حنان عبدالمعبود
نظمت مبادرة «أمان من الإدمان» برئاسة حوراء دشتي يوما مفتوحا للمتعافين من الإدمان من نزلاء مركز (منزل منتصف الطريق) في منطقة الفنطاس في إطار جهودها الرامية لتأهيلهم ودمجهم مرة أخرى بالمجتمع والتأكيد على أن الإدمان ليس وصمة عار ولكنه مرض يمكن التعافي منه.
وتخلل اليوم المفتوح مجموعة من الفقرات والألعاب الترفيهية والمسابقات المشوقة والتمارين الذهنية التي أعدها وقدمها أعضاء المبادرة للمتعافين، كما تم تقديم الهدايا والورود لهم واختتمت الفعاليات بطرح سؤال على النزلاء لرصد آرائهم حول ما تم تقديمه لهم من فقرات من أجل إفادتهم وإمتاعهم تطبيقا لشعار المبادرة «معا نستطيع».
وقالت رئيس المبادرة حوراء دشتي في تصريح صحافي إن هذه الزيارة تعد الثانية من نوعها خلال سبتمبر الجاري لنزلاء (منزل منتصف الطريق) بهدف نشر الأمان والألفة بين المتعافين وكسر الروتين المعتاد وزيادة الثقة بالنفس ودمجهم روحيا ونفسيا مع أعضاء فريق (أمان) فضلا عن بث روح المرح والبهجة فيما بينهم وجعلهم جزءا من نجاح التوعية المجتمعية حولهم من خلال مشاركتهم بالمسابقات الثقافية والفقرات الترفيهية بطابع تربوي إنمائي جديد من نوعه.
وأضافت أن الزيارة تأتي أيضا كرسائل وعصف ذهني للمتعافين وذكر بعض المواقف والقصص التحفيزية لهم لتجعل من هذا اليوم حافلا بالعطاء وهو ما أثار تفاعلهم وحماسهم مع الفقرات التي اشتملت عليها الفعالية.
وذكرت أن نزلاء المنزل من المتعافين من الإدمان يجددون الأمل في الاستمرار في تجنب طريق إدمان المخدرات التي بعثرت حياتهم وحولتها جحيما وسط أجواء تفاؤل في ظل التقدم الذي يتحقق يوميا في هذا المنزل الهادئ بعيدا عن صخب الحياة وشجونها.
وبينت أن مركز «منزل منتصف الطريق» منذ تأسيسه قبل نحو 8 سنوات استطاع أن يعيد إلى المجتمع شبابا تورطوا في التعاطي والإدمان ليتطوروا ويندمجوا في المجتمع من جديد.
ونوهت دشتي إلى أن فكرة المنزل تعود إلى ستينات القرن الماضي في الولايات المتحدة الأميركية، حيث إنه يندرج تحت منهج علاجي يسمى «المجتمع العلاجي» حيث يقدم الفريق العلاجي لنزلاء المركز البرامج العلاجية بطرق علمية وعملية مدروسة.
وأضافت أن المبادرة معنية بالمتعافين من الإدمان الذين تجاوزوا مرحلة العلاج الدوائي وسحب السموم من أجسامهم وبدأوا في مرحلة التأهيل السلوكي الذي قد يستغرق مدة عامين لإتمام التعافي وعند البعض فإن الجذر المتبقي من الادمان تمتد مرحلة علاجه ليصل إلى أكثر من سنتين كإعادة تأهيل، وعليه فإنه دورنا في هذه المبادرة أن نكمل ونتم الدور الكبير الذي تشترك فيه جميع الجهات المعنية.
وأشارت إلى أنه من المنتظر أن تنطلق في أكتوبر المقبل الخطة التشغيلية للمبادرة من خلال ورش عمل ودورات تدريبية لتأهيل المتعافين من الإدمان وأسرهم نفسيا واجتماعيا بالإضافة إلى المصابين بمتلازمة الاحتراق النفسي بسبب طبيعة مهنهم.