- الشعيبي نجمة والعجيرب مختلف وسالم راقية والشامي مفاجأة
- الفرج ومهاوش قدّما كوميديا خاصة .. وحمدان والعميري رائعان
ياسر العيلة
أقيم مساء الثلاثاء الماضي بمسرح الدسمة عرض خاص وحصري للمسرحية الجديدة «استنزال موضي وقماشة» للعرض خلال عيد الأضحى المقبل حصريا لمشتركي منصة «NXT» الرقمية. العمل من تأليف وبطولة هيا الشعيبي وإخراج علي دشتي ويشارك فيها عدد من النجوم مثل خالد العجيرب وسلمى سالم وبلال الشامي وسلطان الفرج ونورة العميري وسامي مهاوش وعلي الفرحان وهدى حمدان ونادية كرم وفهد الشاهين وإشراف عام لفلاح مطر من فريق إدارة منصة «NXT» والمنتج المنفذ هاني الطباخ وهيا الشعيبي.
وتدور أحداث المسرحية في إطار كوميدي ممزوج بالرعب في بعض الأوقات من خلال الرجل الثري حمد «خالد العجيرب» الذي توصيه أمه قبل وفاتها بأن يتزوج من موضي وقماشة «هيا الشعيبي وسلمى سالم» وإنها ستكون راضية عنه إذا نفذ الوصية ووقتها سيعرف سبب إصرارها على زواجه من موضي وقماشة. وترحل الأم ولا يبقى معه في البيت سوى الخادم عنبر «علي الفرحان» الذي يذكره دائما بأن ينفذ وصية أمه ولكن أول شيء فعله حمد أنه تزوج من هند وهي فتاة أردنية كان يحبها منذ زمن لكن أمه كانت رافضة زواجه من بنت غير بنات ديرته، وفي المقابل يتزوج حمد من موضي وقماشة كما أوصته أمه وتأتي كل من موضي وقماشة بأبنائهما وأشقائهما ليعيشوا معها في هذا البيت الكبير وينعموا بثراء حمد بالرغم من حالة العداء والكره التي تجمع بين موضي وقماشة وتكشف لنا الأحداث أن هند على علاقة عاطفية بشخص يدعى بلال «بلال الشامي» الذي يظهر متنكرا بشخصية مريان المطرب الشعبي الذي يسعى بشتى الطرق لطرد موضي وقماشة من البيت ليخلو لهند الجو وتأخذ أموال حمد بالحيلة ثم تطرده لتتزوجه بعد ذلك، ومن أجل تنفيذ هذه الخطة الجهنمية تدعي هند أنها أنجبت طفلا من حمد ليكون الوريث الشرعي وفي الحقيقة أنها بمساعدة مريان استعارا هذا الطفل من إحدى الأسر لتنفيذ خطتهما.
ولكي يستكملا تنفيذ مخططهما يوهم مريان موضي وقماشة بأنهما مستنزلتان أي أنهما ملبوستان من الجن ولكي يخرج الجن منهما لابد أن يقيم لهما «استنزال» أو زارا كما هو متعارف وسط حالة من الرقص الهيستيري على دقات الدفوف ورائحة البخور التي تملأ المكان ولكن يكتشف حمد بمساعدة الخادم عنبر خطة هند ومريان الشيطانية ويتم القبض عليهما وعندما يفكر حمد في طلاق موضي وقماشة يعطيه عنبر وصية أمه ليقرأها ليكتشف أن كل ما يمتلكه حمد من أموال هو حق لموضي وقماشة لأن والد كل واحدة منهما وقف بجوار أبيه وساعداه بالأموال بعد أن خسر كل أمواله مع أبو بلال، وهنا نعرف سبب كره بلال لحمد ورغبته في الانتقام منه بحجة أن بوحمد هو سبب في خسارة بوبلال لكل أمواله ومن جراء هذه الخسارة سقط مريضا ويرقد في المستشفى منذ سنوات وعقب معرفة حمد الحقيقة الكاملة من وصية أمه يقرر البقاء على موضي وقماشة ويعيشوا كلهم معا في سعادة.
العمل بشكل عام أضفى أجواء من البهجة على الحضور المتواجد الذي تفاعل مع أحداث المسرحية التي قدمت لهم كل شيء من كوميديا ورعب وأغان واستعراض، ويحسب لمخرج المسرحية الشاب علي دشتي أنه استطاع ان يسيطر على هذا الكم من النجوم المشاركين في المسرحية بالإضافة لاستغلاله كل جزء على خشبة المسرح فلم نشعر بملل أو ضيق وحركة الممثلين كانت مدروسة وأجاد دشتي أيضا في مشهد الاستنزال عندما تتحول هيا الشعيبي للمطرب الراحل بوب مارلي وتتحول سلمى سالم للمطرب الشعبي الراحل شعبان عبدالرحيم.
بالنسبة لأداء الممثلين كانت النجمة هيا الشعيبي كعادتها طاقة كوميدية كبيرة ملأت المسرح حركة ونشاطا بخفة دمها المعتادة، هيا هي الوريث الشرعي الوحيد لنجمات الكوميديا في الخليج ولو ركزت في هذا الجانب بشكل كبير سيكون لها شأن آخر في عالم المسرح الخليجي والعربي. أما النجم خالد العجيرب وبالرغم من ظهوره القليل نوعا ما إلا أن لمسته وطريقة أدائه لا ينافسه فيها أحد، فهو فنان معجون بالكوميديا ويجيد إلقاء الايفيهات بشكل يحسد عليه، أما النجمة سلمى سالم فكانت وردة المسرحية جمالا وأناقة وخفة دم، فنانة تمثل بطريقة راقية وشكلت مع هيا دويتو ناجحا جدا.
أما النجم بلال الشامي فكان مفاجأة العمل بمعنى الكلمة، بلال فاجأني كما فاجأ الجميع بأدائه التلقائي العفوي وبخفة دمه، فالحضور جميعا تفاعلوا مع أدائه وأضفى على العمل نكهة خاصة سواء بأدائه التمثيلي أو بغنائه كمطرب شعبي شهير وبالنسبة لباقي الفنانين جسد النجم سلطان الفرج شخصية شقيق موضي الرجل السكير بشكل كوميدي جميل تفاعل معه الجمهور ونفس الشيء ينطبق على الفنان سامي مهاوش شقيق قماشة، كما قدمت نورة العميري أداء مميزا عقب فترة غياب عن المسرح وللأمانة نورة العميري موهبة لا يجب أن تبتعد عن المسرح. وقدم فهد الشاهين نفسه للجمهور في أول ظهور مسرحي له بشكل قوي وشكل مع هيا الشعيبي ثنائيا جميلا ومن نجوم المسرحية أيضا الفنان «علي الفرحان» الذي قدم شخصية الخادم عنبر بحرفية شديدة وأثبت أنه فنان له ثقله على خشبة المسرح كما تميزت الطفلة فاطمة الطباخ بخفة دمها ولما لا وأمها هي هيا الشعيبي ووالدها هو الفنان هاني الطباخ بمعنى أن جينات الفن تجري في عروقها، كما أجادت الفنانة نادية كرم في تجسيد شخصية الأم، وأختتم بالنجمة الأردنية هدى حمدان التي قدمت شخصية الزوجة الخائنة هند بشكل رائع وكانت مثل الفراشة على خشبة المسرح بأدائها المتقن الرشيق وتستحق حمدان أن تأخذ مساحة أكبر في الأعمال المسرحية هنا في الكويت.