مفرح الشمري
فقدت الحركة الفنية الكويتية والخليجية فجر أمس الفنان القدير علي سلطان بعد صراع طويل ومرير مع مرض عضال، حيث شيع عصر أمس بحضور عدد كبير من رفاق دربه.
وبرحيل الفنان «الإنسان» علي سلطان تكون الساحة الفنية فقدت فنانا من طراز فريد كان يتعامل مع الناس بكل أريحية يتألم لآلامهم ويفرح لفرحهم ويرسم الابتسامة الصادقة على شفاههم من خلال أعماله التلفزيونية والمسرحية التي لا يمكن لأحد ان ينساها فهو يستطيع ان يضحكك مهما كان بك من هموم وآلام لأنه «إنسان» يعرف كيف يتعامل مع من حوله بقلبه الطيب الذي لا يعرف الحقد والحسد.
طبعه الوفاء
الفنان الراحل علي سلطان «بوبشار» استطاع ان يرسم له خطا متوازنا في مسيرته الفنية حتى لا يمل منه جماهيره فهو يختار أعماله التلفزيونية والمسرحية بدقة و«يطير» من الفرح إذا كانت هذه الأعمال تجمعه مع الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا والفنان طارق العلي والفنان داود حسين والفنان أحمد السلمان والفنان حسن البلام والفنان عبدالناصر درويش، والسبب في ذلك انه يوجد بينه وبينهم تفاهم كبير وعلاقة صداقة وطيدة يلاحظها المشاهد في التلفزيون أو المسرح.
«بوبشار» علي سلطان من طبعه الوفاء لربعه وأصدقائه ولا يحب ان يمر يوم لا يسأل عنهم، حتى عندما كان في مستشفى مكي جمعة كان يسأل عنهم وعن أحوالهم لأنه رجل مؤمن بقضاء الله وقدره، ولذلك عندما سئل في يوم من الأيام وهو على فراش المرض هل ستعتزل الفن؟ أجاب بكل ثقة لن أعتزل لأن الفنان يستمر بالعطاء حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة واستشهد بذلك بالفنان القدير الراحل كنعان حمد عندما توفي على خشبة المسرح في مسرحية «ذوبان على الجليد».
حكاية المرض
بدأت حكاية الفنان القدير الراحل علي سلطان مع المرض بعد عودته من دبي حينما كان يعرض بها مسرحيته «يا واش يا واش» حيث شعر بألم في اللوزتين معتقدا انها حالة عرضية وتمر، فذهب الى الصيدلية لشراء مضاد حيوي ليتغلب على الالم، ولكن الآلام استمرت فذهب الى المستوصف الذي حوله بدوره الى احد المستشفيات الحكومية، حيث تحولت الالتهابات والآلام التي يعاني منها الى ورم في الرقبة بحجم «الليمونة» الصغيرة وأجريت له الاشعة العادية التي تجرى لأي مريض، ولكن هذه الاشعة لم يظهر فيها اي شيء، فتم تحويله الى احد الاطباء الجراحين الذي ذكر له ان هذه آلام اسنان فذهب الى طبيب الاسنان الذي قال له «مرضك» يحتاج الى جراحة، فأرجعه مرة اخرى للطبيب الجراح الذي وصف له مضادا حيويا جعل الورم يزداد ويتضخم، ثم ذهب مرة اخرى للمستوصف، حيث أجري له تحليل دم وطلب منه الطبيب الذهاب بسرعة الى المستشفى، وعندما وصل أجريت له اشعة مقطعية عميقة وبعدها اجرى الجراح تحليلا اخذه من خلايا الورم نفسه، واستمر مكوثه في المستشفى قرابة الشهرين ثم تم تحويله لمستشفى مكي جمعة لأنه مستشفى متخصص في الغدد وتم علاجه والورم خف، ولكن في عروض مسرحيته الاخيرة «قرقيعان» عادت اليه الآلام فذهب للمستشفى ومكث فيه حتى اخذ الله امانته.
يذكر ان آخر اعمال الفنان الراحل علي سلطان مسلسل «الفطين» ومسرحية «قرقيعان» مع الفنان القدير داود حسين واحمد السلمان ومجموعة من الفنانين الشباب.. رحم الله «بوبشار» وأسكنه فسيح جناته.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )