مع اقتراب الثورة السورية من دخول عامها الثالث تجاوز عدد القتلى عتبة الثمانين ألف قتيل من المدنيين بينهم 15 ألفا من النساء والأطفال بحسب الشبكة السورية لحقوق الانسان، دون بوادر لنجاح أي حل سياسي حتى الآن، فيما تزداد حدة التدهور الأمني مع اعلان الجيش الحر تحقيق المزيد من التقدم لاسيما في حمص، واستمرار النظام في استخدام كل صنوف الاسلحة الموجودة لديه، باستثناء الكيماوي حتى الآن.
هذا وقد قصف الطيران الحربي السوري مناطق يسيطر عليها ثوار المعارضة، تزامنا مع اشتباكات في مناطق مختلفة لاسيما منها حي بابا عمرو في حمص، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وافاد المرصد في بريد الكتروني عن تعرض مناطق في حي بابا عمرو في مدينة حمص لقصف من طائرة حربية، مشيرا الى تزامن الغارات مع اشتباكات في حي حرره المعارضون بعد عام من سيطرة القوات النظامية عليه. كما استخدمت قوات النظام راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة لقصف بقية أحياء حمص المحاصرة كالخالدية وجورة الشياح والقرابيص والاحياء القديمة، وسط اشتباكات عنيفة في محيط المنطقة كما شنت قوات النظام حملة دهم واعتقالات في حي الخضر.
واللافت في الوضع الميداني في حمص أنه ولأول مرة تقع اشتباكات عنيفة في احياء حمص القديمة وفي قلعة حمص الاثرية التي هاجم مقاتلون من الكتائب المقاتلة حاجزا للقوات النظامية في محيطها من جهة حي الخضر، ما ادى الى مقتل ثمانية من عناصر الحاجز، بحسب المرصد.
بينما اعلنت تنسيقيات الثورة أن مقاتلي الجيش الحر والكتائب المعارضة تمكنوا من قتل «18 شبيحا في محيط قلعة حمص الأثرية وأسر 7 آخرين» وانهم اغتنموا كميات جيدة من الأسلحة والذخائر ودمروا دبابة واصابوا أخرى. وأكدت قناة «الجزيرة» الفضائية من جهتها أن الثوار سيطروا على القلعة لعدة ساعات، قبل الانسحاب منها اثر قصفها الشديد من قبل طائرات النظام ومدفعيته.
وفي هذه الاثناء تجددت الاشتباكات في ريف حمص الجنوبي وصد الجيش الحر محاولة اقتحام قرية آبل، في حين اعلن اسقاط طائرة ميغ كانت تقصف بلدات البويضة الشرقية والضبعة بريف القصير، وقد اعلن الناشط هادي العبدالله ان الثوار تمكنوا من تحرير كتيبة المدفعية قرب قرية الضبعة وانهم قتلوا وأسروا كل من فيها.
وفي الريف الشمالي لحمص قصف الطيران الحربي مدينة الرستن وقصف براجمات الصواريخ والمدفعية على الحولة والدار الكبيرة
وفي محافظة حماة المجاورة، تحدث المرصد عن قيام الطيران الحربي بقصف بلدة كفرنبودة في ريف حماة وهو ما اكدته شبكة شام الاخبارية اضافة الى قصف عنيف بقذائف الدبابات والمدفعية على قرية المغير وعلى قرية الحواش بسهل الغاب.
وفي شمال البلاد، تحدث المرصد عن شن الطيران الحربي «غارات جوية عدة على مناطق في مدينة الرقة» التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون الاسبوع الماضي، وباتت اول مركز محافظة يخرج عن سيطرة النظام. وقالت شبكة شام من جانبها ان الطيران الحربي قصف مدينة الطبقة وسط اشتباكات عنيفة في محيط مطار الطبقة العسكري بين الجيش الحر وقوات النظام. المنطقة الشرقية كذلك تعرضت لقصف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون خاصة معظم أحياء دير الزور وسط اشتباكات عنيفة في حي الحويقة وعدة أحياء بالمدينة.
وقصف الطيران الحربي قرية نص تل وقرية الأحمدي بين تل براك والقامشلي بريف الحسكة، وفي محافظة ادلب، قصف الطيران اكثر من مرة بلدة تفتناز «ما ادى الى سقوط جرحى وتهدم بعض المنازل»، بحسب المرصد.
من جهتها، قالت شبكة شام الاخبارية ان الطيران الحربي شن غارات على مدن وبلدات سرجة وحفسرجة وسراقب وتفتناز وقرى الناجية والبشيرية بجسر الشغور وقصف بالمدفعية الثقيلة على بلدة حنتوتين.
المعركة الكبرى في دمشق تستمر حيث افاد المرصد عن «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة عند اطراف حي جوبر» في شرق العاصمة.
ولريف دمشق كان نصيب كبير من قصف الطيران الحربي لاسيما على بلدة المليحة وعدة مناطق بالغوطة الشرقية. وقصفت المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ مدن وبلدات العتيبة ودروشا وخان الشيح ومعضمية الشام وحرستا وعدرا وداريا ودوما الزبداني وزملكا. وتحدثت «شام» عن اشتباكات عنيفة في محيط مجمع تاميكو بالمليحة وفي مدينة داريا وفي محيط بيت سحم وعلى طريق المتحلق الجنوبي من جهة زملكا
بموازاة ذلك اتهمت «صفحة الثورة السورية ضد الرئيس بشار الاسد» قوات النظام بارتكاب «مجزرة جديدة في معضمية الشام بأقل من (48) ساعة، لتكون المجزة الثالثة حيث تم استهداف جامع الزيتونة عند خروج المصلين من صلاة الظهر وعدة أحياء مكتظة بالسكان بعدد كثيف من الصواريخ مما أدى الى سقوط 10 شهداء على الاقل وحوالي 50 جريحا بينهم 8 أطفال في حالة حرجة مع وجود عدد من المفقودين ووجود أشلاء من الشهداء لم يتم التعرف عليهم.
على صعيد مواز، قصف الطيران الحربي حي المرجة في حلب وقصفت المدفعية احياء بني زيد والاشرفية وسط اشتباكات عنيفة في حي بني زيد واحياء حلب القديمة كما شنت قوات النظام حملة دهم واعتقالات في حي الاسماعيلية.
ووقعت اشتباكات عنيفة في قريتي القبتين وام عامود بريف السفيرة وقصف الطيران الحربي مدينة تل رفعت وقصف بالمدفعية الثقيلة مدينة حريتان بريف حلب.
اما معركة الجنوب فقد قصف الطيران الحربي احياء درعا البلد وسط اشتباكات عنيفة في المنطقة كما شنت قوات النظام حملة اعتقالات في احياء القصور والمطار.
وفي الريف قصف الطيران الحربي والمروحي التابع للنظام بلدات الطيبة والجيزة والنعيمة وصيدا وطفس وخربة غزالة والكتيبة ومحيط اللواء 38، وتولت المدفعية الثقيلة قصف مدن وبلدات النعيمة وبصرى الشام وتسيل وابطع وناحتة ونصيب الغارية الغربية وقرى وادي اليرموك، كما وقعت اشتباكات عنيفة في محيط اللواء 38 المحاصر وعلى طريق الاوتوستراد الدولي عند خربة غزالة في مدينة بصرى الشام وبلدة النعيمة.