أعلنت الولايات المتحدة امس الأول انها تنظر بعين الرضا الى قرار فرنسا وبريطانيا زيادة دعم المعارضة السورية، ولكن من دون ان تعلن بوضوح تأييدها دعوتها الاتحاد الاوروبي الى رفع الحظر المفروض على تسليح معارضي الرئيس بشار الاسد.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند «سندعم بالتأكيد كل اشكال المساعدة للمعارضة السورية والتي تتحدث عنها علنا فرنسا وبريطانيا»، وذلك ردا على سؤال عن قرار باريس ولندن تسليح المعارضة سواء وافق الاتحاد الاوروبي على ذلك او لم يفعل.
وأضافت: «بالتأكيد يعود الى الاتحاد الاوروبي ان يتخذ القرار ولكننا نعلم ان بعض الحكومات تريد القيام بالمزيد ونحن نشجعها على مواصلة الحوار داخل الاتحاد الاوروبي لكي تتمكن من القيام بالمزيد».
غير ان نولاند، التي ترفض بلادها تسليح المعارضة السورية وتكتفي بتزويدها بعتاد «غير فتاك»، ابقت الغموض على موقف واشنطن من موضوع امكان تقديم اسلحة للمعارضة السورية من قبل دول اوروبية.
لكن الجهود الفرنسية والبريطانية تعرضت لانتكاسة جديدة حيث رفضت حكومات دول الاتحاد الأوروبي مساعي الدولتين لرفع الحظر الذي يفرضه الاتحاد على إمداد المعارضة السورية بالسلاح وعبرت عن الخوف من أن يؤدي ذلك إلى إشعال سباق تسلح وتقويض الاستقرار في المنطقة. وقال ديبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي إن فرنسا وبريطانيا لم تحظيا بتأييد يذكر لاقتراحهما بتخفيف الحظر خلال قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل ولكنهما طلبتا من وزراء الخارجية النظر في هذه القضية مجددا الأسبوع المقبل.
وأكد ديبلوماسي من الاتحاد «لا يهتم أحد في الحقيقة» برفع الحظر «ليس هناك أي احتمال للتغيير في المستقبل القريب». وقال رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي إن زعماء الاتحاد طلبوا من وزراء خارجيتهم النظر في هذه القضية «باعتبارها مسألة ذات أولوية» خلال اجتماع يعقد في دبلن يومي 22 و23 الجاري.
قبل ذلك، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قبيل افتتاح قمة الاتحاد الاوروبي في بروكسل امس الأول «نأمل ان يرفع الاوروبيون الحظر نحن على استعداد لدعم المعارضة وبالتالي نحن على استعداد للذهاب الى هذا الحد. يجب ان نتحمل مسؤولياتنا».
وعقد الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اللذان يلتقيان على الموجة نفسها حول هذا الموضوع، لقاء على انفراد قبل بدء القمة رسميا.
وأعلن الرئيس الفرنسي ان فرنسا مستعدة «لتحمل مسؤولياتها» ولا تستبعد تقديم اسلحة الى المعارضة السورية في حال لم تتوصل الى اقناع شركائها الاوروبيين بذلك. وقال هولاند خلال مؤتمر صحافي في ختام اعمال اليوم الاول من القمة الاوروبية في بروكسل أمس الأول «هدفنا هو اقناع شركائنا نهاية شهر مايو وقبل ذلك اذا امكن. سنوظف ديبلوماسيتنا في هذا المجال. وفي حال حصلت عرقلة من قبل بلد او بلدين فان فرنسا حينها ستتحمل مسؤولياتها».
وقال هولاند ايضا «يجب ان نذهب الى ابعد لان هناك تهديدات ومخاوف حول استعمال اسلحة كيميائية».
وأشار ايضا الى ان «النظام يتلقى اسلحة بالرغم من العقوبات في حين ان المعارضة «تخضع لقواعد الحظر». وأشار الى ان روسيا لاتزال تزود النظام بالأسلحة بانتظام.
وكما كان متوقعا سيطر الملف السوري على اليوم الثاني من القمة الاوروبية أمس، حيث أكد الرئيس الفرنسي أنه تلقى تأكيدات من المعارضة السورية بأن أي أسلحة ترسل لمقاتليها لمساعدتها في سعيها لإسقاط الرئيس بشار الأسد ستصل الى الأيدي الصحيحة.
وقال في ختام قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي «فيما يتعلق بتقديم اسلحة... فإن إعطاء أفضل إجابة يتطلب أن تقدم المعارضة كل الضمانات اللازمة». وأضاف «ولأننا تلقينا هذه الضمانات فإننا نستطيع تصور رفع الحظر. لدينا تأكيد بشأن استخدام هذه الأسلحة»، وتابع أن المعارضة ستتلقى أيضا دعما فنيا اذا تم إرسال أسلحة لها.