القاهرة ـ محمد صلاح
عندما يصبح الدويتو الفني عائليا.. ويتزوج ابناء المهنة الواحدة الفن وينتقل من والى الاستديوهات وشاشة السينما.. فهي ظاهرة ليست وليدة الفترة الماضية ولكنها ممتدة منذ عشرات السنوات.. حين يولد الحب في البلاتوهات ويتوج بالزواج وتكوين اسرة ثم يتحول لشراكة فنية.. وما بين الغيرة الفنية والعاطفية والحفاظ على الأسرة.. تدور كل الزيجات بين الفنانين.. لذلك جاءت قصة زواج او نجاح محسن محيي الدين ونسرين فنيا تحت شعار «ارتباط عاطفي من الطفولة حتى الاعتزال».
ولدت نسرين في أسرة يغلب عليها التدين والالتزام.. والدها كان دارسا في الأزهر الشريف مثل والده ومعظم عائلتهم وكانت معظم نساء المنزل يرتدين الحجاب منذ صغرهن ولكنها عشقت الفن فاختارت الالتحاق بالمعهد العالي للموسيقى (كونسرفتوار).. وقدمت عددا من الأعمال الغنائية والاستعراضية وهي طفلة صغيرة.. ومنها دخلت عالم التمثيل عام (1973) بعدد من الأفلام منها «الحفيد - أبناء للبيع - بديعة مصابني»..اتجهت الفنانة المعتزلة للتلفزيون وكثفت نشاطها فيه بعدد من الأدوار التي تألقت فيها خاصة في «الشهد والدموع - رحلة السيد أبوالعلا البشري - عالم عم أمين» وخاضت عددا من التجارب المسرحية منها «فندق الثلاث ورقات - هاللو دوللي - آخر موضة».
وصف محسن محيي الدين زواجه من نسرين بأن الصدفة لعبت دورا مهما وجمع القدر بينهما فقد احبها بشدة منذ أن كانا طفلين يعملان في البرامج التلفزيونية وكانت هي بمنزلة نجمة الفريق.. فهي تكبره عمرا بأربع سنوات.. وكان يحرص على الحوار معها والتقرب لها ولفت نظرها اليه.. وكان في حيرة من امره فهو تارة يشعر ويتأكد انها تبادله المشاعر العاطفية.. واحيانا اخرى يرى انها تعامله على انهما صديقان مقربان.. وغابا عن بعضهما لفترة بسبب عدم وجود أعمال مشتركة.. ثم كان لقاؤهما الفني الأول بعد غياب طويل كانا قد وصلا الى سن الشباب عام 1975.. من خلال مشاركتهما بعرض مسرحية «علي بيه مظهر» ثم التقيا من خلال تصوير مسلسل «أبواب المدينة» في فترة الثمانينيات.. وظل هكذا حتى فوجئ بها تعلن خبر زواجها من الملحن محمد ضياء وهي في الـ16 من عمرها.. وهو يكبرها بـ20 عاما كاملة.. والطريف ان زوجها كان قد تعامل معها كمطربة وهى طفلة حيث لحن لها اغنية «البالونة» وعمرها 7 سنوات.. وانقطعت علاقتها مع محسن الذي اصيب بصدمة شديدة افقدته توازنه لفترة.. وقرر ان يتفرغ لفنه حتى يصبح نجما.. في حين انشغلت هي بمنزل الزوجية وأنجبت طفلة (رنا) وغابت عنه لفترة طويلة سافر خلالها الحبيب إلى العاصمة الفرنسية باريس.
وعن لقائهما مرة اخرى أكد محسن: بعد فترة عدت الى مصر والتقيتها مصادفة في بهو مبنى التلفزيون حيث كان كل منا ارتبط بتصوير مسلسل.. وعادت صداقتنا واكتشفت ان زوجها قد توفي وانها انجبت ابنتها.. وظللنا نتحدث ونطمئن على بعضنا.. دون افصاح عن اي مشاعر حتى سافرت يوما الى باريس وهناك التقيتها مصادفة بعد ان علمت انها حضرت للعاصمة الفرنسية لاستخراج ما يسمى بالأداء العلني الخاص لأعمال زوجها الراحل وظل معها حتى انهى لها كل الإجراءات المطلوبة.. وقبل عودتها للقاهرة أعطاها دواء خاصا بوالده.. وبالفعل ذهبت لمنزل أسرته والتقت بهم.. وبعدها بفترة قصيرة توفي والده ليكتشف محسن ان والده طلب من عائلته ابلاغ ابنه برغبته ان تكون نسرين هي زوجة له.. فقرر تلبية رغبات الأب وقلبه وعقله.. وتقدم ليطلب منها الزواج ولم تفكر طويلا ووافقت على الفور وتمت الزيجة وحاليا لديهما ابن وابنة. ليشتركا بعدها في كتابة فيلم «شباب على كف عفريت» والذي اعتزلت بعده الفن تماما هي وزوجها عام (1991) عقب ارتدائها للحجاب وبررا ذلك بأنهما لم ينسجما مع الوسط الفني.
وعقب الاعتزال حاولت العديد من وسائل الإعلام استضافة ايامنهما ولكنهما رفضا رفضا قاطعا.. واختفيا تماما عن الأنظار.. حتى ان إحدى القنوات الدينية حاولت إقناع نسرين بتقديم برنامج ديني مقابل عشرة آلاف جنيه للحلقة الواحدة وبالطبع كان ردها الرفض.
وبالرغم من عودة محسن محيي الدين للأضواء والتمثيل من جديد بعد سنوات طويلة من ابتعاده الا انه صرح بأنه قرر العودة للفن الهادف وباختيار أدواره بدقة بما يتلاءم مع أخلاقه ومبادئه.. في الوقت الذي اصرت زوجته بموقفها الرافض العودة للفن مؤكدة أنها سعيدة بحياتها البسيطة الهادئة كزوجة وأم لانه يتلاءم مع طبيعة شخصيتها الهادئة المسالمة التي لا تتناسب مع مناخ الوسط الفني.
وصرح الزوج بأن نسرين لا تفكر في العودة إلى الفن مجددا نهائيا.. فهي عاشقة لمنزلها ومتفرغة لأسرتها.. وتعتبر ان الفن معاناة ومشقة لا يناسبها.