أعد الملف: يوسف عبدالرحمن مستشار الإدارة العامة
في صبيحة يوم الجمعة 4 من صفر 1432 هـ الموافق 7 من يناير 2011م وافى الأجل المحتوم العم خالد يوسف المرزوق عن عمر يناهز الثمانين عاما.
ونحن في غمرة الاستعداد للاحتفال بميلاد عروسنا «الأنباء» الخامس والثلاثين، وبينما كنا نستعد لإشعال شموع الفرح وتسخين طبوله، سقط فجأة قمر «الأنباء» من شاهق سمائها، انطفأ سراج «الأنباء» واسترد الله أمانته في العم الرمز خالد يوسف المرزوق وغيبه الموت من بيننا في البلد الذي أحبه دائما «مصر»، فوقف الدمع حائرا في المآقي والأحداق.
وبهذا المصاب الجلل فقدت الكويت و«الأنباء» رجلها الأول ومؤسسها، الذي بذل الغالي والنفيس من أجل رفعة هذه الجريدة التي ستسير على مبادئه ووصاياه التي ألزمها بها طوال خمسة وثلاثين عاما خلت دون ان تحيد عن الطريق الذي رسمه لها انطلاقا من أن الاستقامة كانت على الدوام طابع حياته.
يكفي «الأنباء» اليوم فخرا ومجدا أن أجيالا تخرجت على مدى أكثر من ثلاثة عقود وتحفظ لـ «الأنباء» رسالتها ومصداقيتها، وعلى خطى مؤسسها المرحوم بإذن الله تعالى خالد يوسف المرزوق.
وعلى خطاه مازالت «الأنباء» تواصل المسيرة وفاء بعهد قطعناه على أنفسنا أمامه وأقسمنا على تنفيذه والالتزام به بعد رحيله، وهو أن المصلحة العليا للكويت لا تعلو عليها مصلحة أخرى، وان الطاعة والولاء لأولي الأمر من حكامنا حاضرا ومستقبلا سبيل لا نحيد عنه، وعلى دربه سنسعى لتحقيق مصالح شعبنا الوفي الأصيل الطيب، وهو هدف مقدس ليس فيه مصالح خاصة أو أهواء شخصية.
اللهم تقبل روح والدنا خالد يوسف المرزوق بواسع رحمتك وثقل موازينه وأنزله منازل الشهداء والصديقين، فقد نذر نفسه من أجل أمانة الكويت وصدق في حمل الأمانة، وما «الأنباء» إلا واحدة من مآثره وإنجازاته.
صدرت جريدة «الأنباء» في 5 يناير 1976 من منطقة شرق، وفي عام 1979 انتقلت الى شارع الصحافة في منطقة الشويخ.
ومديرها العام اليوم الأستاذ فواز خالد المرزوق.
ترأس تحرير «الأنباء» الأستاذ ناصر عبدالعزيز المرزوق عام 1976، وتولى رئاستها أيضا المرحوم بإذن الله تعالى وليد خالد يوسف المرزوق حتى عام 1995، والأستاذة بيبي خالد يوسف المرزوق حتى عام 2009، وصولا الى رئاسة الزميل الأستاذ يوسف خالد المرزوق منذ 8 فبراير 2009 وحتى اليوم.. ولاتزال «الأنباء» تواصل مسؤوليتها نحو استشراف المستقبل.
وعلى الرغم من استقلالية جريدة «الأنباء» والتزامها التام بالقضايا المصيرية، فقد حاول أعداء الكويت والكلمة في منتصف يونيو 1976 بعد شهور من صدورها الاعتداء عليها ونجحوا في نسف مكاتبها في منطقة الشرق وتحديدا في دوار المقهوي.
وفي 6 مارس 1987 صدر حكم القضاء بتعطيل «الأنباء» واحتجبت عن الصدور لمدة أسبوع كأول سابقة قضائية، ثم بعد سنوات صدر حكم آخر بتعطيلها لمدة 5 أيام بسبب حواراتها الجريئة في 15 مارس 1995. وفي 15 أغسطس 1990 صدرت من القاهرة صوتا للكويت والكويتيين في المهجر ضد الاحتلال العراقي الغاشم واستمرت في الصدور حتى 16 أغسطس 1991 بأوامر مباشرة من العم خالد يوسف المرزوق طيب الله ثراه بعد ان وضع لها ميزانية كريمة ودعمها ماديا ومعنويا، ثم عاودت الصدور من الكويت المحررة في 21 ديسمبر 1991.
وضمت «الأنباء» في تاريخ مسيرتها أسماء لامعة في سماء الصحافة العربية من رواد الصحافة سواء من الذين عملوا في الكويت أو من أبنائها، نذكر منهم بكل فخر مع حفظ الألقاب:
- الأستاذ محمد خالد قطمة ـ رحمه الله
- الأستاذ سمير عطا الله
- الأستاذ يحيى حمزة
- الأستاذ نبيل الخضر
- الأستاذ وفائي دياب ـ رحمه الله
- الأستاذ حامد عزالدين
- الأستاذ حسام فتحي
- الأستاذ محمد الحسيني
هؤلاء وغيرهم من سكرتارية التحرير ورؤساء الأقسام والمحررين وكل عضو من أسرة «الأنباء» على امتداد تاريخها قصة نجاح متفوق، وليس هذا ادعاء ولا مجاملة، بل هناك جيل جديد ممن تخرجوا في مدرسة «الأنباء» الصحافية ويعملون في الصحف الكويتية الأخرى ويحققون النجاح في ميادينهم الصحافية، ويدينون لهذه المؤسسة الصحافية العريقة بالفضل والعرفان.
وتميزت «الأنباء» خلال خمسة وثلاثين عاما مضت بكونها الجريدة التي أصدرت العديد من الملاحق، فالكل يذكر ملحق الأربعاء الذي صدر في 19 مايو 1976 ثم تطور الى ملحق «وراء الأنباء» في ديسمبر 1991.
في 27 نوفمبر 1992 صدر ملحق الإيمان الذي كان يصدر كل جمعة وحظي بمتابعة جمهور عريض من داخل الكويت وخارجها.
وفي أكتوبر 1994 صدر ملحق بعنوان «أنباء الجريمة»، ثم توالت الإصدارات على شكل ملاحق منها «استراحة الأنباء، أنباء المجهول، شوف الأنباء، واحة الأنباء».
وفي 7 ابريل 2001 أطلت «الأنباء» على قرائها بحلة جديدة وشكل مختلف بكل محتواه من الاسم الى الحرف والتبويب والإخراج، وكان هذا في عهد رئاسة الأستاذة بيبي خالد المرزوق.
اليوم، وبعد انقضاء خمسة وثلاثين عاما من الانجازات والمكاسب الوطنية التي حققتها «الأنباء»، يجدر بنا ان نشير إلى رمزها وراعيها الأستاذ الجليل خالد يوسف المرزوق ـ رحمه الله ـ والذي انفق عليها الكثير كي تكون صوت المواطن الكويتي والمقيم، والنافذة المقروءة للكلمة الحرة المحافظة على الحرية بعيدا عن التسييس والصراعات.
تطل «الأنباء» اليوم من جديد في حلة جديدة كنتيجة للتطوير المستمر على جميع المستويات ووثبة تطوير مستهدفة منشودة تأخذ بعين الاعتبار مواكبة التطوير الكبير في عالم المطبوعات والصحافة الورقية والإلكترونية، وتؤكد مؤشراتنا والأرقام تقدمنا بين الشرائح بشكل متوازن حسبما جاء في شركات الدراسات والبحوث التسويقية، وحيازة ثقة قرائنا وتعاون المعلنين وشركات الدعاية والإعلان والتسويق.
و«الأنباء» اذ تطرح هذا التجديد والرؤية الى الواقع بأسلوب مهني يرتكز على المسؤولية والمصداقية، تضع مصلحة الكويت فوق أي اعتبار، متبنية قضايا المواطن والمقيم، مستشرفة طموحات القراء كشركاء في النجاح، وتضم تطلعات كل الشرائح بمن فيهم الشباب وغيرهم عبر جريدة التسويق والتوزيع للخبر الصادق والمعلن الواثق والرأي الحر، ومن أجل الكويت هذه الجريدة، فلتكن «الأنباء». ونعاهدك يا خالد الكويت عهدا صادقا أمام الله ايها الراحل الكبير وأنت الذي شغفت قلوب الناس، كل الناس في الكويت وخارجها، وتركت لنا رصيدا لا ينضب من هذا الحب، نعاهدك على ان نواصل الطريق على خطاك وعلى دربك وعلى مبادئك، محافظين على أمانة «الأنباء» لتواصل مسيرتها بفكرك ومبادئك، ولتعبر هذه الجريدة دائما عن ضميرك الحي ووجدانك ونقاء سريرتك أيها الرمز الخالد، ولتخلد ذكراك في القلوب، قلوب كل من أحبك وأخلص لك. وعلى العهد ماضون أيها الرمز الخالد في دفع مسيرة هذه الجريدة كي تصل الى المقدمة في إصرار لا يعرف التقاعس.
«الأنباء» باب الكويت للصحافة
في العاشر من عام 1979 استكملت «الأنباء» مبناها في منطقة الشويخ الصناعية على مساحة من الأرض تقدر بـ 8000 متر مربع، ثلاثة طوابق وسرداب استشرافا لمستقبل واعد من أجل خدمة صحافية تخدم الكويت وتوفر الخدمات الطباعية والنشر كواحدة من الشركات الوطنية وقد استوردت أحسن مكائن الطباعة وفي وقتها كانت قدرة ماكينتها تطبع 15 ألف نسخة في الساعة.
وكانت المطبعة التجارية حينذاك تملك قدرات طباعية ولها عقود شاملة لطباعة الكثير من المجلات والصحف والمطبوعات المنوعة.
وكانت شركة التوزيع ذراعا ناجحة لـ «الأنباء» حيث قامت بامتلاك أكبر شبكة توزيع ساهمت إلى حد كبير في نشر جريدة «الأنباء» في داخل وخارج الكويت.
وتميز مبنى «الأنباء» الرئيسي بقدراته على التوسع فرغم مرور 35 عاما على بناء «الأنباء» مازال المبنى فيه مجالات للتوسع حيث استوعب هذا المبنى كل المراحل التي مرت بها «الأنباء» وكانت أدواره على مر الزمان تحتضن كل قطاعات العمل في التحرير والإعلان والتوزيع. ويعد مبنى «الأنباء» من المباني المميزة في شارع الصحافة وذلك لوجود المبنى في الشارع الرئيسي.
مديرو التحرير.. نجوم في سماء «الأنباء»
محمد خالد قطمة
ترك إرثاً إعلامياً
عندما دخلت «الأنباء» قابلته في بداية الثمانينيات أثناء الحرب السوفييتية ضد الافغان واستمرار الحرب العراقية ـ الإيرانية، وطلبت منه ان يساعدني في ممارسة العمل الصحافي لرغبتي في الذهاب لتغطية ساحة الجهاد الأفغاني والقضايا الإسلامية، واعترف ابتداء بانه كان على غير وفاق مع مدرسة المحافظين في الكويت (أقصد التيار الديني) ولكن في داخله عقيدة ودين ظهر لي آخر أيامي عندما اتصل بي ليقدم مبلغا من المال للأسر الفلسطينية وأصر أن أقوم أنا بنفسي بهذا الأمر لأنه لا يثق بالجهات الداعمة للعمل الخيري وقد نفذت طلبه عن طريق لجنة فلسطين الخيرية، وكان يكثر من عبارة «ادع لي شيخي الحبيب».
|
محمد خالد قطمة |
كنت أتجادل معه حول الافتتاحيات التي كانت تشجع وزارة التربية على إنزال بناتنا الى ساحة الرقص في المسرح المدرسي ومرات قليلة استجاب لطلبي غير انه كان يوجهني صحافيا ويعطيني رأيا فيما سأقدم عليه من استطلاعات وتلقيت أكثر من مكالمة منه تشجيعا على اثر عودتي من تغطية ساحات الحرب في البوسنة والهرسك ومورو.
مولده:
ولد الأستاذ محمد خالد قطمة في عام 1934 في مدينة حماة السورية ودرس الابتدائية ثم ذهب الى لبنان للدراسة في المدرسة الأميركية ومنها الى الجامعة الأميركية في بيروت.
تعرض خالد محمد قطمة للسجن في بداية حياته وكان أول ما كتبه من إنتاجه في جريدة «صدى لبنان» ثم اتجه للعمل مديرا لتحرير جريدة «البناء» التي كانت تصدر عن الحزب السوري القومي الاجتماعي ثم مديرا في التلفزيون السوري ثم قرر الهجرة الى الكويت بعد ان دفع البدل في الجيش السوري وأسس في الكويت مجلة اليقظة وجريدة الرأي العام ثم الهدف ثم الوطن لينتهي به المطاف في جريدة «الأنباء».
وفي الاحتلال العراقي أسند له العم خالد يوسف المرزوق – رحمه الله – أمر إصدار الجريدة من القاهرة حتى رجع الى سورية وكلف الاستاذ يحيى حمزة بمتابعة الاصدار واستمر في عمله الصحافي حتى اكتفى بعد التحرير ببعض المقالات التي تنزل في بعض الصحف والمجلات المحلية والعربية. وانتهى به المطاف مديرا عاما لدار سعاد الصباح للنشر.
يقول لي في فندق المريديان في سورية عندما قابلته مع اخي الزميل طارق ادريس وأنا ضمن وفد المعلمين الزائر لنقابة المعلمين السورية أخي أبومهند: إن التعبير عن الذات بالكتابة أولا ثم بالنشر ثانيا وأنا يا شيخ أطالع ما ينشر لي وكأنني أقرؤه لأول مرة والأروع صدور الكتاب بين يديك أمر لا تعادله أي فرحة في العالم، وهو أول من قال لي: ستحصد الكويت كل ما قدمه الشيخ صباح الأحمد لأن العالم لن ينسى لحكيم الديبلوماسية جهوده ومساعداته لشعوب العالم، وكان متفائلا بقرب تحرير الكويت.
رافقته في مشواره السيدة نورا عازار وتزوجها عام 1962 بعد خروجهما من السجن في اليوم التالي مباشرة وله من البنات (نضال) وكان يسمى بها أبانضال وأيضا مجد وحبيبة ومنى.
رثاه العشرات من الزملاء يصعب حصرهم وأبرزهم د.نزار العاني بمقالة مطولة عنوانها: خالد قطمة.. من الخطابة والتحريض في المشاريع الثقافية الرائدة. أما الزميل عدنان فرزات فيقول في مقال رائع: الرجل الذي علمنا كيف نمسك بالقلم من الوسط. أعمق من العقل.. أحسن من العاطفة.. وأنا أقول والله صدق.
وفي عصر 10/11/2008 شيعت جموع من الصحافيين والمحبين الأستاذ محمد خالد قطمة بوجود حشد من السياسيين في مقدمتهم السفير السوري وأسرة «الأنباء» في مقبرة الصليبخات عن عمر يناهز 74 عاما بعد حياة إعلامية وصحافية حافلة قضى قسما كبيرا منها في الكويت وبخاصة في «الأنباء».
سمير عطاالله..
صاحب القلم الرشيق
في 3/10/1981 تولى الأستاذ سمير عطاالله مسؤولية مدير تحرير جريدة «الأنباء» خلفا للزميل المرحوم محمد خالد قطمة وقد كتبت «الأنباء» افتتاحية جاء فيها:
منذ اليوم يتولى الزميل سمير عطاالله مديرية تحرير «الأنباء» خلفا للزميل محمد خالد قطمة الذي أصر على ترك المنصب ومشاكله الإدارية لكي يتفرغ للكتابة وحدها.
والزميل سمير عطاالله ليس جديدا على «الأنباء» ولا على قرائها الذين يرافقون زاويته «عالم اليوم» منذ حوالي العام. وهو يحمل معه إلى الجريدة خبرة صحافية تزيد على عشرين عاما، بدأها في القسم الخارجي في «الأنوار» في عام 1960 وبعد ذلك انتقل الى العمل في «النهار» حيث أصبح من خلالها واحدا من أبرز المراسلين ومحرري الشؤون الدولية، بالإضافة الى انه كان المعلق الدولي في الصحيفة.
|
سمير عطاالله |
تجربة
وقد ترك سمير عطاالله «النهار» في عام 1974 لكي يصبح رئيسا لتحرير مجلة «الأسبوع العربي»، وهي تجربة لم تدم طويلا لكنه سجل خلالها ارتفاعا كبيرا في توزيع المجلة. ومن «الأسبوع العربي» هاجر الى كندا حيث درّس العلوم السياسية طوال عام ونصف كما حاضر خلال هذه الفترة في جامعات كندا وأميركا حول القضية العربية وأصدر كتابا شعريا باللغة الانجليزية بعنوان «سنوات الغربة».
بعد الحرب
ومن كندا عاد.. مع عودة الصحافة اللبنانية بعد الحرب حيث انضم الى أسرة «المستقبل» منذ عددها الأول كمعلق للشؤون الدولية ومحرر رئيسي. وخلال عمله سافر سمير عطاالله حول العالم، من واشنطن الى موسكو ومن باريس الى بودابست ومن كينيا الى ايرلندا.. متعمقا في أحداث العالم ومشاهدا إياها عن قرب.
مدير القبس
وكتب الزميل رؤوف شحوري مدير القبس الأسبق مقالة جميلة بعنوان: (سمير عطاالله.. مرحبا) رحب بمجيئه الى الكويت كعودة الابن المشتاق، عشقا للحرية حيث تمتاز الكويت بقدر كبير من الحرية، وذكره بالأحلام القديمة التي عاشاها معا وهو الصحافي المحترف والإعلامي الموهوب.
ورحب كاتبا: سمير عطاالله أهلا بك مديرا لتحرير الزميلة العزيزة «الأنباء» مع كل الحب والدعاء بالتوفيق والنجاح في مهمتك الكبيرة.
والزميل سمير عطاالله ولد في بيروت عام 1941 ويكتب في جريدة النهار مقالا كل يوم الأربعاء وله في جريدة الشرق الأوسط زاوية يومية منذ 1987 وعرف عنه انه يمزج السياسة بالأدب والثقافة بالحدث والتعليق.
وله العديد من المؤلفات مثل: «ناس ومدن» من أدب الرحلات، «بائع الفستق» رواية «مسافات في قلوب الآخرين».
متزوج وله ولدان.
ومعظم مؤلفاته في التاريخ والرواية والشعر.
قال عندما استقبلته في المطار أنا والزميل محمد الحسيني: جميل ان يعود الإنسان الى البلد الذي أحبه وله فيه ذكريات غالية وترحم على الاستاذ أبا نضال المرحوم بإذن الله الاستاذ خالد محمد قطمة، وأضاف: انا سعيد بأن أسمع ان الاستاذ يحيى حمزة سيحضر والاستاذ حامد عز الدين، وما قمتم به خطوة جميلة.
يحيى حمزة
أوصل «الأنباء» للصدارة
يحيى حمزة.. قضى في الصحافة الكويتية أكثر من ربع قرن منها 8 سنوات في جريدة «القبس» وتسعة عشر عاما في جريدة «الأنباء» والتي اعتبرها بيته الثاني مثلما كانت الكويت ومازالت بلده الثاني.
ومثلما أعطت «الأنباء» يحيى حمزة الحب والثقة والإنصاف أعطاها من وقته وجهده حتى وصل بها الى «الصدارة».
|
يحيى حمزة |
كثّر الله خيرك
كان هذا هو مقال أخي - المرحوم بإذن الله – وليد خالد المرزوق – طيب الله ثراه، كتبه ونشره في 4/5/1993 بعنوان: «كثّر الله خيرك» والذين يعرفون أستاذنا «بوخالد» ـ رحمه الله ـ يعرفون انه نادر الكتابة وإذا كتب يكتب حقيقة مشاعره دون مجاملة ويعتبر أستاذنا وليد المرزوق – رحمه الله – الأستاذ يحيى حمزة – أستاذه ويقول في مقالته الوثيقة:
ماذا يمكن ان تقول لإنسان أعطاك جهده وإخلاصه..؟ وماذا يمكن أن توفي حق من وقف معك في أشد وأحلك أيام محنتك..؟ وما تقول في رجل علم وغرس وصبر حتى رأى تلاميذه يتسلمون مسؤولياتهم..؟ وكيف تقيّم إنسانا يفيدك وينصحك النصيحة الخالصة التي أصبحت عملة نادرة في أيامنا هذه..؟
الأستاذ يحيى حمزة،،
ما أقول فيك ولك وأنت الذي جعلت من «الأنباء» الصرح الذي هي عليه الآن؟ وكيف استطيع ان أرد لك جميلا طوقت به أعناقنا حين كان يتصل ليلك بالنهار لترى جريدتك «الأنباء» في أفضل مستوى. وما عساني أقول فيك وأنت الرجل الذي خبرنا معدنه الأصيل في الأشهر السبعة العجاف حين دمر العراق كل ما تحمل الكويت من شواهد حضارية ولم تنظر يا أستاذنا الى وقت أو جهد أو عطاء لترفع معنا صوت الحق الكويتي مدويا حين كانت أرض الكنانة والأصالة ملاذنا وملاذ آلاف الكويتيين.
العزيز أبوحاتم،،
أعطيتنا أكثر من حقنا.. وأجزلت عطاءك حين ربيت جيلا من الصحافيين الكويتيين العاملين في «الأنباء» أو في الصحف الزميلة الأخرى، لم تبخل ولم تتردد ولم تجفل في أفضل أيامنا أو في سواد أشهرنا السبعة، بكل صراحة يا أستاذنا الكريم أقول لك: كثّر الله خيرك، ما قصرت.. وسامحنا إن قصّرنا بحقك.
يحق لك أن تفخر
وفي نفس التاريخ 4/5/1993 كتبت الأخت بيبي خالد المرزوق مقالا تاريخيا موجها الى الأستاذ يحيى حمزة تضمن عبارة غاية في الأهمية: أستاذي يحيى حمزة.. ما قدمته للأنباء أكبر من الشكر.
وما كان ممكنا لـ «الأنباء» ان تزخر بعناصر كويتية واعدة تبشر بالخير لو لم تزرعها بصبر وتسقها من خبرتك دون حدود.
يحق لك أن تفخر بما صنعت ويحق لك ان تتباهى فما قدمته لـ «الأنباء» والكويت جيل من الصحافيين سيحافظ على أمانة الكلمة ويصون شرف المهنة.
أمسية جمعية الصحافيين
في يوم الاثنين 3/5/1993 شهدت جمعية الصحافيين الكويتية احتفالا حاشدا من رفاق المهنة العاملين في بلاط السلطة الرابعة وعدد من المسؤولين، ذلك الحفل الوداعي لتكريم الأستاذ يحيى حمزة بمناسبة انتهاء عمله ومغادرته الكويت عائدا الى القاهرة وقد أشاد الاستاذ جاسم النصف بالأستاذ المكرم ووصفه بأنه يشكل بصمة في تاريخ الصحافة الكويتية في «القبس» و«الأنباء».
رئيس جمعية الصحافيين الزميل أحمد بهبهاني اختصر تعبيره عن المناسبة باسم كل الزملاء وقال: ونحن نودع زميلا عزيزا نقدر جيدا ما قدمه لصحافة الكويت.
أما الزميل الأستاذ يوسف السميط رئيس وكالة الأنباء الكويتية «كونا» فقال: انه من أخلص الإعلاميين العرب وحسبي ما سمعت من شهادات زملاء عاصروه سواء في «القبس» أو «الأنباء» وأيضا اتسام عمله دائما بالصمت.
وقد رد الأستاذ يحيى حمزة على الزملاء جميعا بأنه يشعر بالخجل الشديد أمام هذه المشاعر الصادقة وهذا الكرم والتقدير وختم بأن شهادته مجروحة في «الأنباء» التي أعطته أكثر من الكثير وهو لا يقيس الأمور بالمقياس المادي أو المعنوي وانما يقيسها بمقياس المبادئ والمثل التي هي أساس مهنة الصحافة شئنا أو أبينا وختم: أعطتني «الأنباء» ثلاثة أشياء: الثقة والتقدير والمسؤولية.
مداخلة د.أحمد الربعي
كان حضور د.أحمد الربعي – رحمه الله – حفل التكريم في نصف الساعة الأخير من الحفل المفاجأة التي أسعدت الأستاذ يحيى حمزة وقال «أبوقتيبة» عند سؤاله عن مشاعره وهو رفيق القلم: أتصور ان سفر الأستاذ يحيى حمزة هو خسارة كبيرة للصحافة الكويتية وطوال فترة عمله هذه السنوات بالفعل ترك بصماته وقدم مجموعة من الشباب الكويتي الذين تتلمذوا على يديه ولا أملك إلا أن أدعو له بالتوفيق ولكنني أتبع دائما هاجسي الذي يقول ان يحيى حمزة عائد بإذن الله ليش هذا الهاجس.. ما أدري؟
وصدق أبا قتيبة في هذه الجزئية لأن الأستاذ يحيى حمزة رجع مرة أخرى وأوصل «الأنباء» الى الصدارة بلا منافس.
هدايا تذكارية
ثم وزعت الهدايا التذكارية عليه من جمعية الصحافيين و«كونا» ومن «المشروعات السياحية» ومن «الأنباء» قدمتها الأخت بيبي المرزوق وهدية من الشيخ ناصر المحمد قدمها الأخ نايف الركيبي.
أمسية تاريخية كانت في جمعية الصحافيين فاضت فيها الذكريات وأخرى في الفنطاس في ديوان العم خالد يوسف المرزوق وأولاده فاض فيها الوفاء والأصالة وشيم أهل الكويت الأصيلة.يحيى.. و«الأنباء».
نبيل سالم الخضر
ابن مهنة الصحافة
رافقت نبيل سالم الخضر في «الأنباء»، وهو يحمل منصب نائب لمدير التحرير ثم أعقبها 8 سنوات مديرا للتحرير بعد سفر الأستاذ يحيى حمزة.
ورغم ان الاستاذ نبيل الخضر خريج بكالوريوس علوم – تخصص جيولوجيا من جامعة الكويت الا انه واحد من أبرز الكويتيين في مهنة الصحافة، عارف بأسرار المهنة ومبدع في الكتابة الساخرة وقد تعلمت على يديه أصول التحقيق الصحافي وهو صحافي لا يشق له غبار فاهم لأصول المهنة والحرفة.
وقد بدأ حياته في جريدة «الرأي العام» القديمة وأسس جريدة «أسرار» نصف الشهرية وله رصيد كبير في اعطاء المحاضرات الصحافية، لأنه واحد من مؤسسي جريدة «آفاق» الجامعية وأول مدير تحرير لها ونظم العديد من الدورات الصحافية في جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي وشارك كمراسل حربي في تغطية حرب أسام في الهند وحرب اليمن.
|
نبيل الخضر |
وله تاريخ كبير في عقد دورات المهارات الصحافية وأسس مجلة «الخريج الجامعي» وكان أول مدير تحرير لها.
٭ قام بتغطية أكثر من 30 مؤتمرا أو مهرجانا خارج الكويت.
٭ صنف ضمن الشخصيات المهمة في المجال الصحافي في كتاب «إعلام الكويت» كونه أول مدير تحرير كويتي في الصحف الكويتية.
٭ مثل الكويت في عدة مناسبات إعلامية داخل وخارج الكويت ومعظمها ضمن الأسابيع الثقافية الكويتية.
٭ خبير في الأمور الفنية الصحافية، ويعطي دروسا في الإخراج والتنفيذ والمونتاج والطباعة.
٭ مديرا لتحرير جريدة الشاهد الأسبوعية 3 سنوات.
٭ مديرا لتحرير ومدير عام جريدة الشاهد اليومية (3 سنوات).
٭ مدير عام لشركة الدار الكويتية والتي تضم الشاهد اليومية والشاهد الأسبوعية والشاهد الفضائية.
٭ مدير عام شركة دار الإعلام للتوزيع والنشر والطباعة.
٭ عضو جمعية الصحافيين الكويتية.
٭ حاليا مستشار إعلامي بجامعة الكويت.
٭ صدر له كتاب ساخر واحد عن أدب الرحلات تحت عنوان «هلوسة فكرية».
وتبقى الحقيقة ان الأستاذ نبيل الخضر يعتبر واحدا من قلة يملكون الخبرة الصحافية لإخراج جريدة أو مجلة وانه يملك قلما للكتابة الشاملة وخاصة الكتابة الساخرة ومن يقرأ كتابه «هلوسة فكرية» يعرف مدى تمكنه في هذا الشأن وقد كان لي دور كبير في نصحه لإخراج هذا الكتاب الى النور ولاقى صدى طيبا.
وفائي دياب
أدب جم وأخلاق عالية
انضم الأستاذ وفائي دياب – رحمه الله – الى أسرة «الأنباء» نائبا لرئيسة التحرير في 8/11/1998.
باشر وفائي دياب مسؤولياته في الجريدة وهو يملك خبرة 25 عاما قضاها في الصحافة العربية حيث عمل في جريدة الحياة في بيروت ثم غادر الى لندن والتحق بجريدة المنار ثم بعد ذلك بجريدة الشرق الأوسط التي شارك في تأسيسها ثم بعد ذلك عمل في مجلتي الحوادث والصياد قبل ان يلتحق بالقبس الدولي مديرا لمكتبها في العاصمة البريطانية.
|
وفائي دياب |
أثناء الاحتلال العراقي ساهم في إصدار جريدة القبس الدولي في لندن في ظروف صعبة وبعدها «صوت الكويت»حيث عمل مديرا للتحرير بها حتى إغلاقها ثم عاد الى «الشرق الأوسط» مديرا للتحرير وأصدر خلال هذه الفترة كتابه وثائق الاحتلال وحقائق التحرير الذي نال عليه جائزة المكتبة البريطانية.
وفاته
وفي 17/12/2006 كتبت «الأنباء»: «الزميل وفائي دياب في ذمة الله عن عمر يناهز 55 عاما بعد تعرضه لأزمة قلبية».
وقد رثاه الزميل علي بلوط في مقالة حزينة عنوانها: «وفائي وداعا» يقول في إحدى فقراتها: تجاوزنا كجنوبيين في غربتين كزميلين في مهنة واحدة وفي مكتب واحد وفي مكانين وفي كل مرة كان وفائي دياب ابن (عين ابل) في جنوب لبنان.
وكتب الزميل علي الرز مقالة عنوانها (رحلة الشتاء.. الطويلة) يختمها بخاتمة حزينة: (خطفك الموعد في رحلة الشتاء والشتاء سيطول يا وفائي.. سيطول).
وفي عهده انتقلت أنا الى العمل الخيري وأقولها صريحة بأن الأستاذ وفائي دياب كان يتعامل معنا بكل الأدب الجم وكان قليل الكلام مع من حوله في العمل.
حامد عزالدين
زرتها فقدتها
لم أجد تقديما للأستاذ حامد عزالدين كمدير لتحرير جريدة «الأنباء» افضل مما كتبه في 27/9/2002 في «الأسبوع 6 أيام» في محطة الأحد بعنوان: «الأنباء» يقول:
معرفتي بـ «الأنباء» تعود الى ما قبل أحد عشر عاما أو يزيد، كنت وقتها في الدوحة مديرا لتحرير «الشرق» القطرية اليومية، وبعد تحرير الكويت من براثن الاحتلال الصدامي البشع بفترة بدأت أتابع الجريدة بسبب وجود أصدقاء كويتيين تعرفت عليهم عن قرب خلال فترة الاحتلال كانوا مقيمين في قطر بينهم واحد من أبناء «الأنباء» هو الصحافي المتميز نبيل الخضر، وذات يوم فوجئت بصفحات الجريدة تمتلئ يوميا بمقالات تتحدث عن إنسان بكثير من التقدير والتكريم والاحترام، لم أكن أعرف الأستاذ يحيى حمزة قبل ذلك لكنني عرفته وتعرفت عليه من خلال ما قرأته عنه على صفحات «الأنباء» وهي تودعه بكل الحفاوة والمحبة عندما اختار – لظروفه – العودة الى القاهرة.
|
حامد عزالدين |
ارتفع قدر «الأنباء» وأصحابها في نفسي فما قرأته وحجم التكريم الذي حظي به رجل خدم «الأنباء» في موقع المسؤولية التحريرية عنها على مدى سنوات لا يمكن ان يصدر إلا من كرام أصحاب أصل.
زيارة الكويت
ومرت السنون وجئت الى الكويت، وبعد فترة عاد الأستاذ يحيى حمزة وأبلغته بأن معرفتي به كانت عبر صفحات «الأنباء»، وتعرفت على أصحاب هذه المؤسسة عن قرب على فترات متباعدة على رغم انني عملت مديرا لتحرير صحيفة أخرى هي «السياسة».
ومرت سنون أخرى تركت فيها الكويت لشهور الى حبيبتي القاهرة وعدت مجددا للعمل مستشارا إعلاميا لمجلس الأمة الكويتي العريق الذي عرفت فيه الكويت كما لم أعرفها من قبل، الكويت الديموقراطية الحقيقية، كويت الحوار الراقي على رغم سخونته، كويت الطيبة والأخلاق العالية، وشاركت خلالها في صنع تجربة صحافية رائدة تمثلت في إصدار الصحيفة البرلمانية الشعبية الأولى في العالم العربي وهي صحيفة «الدستور» التي أثارت الكثير من الجدل ولاتزال تثير.
«الأنباء»
لكن بقيت «الأنباء» في ذاكرتي دوما موقعا تفوح منه بقوة رائحة الأصالة والكرم والتعامل الإنساني الراقي، أعرف المثل الكويتي الذي لا يفضل المدح في الوجه لكني لا أمتدح أشخاصا وأجد نفسي مضطرا كل الاضطرار لمثل هذه الاشارات البسيطة حتى أوضح أمرا مهما سيأتي فيما بعد.
تحمل المسؤولية
فبعد كل هذه السنوات الطوال، ومساء الجمعة الموافق 15 أغسطس 2002، دخلت الى «الأنباء» لأتشرف بحمل مسؤولية إدارة تحريرها بعد نحو ثماني مرات على مدى سنوات دخلتها فيها زائرا، وكانت الساعة تجاوزت العاشرة والنصف من مساء ذلك اليوم ذاته عندما دخلت مكتبي، ومن اللحظة الأولى شعرت بشعور غريب هو انني كنت هنا من قبل في المكان نفسه، لم تخالجني قط لحظة استغراب، ولم احتج الى وقت حتى للتعود على المكان، أخذني شعور جميل على رغم غرابته انني أنفذ أمرا إلهيا قدريا، هل أدركتــم حجم الارتبــاط بين هــذه الفقرة وما سبقتها.
حسام فتحي
خبرة مهنية
حسام فتحي.. من مواليد القاهرة عام 1962 وحاصل على بكالوريوس إعلام من جامعة القاهرة.
عين قبل الاحتلال العراقي محررا في قسم الاقتصاد في 1/7/1989 وبعد التحرير رجع وعمل في «الأنباء» 1/11/1991، وتعدل مسماه ليصبح رئيس قسم الاقتصاد في 11/5/1993.
استقال في 17/3/1998 ثم رجع الى «الأنباء» في 3/2/1999 ليصبح مديرا لتحرير الشؤون الاقتصادية، ثم استقال في 1/5/2005 ليصبح مديرا لتحرير الزميلة جريدة الوطن.
|
حسام فتحي |
والزميل حسام فتحي يتمتع بخبرة مهنية واخلاق عالية وعلاقات ممتدة داخل وخارج الكويت اهلته ان يكون مديرا ومسؤولا عن عدد كبير من الجرائد والمجلات.
خبرة مهنية
والزميل الاستاذ حسام فتحي ــ ابو سارة ـ كما يحلو للزملاء ان ينادوه، يتمتع بقدرة كبيرة على العمل الصامت من دون ضجيج، ونظرا لحجم ارتباطاته بالقطاعات الاعلامية نشير اليها وهي: 1992 – 1994 عمل مدير لمكتب وكالة الانباء القطرية في الكويت.
والزميل حسام فتحي بدأ حياته في الكويت 1982 – 1986 محررا صحافيا بوكالة انباء الشرق الاوسط المصرية (بارتايمر) ومحررا بمجلة صباح الخير المصرية، وهو عضو في نقابة الصحافيين المصرية وعضو في جمعية الصحافيين الكويتية وعضو في اتحاد الصحافيين العرب وايضا عضو في الاتحاد الدولي للصحافيين.
ويتحلى الزميل حسام فتحي بأدب جم ولباقة وهو احد القيادات التي عملت في صمت بجريدة «الأنباء» ويملك خبرة مهنية اهلته كي يكون مديرا ناجحا كما يملك خبرة تراكمية في المجال الاقتصادي لطبيعة تأهيله المهني، من خلال عمله كمحرر ورئيس لقسم الاقتصاد. تعرض الزميل حسام فتحي لعارض طبي مؤخرا سافر على اثره الى الخارج للعلاج وقد رجع مؤخرا محفوظا برحمة الله ودعاء تلامذته ومحبيه.
يمارس عمله حاليا كمدير للتحرير في الزميلة جريدة «الوطن» ويؤدي عمله بجد وإخلاص في الإعلام المقروء.
محمد بسام الحسيني
جيل الشباب يقود المسيرة
في عام 2003 انتسب الاستاذ محمد الحسيني الى أسرة «الأنباء» محررا في القسم الرياضي وفي العام نفسه انتقل إلى قسم الخارجيات ثم المحليات في 2004 وترأسهما حيث مهدا له الطريق في عام 2005 ليعمل سكرتيرا للتحرير ثم واصل صعوده مديرا للتحرير عام 2007 وكان عند تعيينه في هذا المنصب الرفيع أصغر مديري التحرير في جريدة يومية كبرى في العالم العربي والشرق الاوسط. وهو خريج جامعة القديس يوسف usj إجازة في العلوم المالية والادارية عام 1999 ثم حصل على اجازة في القانون عام 2000 من الجامعة اللبنانية، وقد عمل قبل قدومه الى الكويت في جريدة الديلي ستار في بيروت عام 1999 ثم انتقل الى العمل في ترانسموغ سارل (سيبيريا)، بيروت عام 2001.
|
محمد الحسيني |
أجرى محمد الحسيني خلال عمله في «الأنباء» مقابلات مع عدد من الزعماء وكبار المسؤولين في العالم، ونشرت المقابلات في جريدة «الأنباء» وفي صحف في بلدان مجلس التعاون الخليجي، ومن بين هؤلاء الزعماء:
٭ الرئيس الأفغاني حامد كرزاي «مقابلتان».
٭ الرئيس السوري بشار الأسد.
٭ الرئيس الصومالي عبدالله يوسف أحمد (في الصومال).
٭ رئيس البوسنة والهرسك حارث سيلاجيتش (في البوسنة).
٭ الرئيس الفيتنامي نغوين مينه تريت (في فيتنام).
٭ رئيس كوسوفو فاتمير سيجديو (في كوسوفو).
٭ الرئيس الفلسطيني محمود عباس
٭ رئيسية ليبيريا إيلين جونسون سيرليف.
٭ رئيس اريتريا أسياس أفورقي.
إضافة الى رؤساء ونواب رؤساء برلمان وحكومات ووزراء خارجية، ومن بينهم:
٭ كوكسال توبتان (تركيا).
٭ ملس زيناوي ( أثيوبيا).
٭ نور المالكي (العراق).
٭ والعديد من الشخصيات العربية والعالمية بينها الأمينين العامين الحالي والسابق لحلف شمال الاطلسي ياب دي هوب شيفر و اندرس فوغ راسموسن ووزراء خارجية العديد من الدول. كما قام الحسيني بجولات عالمية منها زيارات لـ 3 حاملات طائرات أميركية (أيزنهاور ـ نيميتس ـ وستينيس) خلال فترة سنة بين (2007 ـ 2008) وغيرها من الزيارات. ويتمتع الزميل محمد الحسيني بقدرة فائقة في التعامل الالكتروني وله بصمة واضحة في موقع «الأنباء» الالكتروني من حيث الرصد والمتابعة والتطوير.
رحل أسامة صبري وكلماته في الهدف
الاستاذ أسامة صبري رئيس القسم الرياضي في جريدة «الأنباء» هو بلا شك مدرسة في الصحافة الرياضية، فقد خرج أجيالا تدين له بالفضل لتعليمها أصول الصحافة الرياضية، فرغم كونه ضابطا سابقا في الجيش المصري وحكم يد دوليا معروفا، الا أن هذا كان من عوامل نجاحه عندما التحق بماكينة «الأنباء» عند صدور عددها الأول في 5 يناير 1976.
وأشرف على أول ملحق رياضي في «خليجي 4» وعرف عنه حبه الكبير لسباق الخيول وقدرته الكبيرة على تحليل مباريات كرة اليد والفروسية والرماية.
|
أسامة صبري في إحدى المناسبات مع الشيخ أحمد اليوسف |
وهو أحد أشهر كتاب الاعمدة الرياضية وكانت زاويته باسم «كلمات في الهدف» وفي البداية كان اسمها «حديث الرياضة»، غير أن المضمون واحد وهو قدرته الى التسديد في الهدف.
رثاه العديد من الزملاء مثل الزميل مرزوق العجمي في مقالته المطولة (رحل أسامة.. وبقيت «كلماته في الهدف») وذكر الكثير من المعلومات فيها حول شخصيته وانجازاته.
كما رثاه رئيس اتحاد ألعاب القوى الأخ محمد السمار في مقالة عنوانها «فقدناك يا أبا أحمد» واعتبره فقيد الرياضة الكويتية والاعلام الرياضي، وأما الزميل طلال المحطب فقد كتب زاوية بعنوان «مدرسة الصحافة الرياضية»، أشاد فيها بأستاذه وإنجازاته واعتبره مدرسة تخرج الاجيال، واستشهد بتلمذة مرزوق العجمي على يديه وكيف كان فضل الاستاذ أسامة على الشاب المشاغب مرزوق العجمي الذي غدا اليوم واحدا من أبرز نقادنا الرياضيين، أما مراسل «الأنباء» في البحرين الأخ ناصر محمد فكتب مقالة بعنوان «ورحل الاستاذ» وبيّن دوره في أوساط الرياضة الكويتية وإنجازاته في جريدة «الأنباء» وعلاقته بالأسرة الرياضية على مستوى العالم وكيف لعب أسامة صبري دورا كبيرا في الصحافة الرياضية الكويتية وكيف كانت «الأنباء» تنفرد بنشر الأحداث والمواضيع العامة حتى توفاه الله عن عمر يناهز 67 عاما في 4/6/2005 بالقاهرة.
اسمه رياض جمال «العم أبوغسان» همه الشغل
من الشخصيات التي لا تنسى في «الأنباء» العم رياض جمال، والكل يسميه «العم أبوغسان»، أول ما التقيته في «الانترتيب» وهو عملية صب الاحرف بالرصاص يوم كان الطبع يتم بهذه الطريقة اليدوية.
رياض جمال
«العم أبوغسان» كان من الشخصيات المحبوبة في «الأنباء»، الكل يصبح ويمسي على هذا الختيار الوقور، فيكون الرد «الحمد لله.. بدنا موادكم يلا حتى يشتغل الشباب»، كان إنسانا بسيطا متواضعا عارفا لأسرار مهنته وعرف بالابتسامة التي تضاهي «الموناليزا»؟
|
لقطة تذكارية لجانب من أسرة «الأنباء» خلال حفل توديع العم بوغسان - رحمه الله |
عمل في «الأنباء» من بداياتها وتطور فيها حتى أتعبه داء السكري وكثيرا ما سمعته يطلب من أختي بيبي خالد المرزوق أن تعفيه لأنه ما عاد يقدر يعطي قدر ما يأخذ، على حد قوله ـ رحمه الله ـ إلا أنها كانت تداعبه بضحكة ومماحكة حتى انها كتبت زاوية رائعة في الصفحة الأخيرة «الأسبوع 6 أيام» بتاريخ 23/7/1999 في محطة الأربعاء عنوانها: «العم أبوغسان»، وكان الاستاذ نبيل الخضر في وقت انتظار الطباعة يستدعيه ليجلس بيننا ونضحك معا لأن الزميل الاستاذ «أبوبدر» كاتب ساخر ويناقشه في قضايا وأمور تستثيره فيقول: شو؟ غير انه كان على الدوام حريصا على العمل ومتفانيا في أداء وظيفته، وكان أبا للجميع وتعلو الابتسامة محياه ولم تفارقه هذه الابتسامة حتى في أحلك الأوقات. انتقل الى رحمة الله تعالى بعد أداء مشرف في جريدته «الأنباء» التي بادلته الوفاء والمحبة وحزن الجميع على فقده، فلقد كان أبا للجميع دون استثناء.
وجيه العجوز
٭ في 7/8/1976 انضم الصحافي اللبناني المعروف الزميل وجيه العجوز الى أسرة «الأنباء» وبدأ عمله بعد أن تولى إدارة جريدة «الأنوار» اللبنانية سبع سنوات وانضمام الزميل «العجوز» الى «الأنباء» كسب معنوي نظرا لرصيده المهني الطويل.
٭ في عام 1979 دخلت «الأنباء» سنتها الرابعة وكتبت في صدر افتتاحيتها عنوانا: سنة رابعة عمل وعدد كل جمعة عدد لكل بيت.. وشكرت القارئ ووكالات الأخبار ومديري مكاتبها على إرسال 538 خبرا وتعليقا خلال السنة الثالثة واعتبرته نصرا صحافيا لـ «الأنباء».wa
دفعت «الأنباء» ثمن الكلمة عبر مسيرتها
٭ في 3 مارس 1987، صدر حكم القضاء بتعطيل «الأنباء» لمدة أسبوع، ورغم ان إيقاف «الأنباء» هو أول سابقة قضائية وأول حكم من نوعه في تاريخ المحاكم بالكويت، ولأن «الأنباء» مؤمنة بديموقراطية الكلمة وحرية الرأي والتعبير، فهي تعتبر أن استقلالية القضاء في الكويت احدى مفاخر الديرة العزيزة.
وفي 15 مارس 1995، صدر حكم آخر بتعطيل «الأنباء» لمدة خمسة أيام من جانب الحكومة بسبب نشرها حوارات جريئة وبناءة مع بعض الشخصيات المحلية، مما اعتبرته الحكومة إساءة للمصلحة الوطنية، وكانت الحكومة قد عطلت الصحيفة بالمادة 35 مكرر من قانون المطبوعات التي هي ملغاة أصلا من قبل مجلس الامة في ابريل 1982.
غالب حجازي أصغر منتاجير
٭ دخل «الأنباء» في 10/9/1980 وعمره 15 عاما ليعمل في قسم المونتاج ثم رقي إلى مساعد منتاجير فمنتاجير ثم رئيسا لقسم المونتاج فنائبا لمدير الإنتاج فمدير إدارة الإنتاج. تخرج على يديه جيل من الفنيين منهم ياسر الزين وحمزة عيسى، ومصطفى ـ العامل حاليا في الإدارة. كرم في 10/9/2005 بمناسبة مرور 25 عاما على أداء عمله في جريدة «الأنباء».
يقول: أنا أنبائي الهوى والهوية.. أبو بلال ما قصرت
محمد أبوخالد لـ «الأنباء»: ركبت ماكينة الطباعة
زرت الأستاذ محمد أبوخالد مدير عام مطبعة الخط في مكتبه وطلبت منه حديثا مفصلا لبداية عمله في جريدة «الأنباء» والدور الذي قام به حينذاك وكيف كلف بعمل نواة للمطبعة التجارية وكيف تم الانتقال من مبنى الجريدة في دوار المقهوي الى المبنى الجديد في الشويخ وأنشر تفاصيل الحديث.
تحية وشكر
أولا أشكر جريدة «الأنباء» على عودتها لي بمناسبة مرور 35 عاما على الصدور المتواصل وما كان هذا ليتم لولا فضل الله ثم جهود الملّاك، وقد وضح لكل الناس في الكويت والخارج مكانة «الأنباء» ورصيدها من الحب الجماهيري لتاريخها المشرف في القضايا الوطنية والقومية ونصرة الإسلام، والتحية لكل زملائي من هم أحياء أو الذين توفوا رحمهم الله جميعا.
|
محمد أبوخالد |
البداية
عملت في عام 1976 في القسم الإعلاني (القومية) الذي رأسه المرحوم بإذن الله الزميل أديب باقي، وكلفت في وقتها من ادارة «الأنباء» بالإعداد لعمل دراسة جدوى لمطبعة تجارية، وتم هذا بالفعل حيث باشرنا تسلم عروض الأسعار من الشركات المختلفة وكنت في بدايات حياتي واملك جانبا من الخبرة في المجال الحيوي حيث كانت الكويت يومها بدأت تعرف بالمجال الطباعي والنشر والتوزيع.
وبالفعل تم شراء أول ماكينتي طباعة صغيرتين وركبتا في المبنى القديم بالشرق وكانت هاتان الماكينتان الصغيرتان هما نواة المطبعة التجارية الكبرى التي بنيت لاحقا في الشويخ. وفي منتصف عام 1977 تم نقلي من مطبعة جريدة «الأنباء» في الشرق الى المبنى الجديد في الشويخ بدلا من الأخ الزميل أنيس فاخوري.
الماكينة الجديدة
وكان أول تحد امامي هو تركيب الماكينة الجديدة التي تم شراؤها وأخذت على عاتقي تركيبها وكانت المساحة ضيقة في وقتها لوجود موانع تم إزالتها فيما بعد، ونجحت مع فريق العمل الذي كونته في تركيب الماكينة في فترة قياسية، وكان هذا إنجازا كبيرا وفتحا لـ «الأنباء» لأنها تحولت الى كبرى الشركات المالكة لماكينة طباعية متعددة الأعراض ما جعل «الأنباء» تتصدر المطابع ودور النشر.
الهجرة إلى أميركا
وفي نهاية عام 1979 غادرت الى الولايات المتحدة الأميركية بعد ان عملت في زهرة شبابي في جريدة «الأنباء» وزادني شرفا انني عملت مع أساتذة كبار في الإعلام والصحافة وهم الأخ المرحوم الأستاذ محمد خالد قطمة، الذي أعتبره من أساتذة القلم فقد شرب مهنة الصحافة والإعلام وكان علما بارزا في ميدان الكلمة المقروءة، وأيضا المرحوم بإذن الله أديب باقي، الذي كان محترفا في تسويق الإعلان وجلبه، كما انني لا أنسى الأستاذ سمير عطاالله مدير التحرير وهو بلا شك أستاذ في مجاله وأدعو له بطول العمر كلما قرأت له زاوية في جريدة «الشرق الأوسط» وأيضا أخي وجيه العجوز، وآخرون يصعب حصرهم في هذه المساحة لكنني ممتن لكل من عملت معه وعلمني في بدايات جريدة «الأنباء» وانني أهنئ اخواني أنجال العم خالد يوسف المرزوق – رحمه الله – وعلى رأسهم الأخ الزميل فواز خالد المرزوق ويوسف خالد المرزوق على ما وصلت اليه «الأنباء» من مكانة في نفوس الشعب الكويتي.
«المعلم» بيير الأسمر
بيير الأسمر.. اسم ارتبط دائما بالمطبعة في «الأنباء» وكلما اشتقت اليه ودخلت السرداب اجده دائما اما تحت «الماكينة» يصلح امرا قد فسد، او امام خلطات الالوان او راكبا فوق الماكينة يعدل رولات الورق.
والمعلم بيير.. كما يطلق عليه الزملاء هذا المسمى كونه الاقرب الى نفسه، فهو بحق «معلم المطبعة» واجيال من العاملين في المطابع والمحابر تتلمذوا على يديه.
|
بيير الأسمر |
وهناك «حب عذري» يربط المعلم «بيير الاسمر» بالمطبعة ربما لكونه اقدم واحد معها ورافقها من قمة شبابها الى هرمها او المحبة زادت بعد العشرة التي امتدت ثلاثة عقود.
احيانا اعرج عليه قبل صعودي الى الادارة العامة لألقي عليه التحية فأجده دائما متفائلا فرغم قدم ماكينته الا انه يمجد فيها ويختم دائما هي الخير والبركة.
المعلم بيير مر عليه معظم مديري التحرير وتحرك الزمن بهم الا ان المعلم «بيير» ظل صامدا وراعيا امينا للمطبعة يتعامل معها وكأنها ابنته.
يذكر دائما بالوفاء الأستاذ يحيى حمزة والأستاذ نبيل الخضر وجميع العاملين من الزملاء والزميلات، طبع العدد الاول واليوم وصل الرقم (12572) (العمر لك أبو ايلي).
و«المعلم بيير» اسمه بيار عبده الاسمر ـ من لبنان ـ منطقة الحدث في بيروت ومن مواليد عام 1952، الله سبحانه يمد في عمرك معلم «بيير» وتشوف اخت للمطبعة عما قريب ان شاء الله ابو ايلي.
محمود مختار فنجان قهوة
كلما دخلت الإدارة العامة قلت: اللهم ارحم محمود مختار فلقد كان صالحا أميناً ومحبا لـ «الأنباء» وأهلها.
|
محمود مختار |
عمل محمود مختار في «الأنباء» قبل وبعد الاحتلال العراقي وكان من أكفأ من عملوا في الإدارة العامة، خلقا واخلاصا وامانة وكان ـ رحمه الله ـ صاحب نفس فإن شربت من يده فنجان قهوة فلا بد أن ترجع مرة أخرى لتطلب نفس القهوة ومثلها «الشاي» كان صاحب نفس طيب في كل ما يقدمه لضيفه وكلما اتصلت بالاستاذ «يحيى حمزة» لأسأل عن احوال زوجته وبناته يطمئنني الاستاذ «أبو حاتم» عن اخبار اهله ادعو لمن قرر له راتبا يعول اسرته.
اللهم ارحم اخانا ـ محمود مختار ـ بواسع رحمتك فلقد عمل في «الأنباء» لسنوات طويلة كان خلالها مثالا يحتذى في الكفاءة والاخلاق والاخلاص.
انفجار قنبلتين في «الأنباء» عام 1976
تعرضت مكاتب جريدة «الأنباء» ظهر يوم 17/6/1976 لاعتداء آثم جبان، عن طريق وضع متفجرتين بينهما فاصل زمني في محاولة لسفك مزيد من دماء العاملين فيها وإحداث أكبر قدر من الأضرار في أجهزتها وممتلكاتها.
حدث الانفجار الأول قبيل الساعة 10 صباحا بقليل وبينما كان رجال الأمن يتفقدون الأضرار ويتابعون التحقيق، حدث الانفجار الثاني الذي تركز في مكاتب المحررين، وبعد اتخاذ الاجراءات الأمنية شكلت لجنة تحقيق في الدوافع التي أدت الى ارتكاب هذه الجريمة النكراء ومعرفة الذين وقفوا وراءها.
|
رجال الأمن يتفقدون مبنى «الأنباء» |
وقد صدرت الأنباء في اليوم التالي بتاريخ 18/6/1976 وكتبت افتتاحية في زاويتها الرئيسية «وراء الأنباء» في صدر صفحتها الأولى بعنوان: «مشكورين».. هاجمت فيها الجبناء «الذين يختفون خلف قناع الخوف ويضعون القنابل ويهربون تاركين وراءهم في قلوبنا عزيمة لم نكن نعرفها في نفوسنا من قبل، تاركين وراءهم في عيوننا بريق العز بأننا أول من يتعرض لقنابل أعداء الكويت، ولكننا لسنا آخرهم.
نعم لسنا الأخيرين، فالمسألة بالدور والقصد ليس مبنى هذه الجريدة أو أشخاصها بقدر ما هو القصد ان يقع الشعب في قبضة الخوف من التخريب والمخربين من الإرهاب والإرهابيين».
شكر وتحية
شكرت جريدة «الأنباء» تعاطف الزملاء في «الأنباء»، فما ان انتشر الخبر حتى سارع الزملاء الأساتذة: محمد مساعد الصالح رئيس تحرير «الوطن»، جاسم النصف رئيس تحرير «القبس»، يوسف المساعيد وفهد المساعيد الى زيارة «الأنباء» للاطمئنان، وشكرت أيضا كل من قدم امكانياته من أجل صدور «الأنباء»، من مطابعهم.
وكان لهذه الفتة الكريمة من زملاء المهنة أحسن الأثر في نفوس أسرة تحرير «الأنباء».
ردود الأفعال في الصحف المحلية التي استنكرت الاعتداء
٭ سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله: سنردع كل من يعبث بالأرض والسلطة تتحرى عن متسببي الانفجار في «الأنباء»
٭ جريدة «الرأي العام»: انفجار «الأنباء» اعتداء على الحرية
٭ جريدة «السياسة»: لايزال هذا البلد آمناً
٭ جريدة «القبس»: الحمد لله على سلامة الزميلة «الأنباء»
٭ جريدة «الوطن»: نستنكر الاعتداء على الزميلة «الأنباء» ونضع كل إمكانياتنا في خدمتها
بهاء بخاري رسام الكاريكاتير المتفوق
من الكوادر الصحافية التي عايشتها عن قرب أثناء عملي في جريدة «الأنباء» الأخ الاستاذ بهاء بخاري رسام الكاريكاتير المتفوق المبدع الذي اذا شاهدت كاريكاتيره تفهم المعاني والمقاصد لأنه يغنيك عن قراءة مقالة كاملة.
|
بهاء بخاري وخلاف |
وهو فلسطيني من مواليد القدس عام 1944 وعمل في عدة صحف ومجلات في الكويت عمل في الرأي العام القديمة (المساعيد) ثم «الأنباء» وكانت له رسومات وكاريكاتيرات لصحف ومجلات فلسطينية خاصة «الأيام» الفلسطينية.
شارك في العديد من المعارض الدولية والعربية، وأقام العديد من المعارض الخاصة بفلسطين في فلسطين وبعض البلدان العربية، وذلك من خلال عضويته في اتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين والعرب، وهو أيضا فنان تشكيلي وهو عضو في اتحاد التشكيليين الفلسطينيين ونشر له كتاب بعنوان «كاريكاتير بهاء بخاري» في الكويت في عام 1985 واحتوى على 400 رسم ملون وعرفت كاريكاتيراته بالرمزية وله شخصيات رمزية معروفة مثل أبوالعبد وأبوعرب.
متزوج وله سبع بنات وأقرب صديق له الفنان المرحوم ناجي العلي صاحب شخصية حنظلة.
شارك في أول ملتقى للصحافة في المركز الصحافي العربي بالوطن العربي الذي تأسس عام 2004 بالدوحة وأدان كل الرسوم الدنماركية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم.
يقــول انه بدأ رسم الكاريكاتير بشكل محــترف عام 1964 وعمل في الرأي العام و«الأنباء» وحاز جائزة جمعية الصحــافيين الكويتيين في السبعينيــات.
أديب باقي مسوق الإعلان
أديب باقي.. من الشخصيات التي عملت في «الأنباء» في تحصيل الإعلان وتسويقه لمدة 4 سنوات عمل خلالها على تنظيم العمل الإعلاني وتوحيد الأسعار في الإعلانات الصحافية بالجرائد بعد ان تحول الى «بازار» بسبب عدم التزام الصحف بأسعارها الإعلانية المعلنة. وقال ان الفترة التي عمل فيها في 1979 كان حجم الإعلانات في الكويت يصل سنويا الى نحو 15 مليون دينار خاصة بعد تصدر الإعلان الملون واعتبر الكويت هي المركز الاقتصادي والإعلاني الأساسي للمنطقة الخليجية لأن الكويت مركز الصلة بين شركات ووكالات الإعلان العالمية ذلك لأن الكويت منفتحة تجاريا واقتصاديا خاصة بعد انتقال وكالات الإعلان من لبنان عقب الأحداث المؤسفة الى الكويت وخاصة ان الوكالات الكويتية حينذاك نشطة ولها وزنها في السوق الإعلاني العربي. وقال ان وسائل الإعلان في الكويت كلها نشطة وأثنى على تلفزيون الكويت لأنه يغطي 98% من السكان وتأتي الصحافة اليومية لتشكل الوسيلة المفضلة الأساسية لإيصال الرسالة الإعلانية لرجال الأعمال والجمهور والطبقة الفاعلة.
وفي 1/4/2001 انتقل الى رحمة الله بعد قضاء 3 عقود في الكويت.
ملاحق «الأنباء» شواهد
تميزت جريدة «الأنباء» عن زميلاتها، بإصدار الملاحق اليومية على مدار الاسبوع، فهناك ملحق الأنباء الذي كان يصدر يوم الاربعاء من كل أسبوع وبداية صدوره بتاريخ 19 مايو 1976 ثم تطور في تاريخ 21 ديسمبر 1991 وأصبح يصدر شبه يومي مع تغيير اسمه الى ملحق «وراء الأنباء».
كما أصدرت الجريدة بتاريخ 27 نوفمبر 1992 «ملحق الإيمان»، الذي يصدر كل يوم جمعة ويحتوي على قضايا وموضوعات خاصة بالاسلام في شتى بقاع الأرض وحظي بمتابعة كبيرة من شرائح جماهيرية في داخل وخارج الكويت، واقيمت له احتفالية كبيرة بمناسبة مرور عام على صدوره سميت «ملتقى الوفاء».
وأخذت الجريدة في التطور وأصدرت بتاريخ 1 أكتوبر 1994 ملحقا بعنوان «أنباء الجريمة»، حيث يصدر في كل يوم سبت، يسلط الضوء على القضايا القانونية والجرائم والمحاكم والمشاكل التي يعاني منها المجتمع الفردي والجماعي على الصعيدين المحلي والدولي.
صدور «الأنباء» في منفى الأحرار بأوامر ودعم مالي من خالد المرزوق
في الثاني من أغسطس 1990م تعرضت الكويت لأبشع احتلال عرفته المنطقة، وكان لهذا الاحتلال الاثر البالغ في النفوس، والخسائر البشرية والمادية والمعنوية.
|
دخول قوات الاحتلال العراقي الغاشم في الثاني من أغسطس |
والصحافة كان لها النصيب الاكبر في سياسة المحتل التي استهدفت ضرب الاعلام والصحافة بالدرجة الاولى للقضاء على حرية الكلمة والتعبير التي هي الشريان الحيوي للشعب الكويتي، لم تسلم «الأنباء» من هذا الدمار، فقد لحق بها الضرر الذي تمثل في تدمير مكاتبها وأجهزتها المتطورة وسرقة المطابع وأجهزة الكمبيوتر، وكانت النتيجة صدورها من القاهرة بأوامر من صاحبها العم خالد يوسف المرزوق ـ رحمه الله ـ الذي أنفق عليها من ماله الخاص في منفى الاحرار.
ولكن كانت «الأنباء» أول صحيفة كويتية تصدر أثناء الاحتلال العراقي الغاشم، اذ صدرت في القاهرة بعد مضي 13 يوما على الاحتلال في 15 أغسطس 1990 وكان عدد صفحاتها 4 صفحات فقط مكرسة لخدمة الوطن والمواطنين، تنقل الاخبار عن الكارثة التي حلت بالبلد وتعمل على ربط الكويتيين بعضهم ببعض وبيان آخر التطورات والمستجدات في جميع المواضيع المتعلقة بالاحتلال العراقي، وكانت «الأنباء» كالمعتاد توثق الاخبار وتنقل الصور الحية بكل أمانة ومصداقية من داخل الكويت لأبناء الوطن الغالي الذين يقطنون بالخارج عن طريق اتصالها بوكالات الأنباء العالمية فضلا عن مراسليها المنتشرين في كل مكان، فكانت فعلا أثناء تلك الفترة تمثل صوت الكويت الحر الناطق باسم أبنائها وتحررت الكويت في 26 فبراير 1991 وعمت الفرحة كل مكان وظلت «الأنباء» في تلك الفترة تواصل عطاءها المعتاد من القاهرة واستمرت على هذا الحال حتى 14 ديسمبر 1991 وذلك حتى تعيد بناء الصحيفة من جديد وتعيد ترميم المبنى وشراء الآلات والتقنيات المستحدثة في عالم الصحافة بعد تعرضها للدمار على أيدي المحتلين العراقيين، وصدورها مرة أخرى بتاريخ 21/12/1991.
ذاكرة الأرشيف
٭ في 17 فبراير 1977 يدخل اتفاق «الأنباء» والزميلة «النهار العربي والدولي» التي تصدر في باريس أسبوعه الثاني مسجلا نموذجا حيا وفعالا لنهج التعاون بين الدور الصحافية، وذلك خدمة لقارئ «الأنباء» وخلاصة ممتازة لجهود وأفكار الصحف العربية الراقية مهما كان الثمن الذي يدفع مقابل هذه الخدمة.
٭ افتتاح مكتب لـ «الأنباء» في باريس في خطوة جديدة لتقديم أفضل الخدمات الصحافية في عام 1978، وذلك لتقديم خدمة صحافية أفضل للقارئ عن طريق تأمين أوسع تغطية إخبارية على مستوى القارة الأوروبية.
طارق كمال «أبوكريم» عازف الكلمات بأنامله
عرفته بعد مرحلة ما بعد التحرير في «صف الكلمات»، كان – رحمه الله – أهلاويا متعصبا وكنت أناكفه كوني زملكاويا منحازا للأستاذ يحيى حمزة.
|
طارق كمال ــ رحمه الله |
يقول الأستاذ مصطفى السلماوي في مقالة رائعة له يرثي الزميل طارق كمال عنوانها «عازف الكلمات»: لم يكن طارق كمال مجرد شخص معروف بسرعته على الـ «كيبورد»، كان أشبه بعازف في مهنته، تجيد أنامله العزف على الأحرف في تناغم وهو يحدثك غير مبال بالنظر الى مكانها.
أسميته «عازف الكلمات» حين ربط بين اللغة والطباعة، فصار مدققا لغويا ومنضدا أو «صفيفا» مبدعا.
عرفته في أوائل التسعينيات يعشق الحياة والنادي الأهلي ويكره النكد والمشاجرات، حين تحاصره في نقاش ويحتد الجدل ينسحب ملوحا بيديه، لكنه لا يغادر المكان إلا بابتسامة تزيل غضبك منه أو تأففك من حدة تمسكه برأيه.
في القاهرة أدركت حبه للحياة، فابتعد عن المنغصات، ولم تفارق الابتسامة شفتيه حتى في أحلك الظروف، وفي الكويت عشق العمل في «الأنباء» وحين التقيته مصادفة في جمعية الروضة وجدته مهموما، فسألته السبب، فقال: لا أدري، كأن سرا في عينيه أبى أن يبوح به، وطاوعته ومضينا كل في طريقه، فهل أخفيت عني يا طارق تعب القلب؟ سؤال باتت الإجابة عنه مستحيلة.
رحل طارق تاركا دموعا تجمدت في عيوننا، وحزنا يأبى ان يفارق وجوهنا، وألما اختار القلب سكنا، وذكرى نتجرع منها «قفشاته» وابتساماته. رحلت يا طارق الى حيث سنرحل جميعا.
إلياس خرستو نموذج مشرف
كنت عندما التقيه هنا أو هناك في أروقة جريدة «الأنباء» يبادرني: شو خبرني؟
الياس خرستو من النماذج المشرفة التي عملت في جريدة «الأنباء» بصمت.
بداياته
عمل في الصحافة الكويتية في الرأي العام وانتقل الى «الأنباء» حتى غادر الكويت الى كندا في عام 2006.
|
إلياس خرستو |
كثيرا ما كنت أشرب «الشاي» عنده كان يعجبني فرغم أنه «مسيحي» الا انه كان يعدل الاحاديث ويصحح الآيات، وكان يضحك كثيرا عندما يراجعني فأقول «أنت صح يا شيخ الياس».
يقول الاستاذ محمد الحسيني في مقال توديعه «أبا نصيف.. لك كل المحبة والتقدير» أما الزميل عبدالسلام مقبول فقال له مودعا: أعتبره مدرسة اعلامية عن جدارة واستحقاق بدأ حياته يدويا بالرصاص المصهور ثم تدرج في مهنة الصحافة من محرر حتى أصبح أستاذا لبقية المحررين.
أما الاستاذ فارس السلمان فكتب في مقال رائع بعنوان: هل يكفي أنك رائع
مقالات
يقول ضمن مقاله: «هل سأضطر يوميا لأن أتصل بك في كندا حيث ستغادرنا الى أسرتك الثانية بعد أن أمضيت بين أسرتك الأولى «الأنباء» 25 عاما؟».
أما أستاذنا ذعار الرشيدي فيقول في مقاله: «ما بتمرق يا بوناصيف».
في ختامها المسك ما يلي:
في العام 1992 دخلت «الأنباء» كمتدرب، وكان أول شخص التقي به هو الياس خرستو، وكما أنني استغربت اسمه الاجنبي وقتها فلابد أنه استغرب اسمي غير المألوف خرجت من «الأنباء» بعد فترة تدريب 8 أشهر وعدت اليها بعد 12 عاما لأزامله.
الياس خرستو نموذج رافقته كان دقيقا في فحص المقالات والملاحق وهو بحق أستاذ وعلم غائب حاضر في سماء «الأنباء».
كلمة للتاريخ خالد.. «الأنباء»
والدي ورمزي..
ونحن نحتفل بمرور 35 عاما من الإنجازات في جريدة «الأنباء» لابد لي أن أتوقف.
أتوقف لأدعو لك الله عز وجل أن يكون قبرك روضة من رياض الجنة وأن يكون مثواك في جنة الفردوس مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.. نيابة عن كل أولادك الذين تربّوا في هذه الجريدة ونيابة عن القراء الكرام الذين أكرمتهم بجريدة كانت ولاتزال وستظل لسان حالهم..
لقد كان دعمك يا والدي ورمزي لجريدة «الأنباء» هو الذي أتاح لها سبل النجاح والقفزات الكبيرة والتصدر في أكثر من مرحلة.. لقد كان لتوجيهاتكم وأنت تقف في صالة التحرير وتبدأ دائما: «عيالي وأولادي وأبنائي» أثرها على كل من تخرج في مدرسة «الأنباء» وأنا لا أقصد فقط العاملين اليوم في جريدتك وإنما كل الزملاء من الأساتذة ومديري التحرير وسكرتارية التحرير ورؤساء الأقسام والمحررين ممن هم اليوم خارج مدرسة «الأنباء».. الكل ممتن لك لدعمك وتشجيعك..
لقد كان لرؤيتك الحكيمة أثرها في وجود جريدة كويتية خالصة تمثل نبض الشارع الكويتي وتحرص على مصلحة الكويت العليا دون البحث عن «مانشيت» يهدم ولا يبني.
لقد علّمتنا ان خدمة الكويت والكويتيين هي الشعار المرفوع والمُطبق قولا وعملا بعيدا عن التكسّب الإعلامي الذي لا يضع مصلحة الكويت فوق أي اعتبار.
ونعلم يا سيدي.. ويعلم كل أهل الكويت ما قدمت وبذلت في سبيل أن تكون «الأنباء» صوت الديرة.
واليوم.. ونحن ندخل مرحلة تجديد شاملة لـ«محبوبتك» «الأنباء» لا ننسى وصاياك، وسنكون نعم الأبناء في خدمة الكويت صحافيا في ظل قيادة صاحب السمو الأمير المفدى وسمو ولي عهده وحكومته والشعب الكويتي الوفي.
سدد الله خطى حملة «أمانتك» يا والدي ورمزي وأيّدهم بنصر من عنده.. وما التوفيق إلا من عند الله.
يوسف عبدالرحمن
من ذاكرة «الأنباء»
رشاد أبوداود يكتب «يوم ذبلت شوارع الكويت» وبكينا
كانت الساعة تقترب من الواحدة بعد منتصف تلك الليلة التي استمرت شهورا. عدت للتو من الجريدة التي غابت هي الأخرى شهورا في ظلام الاجتياح، جهزنا عدد الخميس الثاني من أغسطس بما يليق به من مهنية. توخينا الدقة فلا قلنا ان غزوا للكويت سيحدث ولا قلنا انه لن يحدث. نقلنا عن رئيس عربي كان آخر الزائرين الى بغداد قوله انه تلقى تأكيدات أن.. لا غزو! عند الثانية تقريبا يتصل بي موظف البدالة من مبنى «الأنباء» في الشويخ: أستاذ: هل أنت نائم؟ لست نائما يا محمود. ما بك؟ لقد دخلوا يا أستاذ.. تعال إنهم وصلوا دوار المستشفى الأميركي! ماذا تقول؟ أنا قادم؟ بعد ربع ساعة كنت في «الأنباء» في الطريق كان كل شيء ينطفئ بكبسة قدر أحمق. وحدها أنوار الشوارع ظلت مضاءة. ربما لتظل عيونها مفتوحة على تفاصيل الجريمة لكن عتمة من لون مختلف كانت تلف المستيقظين وتنتظر النائمين ليصحوا على احتلال أعمى.
هناك، في «الأنباء» كان المدير الصديق يحيى حمزة الذي لم أره من يومها وسمعت انه لم يعد يرى لفرط تغلب حبه للمهنة على حبه لعينيه اللتين كانتا معلقتين في سماء الجريدة كمصباحين على باب الشعرية.. وكان زملاء آخرون بينهم محمد المطيري الذي حمل صوت الكويت على سيارة جيب ليذيع «هنا الكويت» من الصحراء قبل ان يفقد ويستشهد.
تشاورنا.. ماذا نفعل، الصفحات في المطبعة. المطبعة لم تدر. كانت الأرض تدور بجنون. جاءنا زميل: انهم قريبون من هنا، في أول الشويخ. هل نطبع العدد؟ يأتي آخر: انهم في الشارع المجاور؟ لم يعد ثمة حاجة للسؤال عـن الطـباعة. لكن الأسئلة تحوم حولنا: ما الذي حدث؟ كيف فعلوها؟!
جلسنا بين كومة من الأسئلة ومن الحزن. مروا من أمامنا. تجاوزونا. أصبحنا في منطقة محتلة وسط قوات مختلة. قررنا ألا نترك «الأنباء». تناوبنا على البقاء فيها. كانت وطننا الصغير الذي فيه تعلمنا وحبونا وركضنا وحلقنا في سماء المهنة حيث كانت الصحافة الكويتية الأولى في الساحة العربية، وكانت الكويت بلاد العرب، يحضن دفنها الطيور المهاجرة والمنفية والباحثة عن لؤلؤ الحياة.
كان هناك زملاء تعلمنا منهم الحرف والبنط وكلام الصورة. كان خالد قطمة، إلياس مسوح، سمير عطاالله، عبدالله الشيتي، نجيب عبدالهادي، خليل بيضون، مصطفى أبولبدة، محمد زين، وجيه العجوز، وإلياس الفاضل وآخرون. وكان زملاء سبقونا بسنوات قليلة: ناجي العلي، بهاء بخاري، مازن حماد، حافظ برغوثي، أحمد مطر، مروان حزين، حاتم غانم، عبدالله القاق، هشام الديوان، سليمان فليحان، نظير حمصي، وإلياس خريستو.
كانوا من جنسيات عربية مختلفة لكن لا خلاف ولا اختلاف في ان الحاضنة الكويت كانت تعتز بعروبتها وصحافتها وسياستها. ولم يكن لهؤلاء الزملاء ان يتألقوا ويبدعوا ويساهموا مع إخوانهم الكويتيين العرب لو لم يكن الإيمان متبادلا ممتدا من الحرف الى الحرف ومن الماء الى الماء. كانت مظلة الصحافة الكويتية يرفرف عليها أعلام وصحافيون كويتيون أعزاء: محمد مساعد الصالح، العميد عبدالعزيز المساعيد، محمد جاسم الصقر، يوسف العليان، عهدي، فيصل، وبيبي المرزوق، أحمد الجارالله، يوسف النصف، وصالح الشايجي وآخرون اعتذر لمن لا أتذكرهم الآن.
لكنني أتذكر كيف رأيت في أول وثاني أيام الاحتلال شوارع الكويت يعلوها غبار الحزن.. كيف الشقيق يصبح غازيا يقيم حواجز على مفارق الطرق التي كانت تتزين بزهور الصيف التي لا تذبل مع الحر.. وكيف يسألك جندي محتل بلهجته وسحنته العربية عن هويتك ووجهتك.. فيما هو لا يعرف وجهته ولماذا هو «هنا» ويسألك عن طعام افتقده منذ يومين حين وضعوه هناك ولم يعودوا يسألون عنه! الأسئلة لم تتوقف عن الطنين في أذني وعيني: لماذا؟
تحملت، تأرجحت على جسر بلا نهر أسبوعا فقط وخرجت. لم أطق رؤية الكويت محتلة دامعة وهي التي مسحت دموع مئات آلاف العرب. لم أحتمل رؤية جندي مسلح قرب بيتي الذي تزوجت فيه وأنجبت ابني البكر، ولا المستشفى الذي شهد ولادة ثلاثة من أبنائي، أو مدارسهم الأولى وملاعبهم الأولى، لم أحتمل رؤية خمسة عشر عاما من عمري تتمزق أشلاء تحت جنازير دبابات أخطأت الطريق فداست على فرح أهل وسكان الكويت.
ليته لم يكن ذلك اليوم الذي يبلغ اليوم سبعة عشر عاما.. يوم الخطيئة الكبرى التي جعلت بلاد العرب فريسة للدول الكبرى.