بالرغم من حماقته الخفيفة والسيناريو المكثف، يستحق «Happy Death Day 2U» الكثير من المديح بسبب دفع وتيرة الفيلم إلى أقصى سرعة حتى النهاية، فمن الصعب ألا يأخذ المرء انطباعا بأن القائمين عليه لم يستغنوا عن أي فكرة جاءت عند العمل على القصة، مهما كانت تبدو حمقاء، إن مستوى خوض المخاطرة في هذا العمل أمر منعش وجديد، حتى عندما لا تكون ناجحة تماما في كل مرة.
ويبدو أن كريستوفر لاندون مؤلف ومخرج «Happy Death Day 2U» يستمتع بكل تناقضات فيلمه الصغيرة، حيث يتمكن أسلوبه الكوميدي الساخر والسخيف من النجاح بحوالي 80% من الوقت لكن عندما يأتي الفصل الثالث، يكون الفيلم كما لو أنه عالق في حلقة زمنية مفرغة تماما مثل أبطاله الجامعيين الشجعان، ومع ذلك يتمكن من أن يكون ممتعا ومرحا مع بعض الضحكات القوية والخدع الذكية.
يكمل الفيلم أحداثه تماما بعد أحداث الفيلم الأصلي «Happy Death Day» الذي صدر 2017، ويركز مرة أخرى على تري غيلبمان (جيسيكا روث) والتي تجبر على تكرار نفس اليوم مرة تلو الأخرى، مع انتهاء اليوم في كل مرة بموتها بشكل مروع، إلا أننا نتمكن هذه المرة من معرفة لماذا يحصل كل هذا، وتبدو العديد من الشخصيات الثانوية هنا كما لو أنها جاءت من فيلم مختلف تماما لحوالي نصف الفيلم تقريبا، بطريقة تشبه ربما سلسلة «Back to the Future»، أو حتى فيلم «Breakfast Club».
من الواضح أن «Happy Death Day 2U» جاء ليمتع الجمهور بحس الفكاهة، ويستغل كل موقف ليلمح أو يشير إلى أكبر قدر ممكن من الأفلام الجامعية التي يمكنه أن يحشرها في كل مشهد، فقط حاول تتذكر أي فيلم وستجده هنا، وهذه الروح المرحة لا تنطبق فقط على الشخصيات أو القصة، فهناك ما لا يقل عن 3 لحظات مصورة بطريقة الحركة البطيئة، والتي تأتي كل منها مع موسيقى غير ملائمة، وتستمر لوقت أطول من اللازم بقليل لتجعلها لا تبدو طبيعية، وهناك حبكة فرعية مؤثرة حول العائلة، حتى ان هناك حبكة ممتدة وغير متوقعة، حيث يتحول الفيلم في لحظات إلى فيلم سطو، الأمر الذي يبدو مفاجئا وغريبا.
يمتاز «Happy Death Day 2U» بمرونته في مسألة تكرار اليوم في هذا الجزء حرفيا، فتنجح «تري» في الجمع بين الالتزام بالقواعد وما بين تخريبها عن طريق الحفاظ على حس فكاهة مضحك للتعبير عن غضبها وإحباطها.
تتمكن «روث» في هذا الفيلم الذي يتمحور ظاهريا حول قصة فتاة تموت مرة تلو الأخرى من إقناعنا بحس الفكاهة والتوتر في آن واحد من دون أن يبدو الأمر مصطنعا، نعم تتم معاقبة «تري» مرة تلو الأخرى، لكن قوتها لا تضعف لأنها عازمة على الأمر بقدر ما يفعل الجمهور، ثم هناك صديق تري الحميم كارتر دايفيز (إيزرايل بروسارد)، والذي يلعب لسوء الحظ دورا كبيرا في تحفيز قرارات تري، ولا نقصد هنا القول إن أداء بروسارد سيئ، لكن السيناريو يضع الكثير من التركيز على مسألة توأم الروح الواضحة بين «تري» و«كارتر» لدرجة أن ذلك يسرق منها مصداقيتها، ويصبح «Happy Death Day 2U» في أضعف حالاته عندما يحاول المساومة على استهتاره بالإخلاص، وتبدو شخصية «كارتر» المسكين مبنية بالكامل على الإخلاص، في الوقت الذي تجري به كل هذه القصة المتقطعة، لايزال هناك قاتل طليق، حيث يعود القاتل الشهير صاحب الوجه الطفولي من فيلم «Happy Death Day» مع انتقام ولغز ممتع، على الأقل عندما يتذكر أن يكون موجودا بالأصل.
إن «Happy Death Day 2U» مزدحم للغاية ويبدو بين كل حين وآخر أنه ينسى بالكامل أنه فيلم رعب في الأساس، فيندفع بسرعة قصوى إلى أرض الخيال العلمي والكوميديا قبل أن يلتفت فجأة ويعود لمعرفة من هو القاتل.