مفرح الشمري
Mefrehs@
ودعت امس الجالية العربية ومغتربون كنديون الروائي ناصر الظفيري إلى مثواه الأخير في مقبرة المسلمين في مدينة أتاوا، وذلك بعد صراع مع المرض، وعن عمر ناهز الستين عاما، حيث عاش سنواته الأخيرة في كندا.
الراحل ناصر الظفيري له العديد من الروايات منها «سماء مقلوبة» و«الصهد» و«كاليسكا» وله أسلوب مختلف وجميل في كتابة رواياته ما ميزه عن غيره من الروائيين لدرجة انه أصبح ملهما لعدد منهم.
الراحل ناصر الظفيري مولود في محافظة الجهراء عام 1959، هاجر إلى كندا عام 2001 وعمل بجريدة الوطن على مدار 20 عاما بعد ان تخرج في كلية الهندسة بجامعة الكويت، لكن حبه للأدب دفعه للحصول على بكالوريوس الأدب الإنجليزي ثم درجة الماجستير في تخصص اللغويات، وما إن انتشر نبأ وفاته حتى نعاه عدد كبير من المثقفين والكتاب والشعراء الكويتيين والعرب، كما عجت مواقع التواصل الاجتماعي بوسوم عبر فيها المغردون على حد سواء عن حزنهم لوفاته، حيث تصدرت موقع تويتر وسوم كان هو محورها ومادتها مثل #وداعا_ناصر_الظفيري و#ناصر_الظفيري_في_ذمة_الله.
ناصر.. المشهد الأخيرهادي العنزي
هكذا سريعا تغادرنا في غربة المكان وقلة الخلان، لم تمهلك الأيام لزيارتنا، ولم تسعفك الليالي الموغلة في قسوتها لكتابة نص روائي جديد نتخذه زادا في الليالي الباردة الموحشة.. كئيب ذلك المشهد الأخير، كيف لقلبك النابض بحب الكويت تجرع كأس مرارته الناجعة.. برد وثلج وغيوم سوداء والمعزون جلهم من الغرباء يا لغرائبية المشهد وسرياليته!
أولى الروايات أيها الراحل الكبير تكشف لحظات الوداع الأخيرة «عاشقة الثلج» حتما هي ليست الروح التي تعلقت بالجهراء وشوارعها.. أطفالها و«دواوينها» العامرة بالقهوة ذات اللونين أسودها وأشقرها.. وحتما هي ليست العين التي لم تنظر حبا وولها إلا للكويت وأهلها.
فقدك في القلوب شاخصا أيها الصديق الذي لم ألتقه، وروحك التواقة للقائنا ترفرف فوق «حبيبتك التي لم تتزوجها» وآن لها أن تستقر بهدوء ووقار وسلام سرمدي بعيدا عن طقسهم القاسي الذي لم يألفه فؤادك المكلوم.
ناصر الظفيري.. نفارقك جسدا وإرثك الثقافي ننهل منه كل حين، كلماتك مشعلا بيد المحبين، وصفحات رواياتك تكفكف الدموع ساعة حنين.. ثلاثية الجهراء «الصهد» و«كاليسكا» و«المسطر».. ووليمة القمر وسماء مقلوبة وأغرار.. وآخرها «أبيض يتوحش».