دلال العياف
ليس من السهل وجود وجه كويتي يدخل القلب وما يشاور، لكن صانع النجوم محمد دحام الشمري الذي اعتبره «بيكاسو الاخراج» لأنه ليس مجرد مخرج يقف خلف المونتور لا بل هو يعيش حالة ابداعية متمكنة ومتماسكة ويضع أرضا صلبة لعمله، ورسام كبير يرسم لكل فنان دوره ويضع له الاطار المناسب له.
حقبة الستينيات والسبعينيات تلك الفترة لها رونق و«خنة» خاصة، هي عبق الماضي الجميل، واعتبرها أيضا لعبة المخرج محمد دحام الشمري الذي له لمسات طاغية في إنجاح أي عمل يقبل عليه، وعن اختياراته للفنانين والفنانات اذكر أنني عندما زرت لوكيشن «لا موسيقى في الاحمدي» رأيت تلك البنت «اللي فيها ملح الدنيا» مثل ما نقول بالكويتي «يتكتكت وتاخذ القلب واليوف»، بنت صغيرونة شابة لكن احجياتها موزونة.
وفي حوار بيني وبين المخرج وسيد العمل المتسيد على تلك المهنة في الدراما وتوثيق التاريخ، وجدنا انه كانت له رؤية ثاقبة في تلك البنت التي تمتلك خامة جديدة، واليوم اكتشف فيها حس الفن الدرامي.
الفنانة الكويتية الموهوبه شيماء هي «لولوة» حفيدة عضيبان (جاسم النبهان) اللي حبيناها وحبينا حنيتها على جدها وعلاقة جدها الوطيدة فيها، والتي تشعر كل بنت بمدى علاقتها بأجدادها وبرها لهم، وهي أيضا سماها «عضيبان» على اسم امه «لولوة» وفاء لذكراها، ولكن جليلة (نور) الوالدة كانت تبغضها ولا تكنّ لها اي حب وكانت تعذبها وهي صغيرة.
رأينا في «لولوة» الحياء مال أول اللي حتى احمر الشفاء كان عندهم جرأة اذا البنت حطته وطلعت، ونشاهد طريقة اداء «لولوة» للدور وشلون كانت تمشي وتخش وجهها عن الناس من الحياء، ولبسها للعباة والشعر الاسود والوجه الصافي اللي ما فيه الا كحيلة مثل ما نقول، هذا غير علاقتها في وضحه ومحمد وعيالهم ذوي الاعاقة ومعاونتها لهم، والأدب الطاغي وحتى نظرتها والحياء اللي بداخلها نقل لنا صورة البنت الكويتية في ذاك العهد.
إعجابي بدور «لولوة» جعلني أهاتف الفنانة شيماء وسولفنا معاها شوية عن الدور، فقالت لـ «الأنباء»: مشكورين على دعمكم الدائم، وكل كلمة تقولونها أو قلتوها في حقي اعتز فيها، وان كانت مدح فهذي مفخرة لي وان كانت نقد صريح فاعتبره انه باب لتصليح أخطاء، ولكن كل كلامكم جميل في حقي، وبصراحه كانت اجواء تلك الحقبة تعيش معي في كل خطوة، والحجي الكويتي الموزون كان مثل ما هو مكتوب بالنص ينقال بالحرف لا زيادة ولا نقصان. وتابعت: الكاتبة منى الشمري مبدعة جدا بشكل فائق ولديها كل جوانب الابداع، وعندما تقرأين الرواية راح تلقين روحها بالنص طاغية على العمل وعلى ادائنا، حتى اثناء التصوير كنت ادقق على اللفظ والكلمة وطريقة نطقها واذا ما كنت متأكدة أراجع مع أمي، الله يحفظها، أو الكاتبة منى أو الاستاذ دحام، ولله الحمد والمنة عملنا على قدم وساق وبروح الاسرة الواحدة وتم تصوير المشاهد بسلاسة، وكل شي منظم وفي وضعه الصحيح. وأكملت شيماء: العمل مع المخرج القدير محمد دحام الشمري له شعور انجاز لا يوصف، ويرسم الشخصيات، وكنت اعرف أنني بأيدي مبدعين اخرجوا ما بداخلي من حس ابداعي، وجميع طاقم العمل وزملائي كانوا على أعلى مستوى من التعاون، ومع ذلك كنت في أول يوم تصوير متوترة وخايفة جدا، ولكن من بعد الله من دخلت وشفت الهدوء اللي باللوكيشن والتعامل الراقي ارتحت وورقي واحترام استاذ دحام مؤثر على الكاست كله، وأنا محظوظة جدا ان بدايتي كانت معاه.