب ما جاء في بيان الاحتفالية، واحدة تحمل اسم «شموع الحرية»، حيث «مئات الشموع تطوف ليلا في مدينة جرابلس، يرسلها رجال ونساء المدينة كرسائل سلام للمدن السورية المدمرة وللعالم».
وتقام ايضا حملة «الحرية.. لابد منها»، وهي بحسب المنظمين «محاولة لاستعادة الفضاء العام الذي سرق من المجتمع السوري مرتين، على يد النظام الذي هيمن على المجتمع من خلال تماثيل الرئيس السابق حافظ الأسد وصوره وأقواله في الشوارع والساحات والأسواق والبيوت، واليوم على يد الجيش الحر والكتائب الاخرى في سورية من خلال ما تكتبه على جدران المناطق المحررة» مشيرين تحديدا الى «جبهة النصرة» المتشددة التي «تفرض اعلامها في الشوارع والتظاهرات».
وتحاول الحملة ان تواجه ذلك من خلال «تلوين ما تبقى من جدران لم تهدمها اسلحة النظام»، ونشر عبارة «الحرية.. لابد منها» في المناطق التي يمكن الوصول اليها والعمل فيها.
وبحسب بيان صادر عن منظمي الحملة، فان احد اهدافها «الوقوف في وجه احلام استبدادية قد تنشأ من جديد بعد عشرات الالاف من تضحيات الشعب السوري في سبيل نيل الحرية». أما فعالية «قماشة الحرية»، فهي تقام في مدينة تل ابيض بمشاركة عشرات الاطفال في المدينة، وفيها «يرسم الأطفال بحرية مطلقة، دون تدخل الكبار على القماشة المخصصة لرسم أحلامهم والتفاصيل التي يحبونها أو يكرهونها»، بحسب المنظمين.
وفي إطار «مسرح الشارع» تقدم مجموعة من العروض المسرحية في مدن منبج وجرابلس والباب في الريف الحلبي، واولها عمل مسرحي للدمى في منبج ينتقد الواقع و«أخطاء الثورة».
اما في مدينة حلب نفسها، التي مازالت مسرحا للاشتباكات بين القوات النظامية والمعارضية منذ يوليو، تقام مجموعة تظاهرات خاصة بمناسبة احتفالية الشارع السوري.
والفعاليات السينمائية حاضرة ايضا في اطار «سينما الشارع»، اذ يجري تقديم مجموعة من الافلام الوثائقية ومجموعة من الافلام القصيرة «منجزة خلال الثورة وهي من انتاج مؤسسة الشارع للاعلام والتنمية ومشروع كياني للفنون البصرية».
ومن بين تلك الأفلام «نساء الزبداني»، المنطقة الواقعة في ريف دمشق قرب الحدود مع لبنان والخارجة عن سيطرة القوات النظامية، حيث تقوم النساء بدور كبير في حركة الاحتجاج، ويقدم هذا الفيلم نموذجا عن العمل النسائي في سورية.
أما فيلم «بستان الباشا»، فهو يروي الحياة اليومية لسكان هذا الحي في حلب، حيث «تزرع الحوامات الرعب بين السكان» من خلال القاء براميل متفجرة بحسب السكان، ويصور معاناة احد قاطني الحي الذي يبحث عن اخيه تحت الانقاض.
ويتحدث فيلم «سوزوكي الحرية» عن سيارة من طراز سوزوكي مخصصة للنقل، اكتسبت هذا الاسم اثناء الاحتجاجات اذ انها تجوب شوارع مدينة بنش في ريف ادلب لتبث الاغاني الثورية وتدعو الناس للتظاهر والالتحاق بركب الاحتجاجات.
وفي فيلم «هاون» تغني «نسمة» في حي بستان القصر الى جانب منشد التظاهرات في الحي قبل ان تسقط قذيفة على المتظاهرين وينقطع صوت الغناء ويسمع دوي الانفجار.
هذا إلى جانب أفلام «يا دوما»، و«فيلم دستور كفرنبل» المدينة الشهيرة باللافتات اللماحة واللاذعة ضد النظام وداعميه وبعض قوى المعارضة نفسها، وفيلم «تذوق طعم الحرية».
والى جانب المدن والقرى السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة، تقام تظاهرة «سينما الشارع» في إسطنبول يومي 15 و16 مارس، وتظاهرة أخرى بعنوان «جدران الحرية» يقوم فيها شباب سوريون وأتراك بالرسم على عدد من جدران مدينة إسطنبول.
في باريس، يقام معرض للتصوير الفوتوغرافي للمصورين السوريين ميزر مطر وفادي زيدان وزياد الحمصي، بالإضافة لعرض صور لفنانين عالميين حازوا جوائز عن اعمال مستقاة من الاحداث في سورية، وستكون محطات المترو الباريسية مسرحا للعديد من الفعاليات المسرحية لشباب مسرحيين سوريين وفرنسيين.