سماح جمال
«الناجية الوحيدة» عمل رمضاني حمل بوادر النجاح والتميز، ومع مرور نصف حلقات العمل بات من الممكن الحديث عنه٬ العمل من بطولة: هدى حسين٬ جمال الردهان٬ لمياء طارق٬ محمد العلوي٬ وفاطمة الطباخ، ومن تأليف منى النوفلي٬ ومن إخراج هيا عبدالسلام.
القصة.. فقدت تماسكها
القصة مشوقة ومثيرة للاهتمام منذ بداية العمل عند احتراق وموت زوج وأولاد «وصايف» (هدى حسين) ونجاتها من الحادث٬ لكنها تعاني من فقدان الذاكرة، أو هكذا كانت تدعي في بدايات الحلقات حتى تتكشف الحقيقة مع مرور الأحداث، ويظهر كذب ادعائها وأنها تحاول الانتقام من شقيقها «مبارك» (شهاب حاجيه) المتسبب في خسارتها لعائلتها.
تتسارع الأحداث في إطار من التشويق لتنقلب بعد مرور الحلقات العشر الأولى، حيث تتكشف خيوط المؤامرة التي تحيكها «وصايف»٬ لنعرف فصلا جديدا في حياتها بعد قتلها زوجة شقيقها والتسبب في سجن وانتحار شقيقها٬ وهي تجد نفسها في مواجهة مباشرة مع ابنة شقيقها «ليالي» (لمياء طارق)، التي فشلت في قتلها حرقا بعد مساعدة «نواف» (جمال الردهان) لها، وظهور ابنها «طلال» (أوس الشطي) من زيجتها الأولى٬ والذي كانت تعتقد أنه توفي!
الكاتبة مزجت أكثر من خط من التشويق، وحاولت خلق غموض في الأحداث لجعلها غير متوقعة للمشاهد٬ مما أضعف حبكة العمل وتماسكه بعض الشيء٬ خاصة أن بعض الأحداث جاءت بعيدة عن المنطق وطبيعة الأشياء، وكأنها أُقحمت فقط لإيجاد حالة من الجدل.
الإخراج.. بصمة هيا عبدالسلام
«الناجية الوحيدة» من إخراج هيا عبدالسلام التي تخطو بهذا العمل خطوة جديدة في طريقها كمخرجة أعمال درامية للكبار٬ بعد مجموعة أعمالها السابقة التي كانت تغلب عليها روح الشباب وتظهر فيها هيا كممثلة ومخرجة في ذات العمل.
هيا تضع بصماتها كمخرجة صاحبة رؤية من مقدمة العمل المختلفة، والتي يمكن وصفها بـ «فيديو كليب» مصغر٬ تظهر فيه تفاصيل الصورة والألوان والأداء الحركي للفنانة هدى حسين٬ وكانت هذه اللمسات الدقيقة واضحة في كثير من المشاهد خاصة الـ «فلاش باك»، لكن الإخراج يهبط في أحيان أخرى ويبدو ضعيفاً كمشاهد المطر التي جاءت مبالغا فيها ولم تنفذ بالصورة الاحترافية الكافية.
هدى حسين نجمة العمل تجيد التلون في أدائها بصورة كاملة٬ لدرجة تجعل من يقف أمامها في المشهد إما أن يظهر بأفضل حالاته التمثيلية أو تكشف ضعفه٬ كما كان واضحا في مشاهد المواجهة مع شهاب حاجيه، والتي بلغت فيها قمة أدائها وانفعالها، في حين ظهر أداؤه ضعيفا وهزيلا بصورة واضحة للمشاهد.
وعلينا أن نتوقف عند أداء «نواف» (جمال الردهان) الذي أوجد حالة من الاتزان في الشخصية جعلت المشاهد يقع في حيرة من أمره، ما إذا كان يجب أن يتعاطف معه أو لا٬ وقدم كل ذلك بطريقة السهل الممتنع من دون مبالغة.
الخلاصة
«الناجية الوحيدة».. عمل جيد، لكن كان ينقصه المزيد من التركيز والإتقان على مستوى ربط الخيوط الدرامية بصورة أكثر اتصالاً لجعل المشاهد أكثر ارتباطاً بالمسلسل وشخوصه.
اقرأ أيضاً