دمشق ـ هدى العبود
أكد الفنان السوري نزار أبو حجر لـ«الأنباء» ان الدراما السورية التي عرضت على الفضائيات هذا العام كانت خجولة بعض الشيء، نتيجة الظروف الصعبة والقاهرة التي مرت على البلاد من حرب ووباء كورونا المستجد مؤخرا الذي أدى إلى توقف شركات الانتاج عن التصوير وإفراغ الساحة الفنية تماما لأكثر من شهرين عن تصوير أي مشهد، مؤكدا ان الأعمال السورية حقيقة محاصرة وتعاني من قلة التسويق، وافتقاد النص الجيد وهجرة الفنانين السوريين وبعض شركات الانتاج.
وعن رأيه بالدراما السورية وحضورها الخجول لهذه الدورة، قال أبوحجر: بداية سأتحدث بكل شفافية عن الأعمال بدءا من «سوق الحرير» الذي سلط الضوء على الأوضاع الإنسانية والاجتماعية بسورية، ومن خلال مشاهدة العمل نشاهد «الإنصاف» للمرأة السورية التي عانت الكثير، لكنها رفضت تلك المعاناة بكل أشكالها، وبقي صوتها ووجودها قويا، هذا ما جسدته قمر «الفنانة كاريس بشار» والزوجة المتعلمة ومربية الأجيال التي رضيت بأن تكون الضرة الثالثة لتعيش بكنف رجل تعتقد أنها أحبته لكنها تمردت وطالبت بالعودة للعمل، واستطيع القول ان المخرجين أدركوا أين أخطأوا في بعض الأحيان بما نسب للبيئة الشامية من خلال العديد من الأعمال خاصة «باب الحارة» الذي نال شعبية عربية ومحلية وعالمية كبيرة، تزامن ذلك مع نقد لاذع من قبل النقاد والمثقفين والمؤرخين الذين انبروا للدفاع عن المرأة السورية التي تمثل أمهاتهم وأخواتهم وبناتهم.
برأيك ما الجديد على الصعيد الدرامي لدورة رمضان 2020 السورية؟
٭ انتقلت الأعمال الاجتماعية في دراما رمضان بالمشاهد إلى مساحة جديدة، فابتعدت عن مفردات الحرب وأوجاعها، واقتحمت عالم الإثارة والتشويق، من خلال الجريمة والعقاب والبحث العلمي وهذا شاهدناه من خلال أحداث «مقابلة مع السيد آدم» للنجم العالمي غسان مسعود الذي جسد الدور بطريقة علمية ممزوجة بعالم الجريمة والأمن الجنائي الذي عجز عن اكتشاف الجريمة بشكل مباشر لكن المحقق كان قد ربط الأحداث ببعضها، وهذا ان دل على شيء إنما يدل على كفاءة عالية في مجال الكشف عن الجرائم حتى ولو كانت في ظروف صعبة ومعقدة للغاية وسنشاهد ما أقوله في الجزء الثاني من مسلسل «مقابلة مع السيد آدم».
ماذا عن تأثير المقدمات الغنائية للمشاهد؟
٭ إذا أردنا الحديث عن شارة الأعمال الدرامية الحالية ولنتحدث عن شارة مسلسل «بروكار»، اشارت الأغنية بأن الأصيل لا تغيره المحن ولا الشدائد ويبقى أصيلا محبا في تعامله مع مجتمعه وهذا فعلا مضمون العمل لأنه تحدث عن حقبة زمنية تاريخية عاشتها دمشق وفيها الخائن والوطني كما في كل المجتمعات، أما سوق الحرير فقد بدأ المسلسل بأغنية «بالفلا جمال ساري» تأليف وتوزيع إياد الريماوي وغناء رانيا البسام، فكانت أغنية جميلة «من حيث الأداء الموسيقي، لكن هذه الأغنية ترافقت بمادة بصرية غريبة على الدراما السورية والعربية»، فقد تمثلت الأغنية مع ظهور منحوتات لوجوه الممثلين بسام كوسا وسلوم حداد، بالإضافة إلى جمالية الحارة الدمشقية العتيقة وأزقتها الضيقة، من هنا شكل المخرج عامل جذب آخر للعمل، بالإضافة إلى مساحة موسيقية تأخذ المشاهد المستمع للشارة إلى عالم آخر من حيث معاني الكلمات ومعناها من أجمل بنات العرب «يا سمرا يا شامية»، وهذا ان دل إنما يدل على سعة أفق مخيلة الملحن، وبالمقابل تعتبر مغامرة من قبل شركة الانتاج لأنهم يحاكون البيئة الدمشقية التي عشقوها واعتبروها مشروعهم الفني لسنوات، لكن هناك نقاد لا يتركون أي شيء ألا ويقفون عنده وقد يكون لهم وجهة نظر أخرى.
برأيك هل المشاهد أعجب بشخصيتك من خلال سوق الحرير التاجر الثري ونسي شخصية أبو غالب المشهورة من خلال سلسلة «باب الحارة» الشهيرة؟
٭ برأي الشخصي وما لمسته من الناس سواء في سورية أو حتى في الكويت عندما كنت في زيارتها مؤخرا، بأن المشاهد ناقد قوي ومتابع جيد، فشخصية أبو غالب ما هي إلا شخصية لرجل فقير يصرخ من تعبه وجور الزمن عليه، هذا على الصعيد الإنساني أما على الصعيد الفني فهو دور أتقنته وأحببته وقد يكون فيه جزء كبير من حياة عشتها لكنني من خلال مسلسل «سوق الحرير» بأجزائه الثلاثة اعتقد أن هناك نزار أبو حجر «التاجر» وليس «ابوغالب»، وبإذن الله ستترك أثرا كبيرا بذاكرة المشاهد السوري والعربي.