أحمد الفضلي
من النادر جدا ان تتوافر مقومات العمل الناجح في برنامج تلفزيوني، خاصة البرامج المباشرة، لأن الخطأ المفاجئ لا يمكن تداركه ما لم يكن هناك فريق متجانس ، هذه الحال تنطبق على البرنامج التلفزيوني «مسيان» الذي يعرض مساء كل احد وثلاثاء وخميس على قناة اليوم، وهو واحد من أبرز وأشهر برامج النايت شو في الإعلام الكويتي ويدخل ضمن منافسة ثلاثية مع برنامجي «تو الليل» الذي يعرض على تلفزيون الوطن و«مسائي» الذي يعرض على تلفزيون الراي مع استبعاد برنامج «اللوبي» الذي يعرض على قناة العدالة، حيث تغلب عليه الصبغة السياسية، ثلاثة برامج تتنافس فيما بينها في توقيت واحد والكل يعرض بضاعته في بازار فني منوع الغلبة تكون فيه للأفضل بحكم المشاهد لأنه هو من يمسك بالريموت كنترول، وهو من يتسمر أمام الشاشة بعد ان استوقفه هذا البرنامج او ذاك.
ان برنامج مسيان يستحق ان نتوقف عنده طويلا، فيكفي فريق عمله فخرا انه استطاع ان يصل الى قلوب المشاهدين خلال فترة وجيزة لم تتعد سنة واصبح مميزا جميلا متجددا فنال اشادة وإطراء وثناء.
في كل عمل فني عرفنا انه يعتمد على ثلاث ركائز رئيسية كما هو المثلث، الاعداد، والتقديم والاخراج وسنأخذ كل جانب على حدة و«نفصفصه» جيدا، يشكل الإعداد في «مسيان» العنصر الأقوى والعصب الرئيس لماهية القضايا التي يتم طرحها وفي غالبيتها تلامس الواقع المعاش والجميل ان متابعة فريق الاعداد للقضايا الآنية المطروحة على الساحة تتبلور الى قضية محورية جدلية يميزها حسن اختيار الضيوف ومنحهم الفترة الزمنية التي يستحقونها دون إطالة ربما تصيب المشاهد بالملل، ودون نقصان لا يوفي القضية حقها من الطرح، كما يلفت الانتباه في «مسيان» هو المجهود الذي يبذله فريق الإعداد في التقارير المسجلة والإثارة المتعمدة ما يتيح امامنا خيارا واحدا لا ثاني له وهو ضرورة المتابعة، طبعا الحديث عن حرفية الاعداد في «مسيان» توحي بأن البرنامج يقوده جيش من المعدين مثلما هو الحال في برنامج «تو الليل» لكن عندما نتابع تتر البرنامج يضم ثلاثة معدين فقط يترأسهم في الاعداد نوال الفيلكاوي التي يمكن تلمس روحها في الاعداد خاصة من يعرفها عن قرب فهي نموذج للمعدة النشيطة التي لا تقبل ان تمر حلقات برنامجها من دون ان تجعل المشاهدين يصرخون بصوت واحد برافو..برافو..برافو.
الى جانب ذلك ما يشد في إعداد البرنامج هو تمكنه من استغلال الفترة الزمنية لكل فقرة في مجموعة من القضايا تطرح بشكل متكامل من كل الجوانب، وهذا يحقق التنويع، وهو المطلوب في هذه النوعية من البرامج.
وفي الحديث عن مقدمي البرنامج المذيع علي دشتي القادم من تجربتين إعلاميتين الأولى في الراي والثانية في الصباح ومي محمود القادمة من بلاط صاحبة الجلالة وأيضا قناة روتانا هذا الثنائي منسجم تماما وتمكنا من تشكيل دويتو ناجح دون ان يشعرا بذلك لكن نحن كمشاهدين نشعر به عندنا يغيب احدهما وكأن هناك «ضلع إنكسر»، علي دشتي يرتكز على خلفية ثقافية واضحة تتجلى في طريقة أسلوبه وابتسامته وانتقاده اللبق مع ضيوفه لذا الجميع يتقبل منه برحابة صدر، أما مي فهي فمجتهدة وتحاول تطوير مستواها الذي يشهد تطورا مع مرور حلقات البرنامج، ووجودها اصبح من ضروريات «مسيان» كمقدمة تمتلك الحضور الجيد والكاريزما واطلالتها التي تملأ الشاشة.
وأخيرا ان الحديث عن مخرج البرنامج حسان الروق يحتاج الى مجموعة من المحطات في مقدمتها انه يعرف متى وكيف وأين تكون الكاميرا موجودة، وهذا يوضح من الكادرات الجيدة وحسن تداركه لبعض هنات المصورين، والأصوات التي تسمع بشكل متكرر في الستديو، وأعتقد ان ذلك يتعلق بأرضية الستديو مثل غالبية الستديوهات في قنواتنا المحلية، كما يحسب للمخرج الذي يبدو انه من هواة برامج المنوعات ابداعه في تنفيذ رؤية إخراجية رائعة وراقصة في سهرات الخميس عندما يكون الضيف فنانا أو مطربا أو مغنيا.