التراجيديا أو المأساة لفظ أدبي قديم يقصد به القصة ذات النهاية الحزينة، وهذا ما يعرف بين الناس، ولكن أحدا لم يتعمق في معنى اللفظ.
تراجيديا كلفظ اغريقي تعني حرفيا «أغنية الماعز»، وسميت بهذا الاسم لأن العروض المسرحية من نوع تراجيديا دائما ما كانت على شكل أغان أو طقوس دينية وتنتهي بذبح ماعز كرمز للمأساة أو النهاية الحزينة.
بشكل عام تعتبر التراجيديا عملاً درامياً مبنياً على قصة، شخصيات وفكرة يبنى عليها الحوار الدرامي حيث تنطبق هذه الفكرة على تعريف أرسطو، فوفقا لما ذكره أرسطو فإن هيكل العمل التراجيدي لا ينبغي أن يكون بسيطا بل معقدا وأن يمثل الحوادث التي تثير الخوف والشفقة.
كما يرى أن التغير في الحال نحو التعاسة والمأساة لا يعود إلى أي خلل أو عيب أخلاقي، ولكن إلى خطأ من نوع ما.
كما أنه عكس الاعتقاد الخاطئ بأن هذه المأساة يمكن أن تنتج من قبل سلطة عليا (على سبيل المثال القانون، المصير، أو المجتمع)، بينما إذا كان سقوط شخصية ما في هذه المحنة ناجما عن سبب خارجي، فإنه يصف ذلك بأنه «بلية» وليس مأساة.
التراجيديا هي محاكاة لفعل جاد كامل ذي حجم معين، في لغة منمقة تختلف طبيعتها باختلاف أجزاء «المسرحية»، وبواسطة أشخــاص يــؤدون الفعــل لا عن طريق السرد، وبحيث تؤدي إلي تطهير «النفس» عن طريق الخوف والشفقة بإثارتها لمثل هذه الانفعالات.
يرى المعلم الأول أن المحاكاة هي نزعة فطرية ولذلك تحولت الأعمال الأدبية الى مسرحيات في اليونان القديمة.
كما أن التطور نزعة فطرية عند الإنسان فقد تطورت الأعمال الأدبية الى أعمال درامية سينمائية وتلفزيونية ومن أهم أعمال الدراما العالمية في العصر الحديث التي ينطبق عليها تعريف أرسطو في القرن الـ٢١ هو مسلسل The Vampire Diaries الذي تجلى فيه مفهوم أرسطو كاملا كما أنه يجسد كل معاني التراجيديا التي عرفت وتطورت على مر العصور، وسنستمر في تعريف هذا المفهوم بشكل أعمق في إطار سعينا المستمر الى تقديم الثقافة السينمائية والدرامية بأشكالها المتعددة.