- السراج: القطاع الصناعي والإنتاجي متقدم عن القطاع الخدماتي
- الفوزان: لا يوجد تعريف مقبول عالمياً للاستدامة وذلك لكثرة الأمور المتوقعة منها
- آل إبراهيم: تكلفة استثمار «تنقية المياه» في محطة جدة بلغت 300 مليون ريال
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز افتتح صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب وزير الشؤون البلدية والقروية في المملكة العربية السعودية الشقيقة، الملتقى الدولي الحادي عشر للتشغيل والصيانة في البلدان العربية الذي نظمه المعهد العربي للتشغيل والصيانة والذي احتضنته محافظة جدة خلال الفترة من 11 إلى 14 الجاري ورعته رسميا وزارة الشؤون البلدية والقروية في المملكة وتعاون في تنظيمه الإدارة العامة للأشغال العسكرية بوزارة الدفاع، ومثل الكويت في الملتقى وزير الكهرباء والماء ووزير الأشغال العامة م. عبدالعزيز الابراهيم.
من جهته، قال أمين عام الملتقى د.زهير السراج إن المنطقة العربية مرت وما زالت تمر بنهضة تنموية كبيرة شهدت تشييد مدن حديثة ومنشآت عملاقة وبنى تحتية ضخمة تشكل في مجموعها مكتسبات حقيقية لأوطاننا، أنفق عليها ميزانيات كبيرة وبذلت فيها جهود حثيثة، لذلك فإن الحفاظ على هذه المكتسبات وإبقائها بحالة تشغيلية فعالة هو أمر حتمي يؤدي إلى استدامة أدائها وبالتالي ضمان أسباب الراحة والعيش الكريم.
وبين السراج في كلمته خلال الحفل، أنه من الواضح أن القطاع الصناعي والإنتاجي متقدم بشكل أكبر في مجال التشغيل والصيانة عن القطاع الخدماتي، حيث إن الأول تحكمه معايير الربح والخسارة، وبالتالي يتبنى سياسات وقرارات تقوم على أسس اقتصادية، بينما لا يتمتع قطاع الخدمات بنفس الدرجة من الاهتمام بأعمال الصيانة والتشغيل، وتوفير الميزانيات اللازمة لها مما يجعل مهمة القائمين على تشغيل وصيانة المرافق الخدمية أكثر صعوبة وهو ما يجعل تطبيق أساليب وأسس الصيانة الفعالة أكثر إلحاحا.
وتابع السراج أن الكثير من القائمين على إدارات الصيانة في مختلف المنشآت تبنوا مقاربتين الأولى: التجاوب عند حدوث الخلل والأخرى: تنفيذ الإجراءات الوقائية لتفادي حدوث الخلل، ولكن الملاحظ في الكثير من المنشآت في عالمنا العربي أن التجاوب مع الوضع عند حدوث الخلل هو الطاغي على حساب تنفيذ أعمال الصيانة الوقائية بالطرق الصحيحة مما يزيد من الآثار المترتبة على تأخير أعمال الصيانة وزيادة تكاليف تصحيح الأوضاع.
وأكد أمين عام الملتقى أنه يجب على المسؤولين عن أعمال التشغيل والصيانة في مختلف أنواع الأنشطة والقطاعات، التركيز على الأسس التالية عند وضع سياسات التشغيل والصيانة، وهي: اتباع الاستراتيجيات والتقنيات الحديثة، والتركيز على تطبيق برامج الصيانة الوقائية والتوقعية، والتركيز على العنصر البشري من خلال تدريب قوى العمل الفنية المواطنة والتركيز على تطبيق المعايير المهنية لوظائف التشغيل والصيانة بما يساهم في نقل وتوطين التقنية، ووضع معايير ومواصفات قياسية عربية في مجال التشغيل والصيانة وتشجيع تبادل الخبرات والتجارب بين الهيئات والمنظمات والشركات المعنية في الدول العربية.
وقدم السراج باسمه وباسم المشاركين في المؤتمر خالص شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لشمول الملتقى برعايته الكريمة.
لا تعريف للاستدامة
من جهته قال رئيس المعهد العربي للتشغيل والصيانة ورئيس اللجنة العلمية للملتقى د.محمد الفوزان، إن الملتقى الحالي ينطلق تحت شعار «دور الصيانة في التنمية المستدامة»، وإنه لا يوجد تعريف مقبول عالميا للاستدامة وذلك لكثرة الأمور المتوقعة منها.
وأوضح الفوزان أن كثيرا من المتخصصين تحدثوا عن الصيانة كاستراتيجيات وأعمال تطبيقات وأفراد وتعليم وتدريب ومعدات وأنظمة، مبينا انه يجب أن نعرف الدور المطلوب ومن سيقوم به ويضع ضوابطه ويشرع تطبيقاته.
وأكد الفوزان ان المعهد أعد خطة طموح تهدف إلى ترسخ التوعية بأهمية الصيانة، وتأصيل دور المعهد كمرجعية عربية مشتركة في مجال الصيانة، وتوسيع التعاون مع الهيئات الدولية لتحقيق نقل الخبرة، وتفعيل برامج التدريب والدراسات العليا وتقديم الخدمات الاستشارية، وتشجيع الأبحاث والتأليف والترجمة.
المحافظة على البيئة
من جانب آخر، شكر د.عبدالرحمن بن محمد آل إبراهيم محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في كلمته في الحفل بمناسبة فوز المؤسسة بجائزة الحريري لأفضل منظومة تشغيل في فرع البيئة. وقال آل ابراهيم: إن استثمار تكلفة استثمار المؤسسة في بناء منظومة نزع الكبريت وأكاسيده والكربون وأكاسيده من محطة تحلية جدة في مرحلتها الرابعة بلغ 300 مليون ريال، مؤكدا أن المؤسسة تستشعر أهمية المحافظة على البيئة لاعتبارات عديدة. وأوضح آل إبراهيم أن المؤسسة قررت طوعا الالتزام بباقة متعددة من الأهداف الاستراتيجية التي لا تقل أهمية عن هدف إنتاج المياه المحلاة من البحر، والتي من بينها الهدف الاستراتيجي المعني بالمحافظة على البيئة وجعلت له سياسات مقننة وبرامج واضحة ضمن مؤشرات أداء محددة.
مؤسسة وطنية
كما أوضح اللواء م.خالد بن علي قباني مدير عام الأشغال العسكرية بوزارة الدفاع، أن إدارتهم تعتبر مؤسسة هندسية وطنية متكاملة، وانها من البدايات عند اكتمال المشاريع والمنشآت التابعة لوزارة الدفاع قبل ما يقارب الأربعة عقود، استشعرت الإدارة بأهمية التشغيل والصيانة لهذه المرافق، خاصة ان جاهزيتها مرتبطة كليا بمهام الوزارة، مما دفع الوزارة إلى وضع رؤية إستراتيجية تتوخى تبني منهجية علمية ومهنية لتنفيذ أعمالها في إطار وفكر مؤسسي منظم يستند الى المقاييس والمعايير العالمية سعيا إلى إيجاد بيئة عمل داعمة للإنتاجية. وأضاف قباني انه تم ذلك عبر تنظيم وتقنين إجراءات العمل وتقييسها وفق الأدلة التنظيمية والإجرائية التي تحقق ممارسات أفضل فنيا وتحافظ على مستوى الأداء والجودة لمختلف منشآت الوزارة وترابطها كوحدة متكاملة لهذه المنظومات الخدمية والهندسية من المدن العسكرية إلى المستشفيات والطرق والجسور والمطارات ومحطات توليد الطاقة والتحلية والصرف الصحي والبنى التحتية والإسكان والمباني التعليمية والمرافق الرياضية.
نهضة تنموية
من جانب آخر، قال صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية: إن خادم الحرمين الشريفين راعي هذه المناسبة شرفني نيابة عنه بافتتاح أعمال الملتقى الحادي عشر للتشغيل والصيانة في البلدان العربية تحت شعار «دور الصيانة في التنمية المستدامة». وأضاف الأمير منصور: لا تخفى الأهمية الكبرى للتشغيل والصيانة وأثرها على التنمية المستدامة في بلداننا العربية، والتي تشهد بفضل الله نهضة تنموية وإنجازات تجلت في العديد من المشاريع والمرافق والخدمات والبنى التحتية، وواجبنا السعي الحثيث للمحافظة عليها وضمان جودة أدائها واستمراريتها من خلال إيجاد أفضل السبل وأنجع الوسائل لتشغيلها وصيانتها واعتماد تقنيات حديثة لتحسين مستوى أدائها وكفاءة فاعليتها ورفع مستوى العاملين فيها إلى جانب توفير البرامج التدريبية المتخصصة والمتطورة وسد حاجتها بالكفاءات المؤهلة والمدربة بما يتناسب مع مهام ومسؤوليات هذا النشاط والذي يعد في مقدمة الأنشطة القادرة على استيعاب أعداد كبيرة من الشباب للعمل فيه.
وقال سموه إن هذا الملتقى والذي ينظمه المعهد العربي للتشغيل والصيانة يأتي امتدادا لعشرة ملتقيات سبقته وطافت العديد من دولنا العربية خلال 10 سنوات مضت ليؤكد على الدور الحيوي والمهم للتشغيل والصيانة، مبينا أن منظمي الملتقى أحسنوا عندما اختاروا «دور الصيانة في التنمية المستدامة» شعارا لهذا الملتقى لما لها من أثر كبير وفاعل في تحقيق التنمية المستدامة وضمان جودة المشاريع واستمراريتها وتحقيق دورها بكل كفاءة واقتدار.
وتابع سموه أنه: في المملكة العربية السعودية يحظى قطاع التشغيل والصيانة للمرافق التي تديرها وتشغلها الدولة باهتمام كبير حيث خصص له باب ضمن الميزانية العامة للدولة كما قامت وزارة الشؤون البلدية والقروية بإعداد العديد من الدراسات والأبحاث والأدلة المتعلقة بأعمال الصيانة.
وأضاف أن ما أعد لهذا الملتقى من محاور تتعلق بتشغيل وصيانة مرافق الكهرباء ومرافق تحلية المياه المالحة ومرافق المياه والمجمعات ومرافق المباني ومرافق النقل والمرافق البلدية وصيانة أنظمة الاتصالات والأنظمة الإلكترونية وإدارة مواد الصيانة وتدريب وتأهيل العاملين في مجال الصيانة إلى جانب العديد من ورش العمل وحلقات النقاش لتجارب دولية وإقليمية ومحلية ليدعونا للتفاؤل بالوصول إلى رؤى ومقترحات عملية وبناءة لتطوير هذا المجال المهم، لاسيما ان هذا الملتقى يحظى بمشاركة متنوعة لخبرات مميزة تجمع بين التأهيل والخبرة في مجالات التشغيل والصيانة.
وتمنى سموه في الختام كل التوفيق والنجاح للمؤتمر و«لا يفوتني باسمكم جميعا أن أرفع أسمى آيات الشكر لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله على تفضله برعايته السامية الكريمة لهذا الملتقى ومساندته ومؤازرته الدائمة لكل ما فيه دعم العمل العربي المشترك». كما شكر سموه المعهد العربي للتشغيل والصيانة والأمانة العامة للملتقى على حسن التنظيم والإعداد لهذا الملتقى ولجميع الجهات الداعمة والمشاركة والراعية له وللإخوة المتحدثين ولكل لجان الملتقى.
«الأنباء» حصدت جائزة الحريري العربية للتشغيل والصيانة وكُرمت كراعٍ إعلامي
حصدت «الأنباء» جائزة الحريري العربية للتشغيل والصيانة كأفضل عمل إعلامي ساهم في تطوير أعمال التشغيل والصيانة في العالم العربي لعام 2013. كما تم تكريم «الأنباء» كراع إعلامي للملتقى الدولي الحادي عشر للتشغيل والصيانة. وقد سلم الجائزتين صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز لنائب رئيس التحرير الزميل عدنان الراشد.