- الكويت مرت منذ إعلان الاستقلال حتى الآن بمراحل تطور وتنمية هائلة سعت من خلالها إلى تحقيق أعلى المراكز بين صفوف الدول المتقدمة
تحتفل الكويت اليوم بالذكرى الـ 52 للعيد الوطني هذا اليوم الذي ترتدي فيه البلاد ثوب الفرح والسرور ايذانا ببدء الاحتفالات الخاصة بهذه المناسبة السعيدة التي تبين مدى حب وانتماء هذا الشعب لوطنه والتأكيد على ولائهم والتفافهم حول قيادتهم.
لقد مرت الكويت منذ اعلان الاستقلال حتى الان بمراحل تطور وتنمية هائلة سعت من خلالها الى تحقيق اعلى المراكز بين صفوف الدول المتقدمة في ظل الادارة الحكيمة التي اتخذها حكامها عبر التاريخ نهجا لهم لتحقيق الازدهار والتقدم لهذا البلد. ومازلنا منذ ذلك الحين الى يومنا هذا نستذكر وقفات وانجازات تاريخية مهمة لحكام الكويت تعكس مدى اهتمامهم وشغفهم بكل ما فيه مصلحة وخير لهذا البلد فعندما يرنو الى اسماعنا اسم الراحل الشيخ عبدالله السالم الامير الـ 11 لدولة الكويت يلوح في الاذهان لقب (ابو الدستور) او (ابو الاستقلال) حيث نالت الكويت استقلالها في عهده وهو الذي امر بصياغة الدستور لتنظيم الحياة.
ومن اشهر مقولات الشيخ عبدالله السالم رحمه الله الكلمة التي القاها بعد الاستقلال مباشرة حين قال «ونحن على ابواب عهد جديد نرجو ان تبدأ الكويت انطلاقتها بتقوية اواصر الصداقة والاخوة مع شقيقاتها الدول العربية للعمل بتكاتف وتآزر على ما فيه خير العرب وتحقيق اماني الامة العربية كما ان الوضع الجديد يتطلب منا العمل على الانتماء للجامعة العربية وهيئة الامم المتحدة وغيرها من المنظمات التي تعمل لخير العالم وامنه وسلامه كلما كان ذلك في الامكان».
ومن الشيخ عبدالله السالم الى الشيخ صباح السالم الذي احبه اهل الكويت بعفوية فقد كان قريبا ومتواصلا معهم يستمع لهمومهم ويقرأ شكاواهم ويلبي احتياجاتهم وليس ادل على ذلك سوى ابيات الشعر التي كان يرددها رحمه الله حين يقول «انا وشعبي كلبونا جماعة.. الدين واحد والهدف اخدم الشعب».
اما الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد رحمه الله فهو الرجل الذي تربع في وجدان شعبه حتى لقبوه بـ (أمير القلوب) فهو باني النهضة العمرانية الحديثة ورجل المواقف الصعبة الذي وقف في وجه الغزاة المعتدين بصلابة حين تعرضت دولة الكويت للاحتلال الغاشم فعاهد نفسه للانتصار لقضية الكويت وقام بدور مكثف في المحافل الدولية لنصرة بلاده.
واستمرت مسيرة العطاء في عهد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح فمنذ توليه مقاليد الحكم الى الان وهو يعمل جاهدا لجعل الكويت منارة اقتصادية بارزة ومنبعا للديموقراطية حيث اقر سموه خطة التنمية لبناء مشاريع حيوية تنهض بالكويت وتحولها الى مركز مالي وتجاري عالمي جاذب للاستثمار مع تنويع مصادر الدخل لصنع مستقبل مشرق. وفي عهد سموه تم وضع حجر الاساس لمشاريع عدة اهمها مشروع مستشفى جابر بتكلفة 335 مليون دينار كويتي على مساحة 225000 متر مربع ويسع حوالي 920 سريرا لمختلف الاجنحة و90 سريرا للعناية المركزة على ان يتم تسليمه في ديسمبر 2013 وتم العمل ايضا على انشاء جسر جابر بطول 37.5 كيلومترا تقريبا بهدف الربط بين مدينة الكويت ومدينة الصبية الجديدة. ونظرا لتزايد حجم تجارة الواردات الى دولة الكويت من 3 ملايين طن في عام 1993 الى 30 مليون طن في السنوات الاخيرة اقتضى الامر عمل مشروع ميناء بوبيان الذي هو قيد الانشاء بتكلفة 119 مليون دينار كويتي على امل ان يتم البدء في تشغيله عام 2015 كمرحلة اولى بأربعة ارصفة مخصصة للحاويات لامكانية استقبال مليون و800 الف حاوية سنويا. واولى سموه اهتماما كبيرا بالوحدة الوطنية وحرص على التأكيد على تكاتف وتعاون اهل الكويت فيما بينهم ونبذ الخلافات والمشاكل والسعي نحو العمل الجاد لبناء كويت الغد تحت ظل المحبة والتسامح وقال سموه في كلمة توضح نبذه للتعصب والخلافات «نحن في هذا الوطن اخوة متحابون لا مكان فيه للتعصب لطائفة او قبيلة او لفئة ما على حساب الوطن الولاء بيننا لله ثم الى الوطن الذي نعيش على ارضه نحميه بوحدتنا الوطنية ونبني اسواره بتعاضد ابنائه».
هذا وتشهد ذكرى اعياد الكويت الوطنية هذا العام مظاهر احتفالية غير مسبوقة حيث ازدانت البلاد في شتى المناطق والمباني الرسمية والخاصة بصور شتى من الزينة والصور والاشكال بمختلف الالوان والاحجام للتعبير عن فرحة الكويتيين بهذه المناسبات الغالية. وتنوعت تلك المظاهر بين الاعلام واللافتات والصور والاضاءة والانوار الليزرية اشتركت فيها مجمل القطاعات الرسمية والخاصة ووصلت الى حلة ارتدتها المنازل والمجمعات والمراكز وحتى المركبات تحت مظلة الفرح والبهجة بحلول ذكرى عيدي الوطني والتحرير لتتعدى ذلك الى اشكال جديدة غير تقليدية ودخول مفاهيم جديدة من ابتكارات تتصل بفنون الزينة والانارة.
لم يكن فبراير شهرا عاديا في تاريخ الكويت لان المناسبات الوطنية التي تقام فيه تشكل علامة فارقة في البلاد يجب الوقوف عندها في كل عام والتذكير بأحداثها ودور الرعيل الاول وتضحياته من اجل استقلال الوطن وبنائه فهو تاريخ مشرف لا ينسى رسمه الاباء والاجداد ويواصل مسيرته الابناء جيلا بعد جيل.